محاضرة المرأة في المسرح الكويتي... غياب واعتراض ثم تصحيح خلال الفعالية الأولى لمجلس رابطة الأدباء الجديد

نشر في 08-04-2011 | 00:00
آخر تحديث 08-04-2011 | 00:00
أكدت الإعلامية أمل عبدالله أن أعمال البدايات في المسرح سجلت غياباً للمرأة، معتبرة ظهور الفنانتين مريم الصالح ومريم الغضبان تمهيداً للطريق من أجل انخراط أخريات في العمل المسرحي.

نظمت رابطة الأدباء مساء أمس الأول محاضرة بعنوان «المرأة في المسرح الكويتي»، حاضرت فيها الإعلامية أمل عبدالله، وأدار الجلسة الكاتب ناصر الملا.

وفي مستهل حديثها أكدت أمل عبدالله أن الطريق لم يكن ممهدا لانخراط المرأة في التمثيل لأسباب متنوعة، مشيرة إلى أن الحركة المسرحية قديماً اعتمدت على الارتجال والتجريب، وتعود البواكير المسرحية في الكويت إلى خمس وستين عاماً وهي بذلك أقدم حركة مسرحية في الجزيرة والخليج العربي، وإذا لم يكن السبق الزمني حاسماً في مجالات الفنون والآداب، فإنها أي الحركة المسرحية الآن الأكثر تنوعاً وانتاجاً، والأرقى أداء على مستوى المنطقة».

المسرح الكويتي

وقسمت عبدالله تطور المسرح الكويتي إلى مرحلتين: «الأولى يمكن ان نطلق عليها مرحلة الارتجال والتجريب، كما أنها تفتقر إلى التوثيق، إذ لا نجد إلا صفحات قليلة روى فيها محمد النشمي جانباً من نشاطه ومتاعبه في تلك الفترة وكذلك كلمات عابرة في صحف أخرى، ولا نشك أن الغموض والسذاجة الذين اتصفت بهما المرحلة بصفة عامة، قد صرفا النقاد الفنيين والكتاب الدارسين في الكويت عن الاهتمام بتاريخ المسرح، فاتخذ أكثرهم طريقاً عملياً يقف عند تناول مسرحية بعينها بالتحليل والمناقشة، أو يكتفي بالحديث عن فن المسرح مجرداً من الشواهد المحلية».

وبينت أن «المرحلة الثانية هي بداية مرحلة البحث عن الذات أو الشخصية من خلال تحديد ملامح الكيان المسرحي فكراً وفناً»، مبينة أن «ثمة تجارب حققت النجاح ضمن هذا المضمار، مكتسبة سمعة طيبة ساهمت في تأصيل دور المسرح في المجتمع».

محمد النشمي

وتحدثت عبدالله عن تجربة محمد النشمي في المسرح، معتبرة أن «النشمي يمثل فيها مركز الدائرة فإنها تظل ذات أهمية بالنسبة لتطور فكرة المسرح في الكويت، لأن النشمي كان يمسك بزمام الأمور، وإن سبقه حمد الرجيب أحياناً وشاركه أيضاً، إلا أن هذه المشاركة توقفت حين سافر الرجيب إلى القاهرة سنوات، قدّم النشمي خلالها بعض الأعمال الارتجالية وتميز بالأدوار النسائية وأنشأ فرقة الكشاف الوطني التي تحولت إلى فرقة المسرح الشعبي وقدمت مجموعة من الأعمال غابت عنها المرأة جسداً وحضرت على الورق, وتناوب على أداء دورها رجال منهم محمد النشمي, وصالح العجيري, وعبدالرزاق النفيسي وغيرهم».

وأضافت:» نشأ المسرح في الكويت في أواخر العشرينيات من خلال المدارس والنوادي، ولم يكن حمد الرجيب يتوقع يوماً ما وهو يقف للمرة الأولى فوق خشبة المسرح في مسرحية «إسلام عمر» مجسداً دور شخصية خولة شقيقة عمر أن يصبح يوماً رائداً لهذا المسرح العريق، ففي تلك الحقبة الزمنية من التاريخ كان أداء دور المرأة يمثل حرجاً ما بعده حرج لذا قام الرجيب بأداء الدور مكرهاً, ولإزالة الحرج عنه أسند له مخرج العمل محمد محمود نجم دور رجل إلى جانب دور فاطمة».

ثم تحدثت عن تجربة الفنان زكي طليمات في استقطاب مجموعة من الفنانات، وبعد بحث دؤوب وتدقيق تمكن من العثور على مريم الصالح ومريم الغضبان لتكونا أول فتاتين تدخلان مجال المسرح, وهذا كان دافعاً لتشجيع المرأة للعمل في المسرح ثم توالى ظهور الممثلات، ومنهن نبيلة وهدى بنيامين وحياة الفهد.

تصحيح

وعقب فتح النقاش، صحّح د. سليمان الشطي بعض المعلومات غير الدقيقة مؤكداً أن أقدم نص مسرحي كويتي تم الكشف عنه حديثاً كان بعنوان المحاورة الإصلاحية للشيخ عبدالعزيز الرشيد، وتم طباعة هذا النص المسرحي، مشيراً إلى أن ثمة دورا قامت به المرأة لا يقتصر على التمثيل وحسب.

وبدوره، لفت خالد خلف إلى أن ثمة مسرحية «جابر عثرات الكرام» لم يتم الإشارة لها في كثير من المراجع، مشيرا إلى أنه كان أحد الممثلين الذين شاركوا فيها خلال عام 1946، أما الأديب عبدالله خلف فقد أكد أن ثمة أمورا كثيرة لم تدوّن إذ لم تذكر بعض المراجع أن علي حسن لعب دور امرأة في أحد الأعمال المسرحية، وكذلك المطرب عبدالله الفضالة الذي جسد شخصيات متنوعة للمرأة عبر الإذاعة.

ومن جانبها، قالت الأديبة ليلى العثمان «أنا حزينة لفراغ المقاعد»، مؤكدة أن «غياب المسرح المدرسي أثّر سلباً على المسرح، متساءلة ما مخرجات المعهد العالي للفنون المسرحية؟»، مشيرة إلى «غياب المواهب الحقيقية حالياً، بينما اعتمد الرواد على موهبتهم».

ثم اعترض الكاتب علاء الجابر على عنوان المحاضرة، مشيراً إلى أن للمرأة أدوارا أخرى في المشهد المسرحي، وفي ختام الجلسة، أكدت أمل عبدالله أنها ركزت على الحركة المسرحية، فلم تتناول تجربة مسرحية بذاتها، مشيرة إلى أنها لم تغفل أي ممثلة أو مؤلفة أو منتجة عمداً.

back to top