طماطمهم «خاس»... يا الوشيحي!!

نشر في 03-10-2010
آخر تحديث 03-10-2010 | 00:01
 سعد العجمي قبل فترة قامت إحدى أشهر شركات الألبان في المملكة العربية السعودية برفع سعر منتجاتها، المواطنون هناك قاموا بمقاطعة منتجات الشركة التي ملأت أرفف وثلاجات مراكز التسوق، لتضطر الشركة وخلال خمسة أيام إلى العودة إلى أسعارها القديمة. وفي الكويت جميعنا نتذكر قيام إحدى الصحف اليومية قبل سنوات بزيادة قيمة العدد إلى 200 فلس، كلكلم تذكرون ماذا حدث لتلك الصحيفة!

"المقاطعة" من أهم وسائل التعبير عن الاحتجاج والرفض، وهي من أكثر الوسائل تأثيرا والأسهل تنفيذا، فهي لا تحتاج إلى تجمعات أو تظاهرات، ولا إلى صراخ أو حمل لافتات وشعارات، لكنها في الوقت نفسه الأكثر تعقيدا لأنها ترتبط بثقافة المجتمع ومدى استيعابه للفكرة والترويج لها، لأن "المقاطعة" ثقافة جديدة علينا كمجتمع كويتي.

مساء الخميس الماضي كنت مع الزميل محمد الوشيحي والفاضلين مسلم البراك وخالد الطاحوس في منزل الأخير نستمع بحماس لحديث "أبو سلمان" عن مقاله الذي كتبه حول مقاطعة الخضار بما فيها الطماطم، وعن استجابة الكثير من النواب والكتّاب والمدونين لفكرته، وأن هناك بالفعل حملة مقاطعة شعبية واسعة ستنطلق الجمعة تحت شعار "خلوها تخيس".

الفكرة أعجبتنا كثيرا وعلى الفور صرح البراك والطاحوس عبر خدمات الرسائل الإخبارية معلنين تأييدهما ودعمهما للحملة، داعيين الجميع للانضمام إليها. في هذه الأثناء كان العشاء جاهزا وأكملنا بقية حديثنا عن المقاطعة، ونحن على السفرة نلتهم ما لذ وطاب في هجمة شرسة على الصحون لم توقفها إلا حنجرة "أبو حمود" وهي تزمجر "وا خيب عليكم... الحين مزعجينا من قعدنا... مقاطعة مقاطعة... وأنتم تأكلون سلطة فيها كل أنواع الخضار وبالذات الطماطم... بالله هذا كلام"!!

التفت يميناً وإذا بالوشيحي "يحك" مؤخرة رأسه، بينما أشغلت أنا نفسي بالنظر إلى أعلى منتقدا طريقة وضع بعض "اللمبات" في السقف وكأنني مهندس ديكور، في وقت صبّ الطاحوس جام غضبه على الطباخ الذي لا يعلم عن حملة المقاطعة لأنه لا يتلكم العربية، فيما لعب عباس الشعبي دور المنقذ بقوله "ياجماعة الحملة تبدأ بكرة مو اليوم والله خوش سلطة حرام عليكم".

 في النهاية استخدم الطاحوس صلاحيته كصاحب دعوة وأزال أطباق السلطة من المائدة.

 تفاصيل "حديث المائدة" تؤكد أن "المقاطعة" كوسيلة تعبير فكرة رائدة، لكنها بحاجة إلى تعزيز مفاهيمها حتى تكون وسيلة فعالة وناجحة، فالذهاب إلى ندوة أو تجمع للتعبير عن الرأي والموقف، قضية مرتبطة بك كشخص تستطيع الذهاب والمشاركة، أما "المقاطعة" فهي تحرك جماعي مرتبط بأسرتك وخادمتك وسائقك وكل من في بيتك، وهنا تكمن الصعوبة!

الأخبار التي وصلتني ساعة كتابة هذا المقال تفيد بأن أسعار الخضار انخفضت بعد يوم ونصف اليوم من المقاطعة بما نسبته 25% إلى 40% في عدد من الجمعيات وأماكن بيع الخضار، وهذا يؤكد نجاح الحملة، ونقل لي أحد الأصدقاء عبارة سمعها من أحد المواطنين "طماطهم خاس يالوشيحي" وهو يرى الصناديق مكدسة في إحدى الجمعيات أمس السبت، أما الطريف في الموضوع فهو اكتشافي من خلال تصريح لأحد نواب الدائرة الخامسة أن الطماطم أصبح اسمها "طميط"، مثل ما أصبحت "الكهرباء – كرهباء" لا فض فوه من نائب!!

back to top