الرجل الغامض بسلامته... حبّ وكذب ولعب مع الكبار!

نشر في 21-09-2010 | 00:00
آخر تحديث 21-09-2010 | 00:00
يعرض فيلم «الرجل الغامض بسلامته»، تأليف السيناريست والصحافي بلال فضل، ضمن موسم عيد الفطر المبارك، ذلك مباشرة عقب مسلسله «أهل كايرو» الذي عرض على شاشة رمضان واحتفى به الجمهور والنقاد على السواء واعتبر بحق أحد أنضج أعمال فضل سواء في التلفزيون أو السينما ويندرج ضمن أحسن خمسة أعمال درامية قدمها التلفزيون في الشهر الفضيل.

يأتي «الرجل الغامض بسلامته»، إخراج محسن أحمد وبطولة نجم الكوميديا هاني رمزي، امتداداً لأفلام فضل التي تمتزج فيها السينما التجارية بلمسات فنية ورغبة في الإضحاك والتسلية مع طموح إلى تقديم معالجة درامية لا تخلو من مضمون أو ملاحظات حول المجتمع، الذي يعيش فيه الكاتب وينقده كصحافي معارض نقداً لاذعاً، لكنك تشعر عادة بأنه مكبل في سيناريوهات السينما، فيشير أو يلمح أكثر مما يجسر ويصرّح، بحكم الرقابة والقيود على الفيلم السينمائي أكثر من المطبوعات الصحافية.

تدور الأحداث حول عبد الراضي (هاني رمزي) الذي يتنازعه الخطأ والصواب، وتبدأ بمشهد يصوّره وهو يتحرش بالفتيات في مطار القاهرة، وعندما يقبض عليه بتهمة التحرّش يحاول تبرئة ساحته أمام الضابط قائلا: «لا يزيد دخلي على 700 جنيه، كيف أؤمن تكاليف الزواج وأفتح بيتاً بهذا المبلغ الضئيل، في أحوالنا المصرية اليوم؟». عندها يبادره الضابط بعد الإفراج عنه بالقول: «كلامك مقنع... لكن بحكم منصبي لا أستطيع أن أقتنع به».

يعمل عبد الراضي في شركة ألبان، وهو موظف مجتهد يبحث ويدقق باستمرار، على رغم دخله الضئيل، خدمة للصالح العام، فيكتشف في أحد الأيام أن ثمة آلات بيعت إلى الشركة بأثمان أعلى بكثير من قيمتها الحقيقية وتورط مسؤولين في الشركة بهذا الفساد، وتكون النتيجة المحتومة فصله من العمل ما يفاقم مشاكله.

أثناء ذلك يتعرّف عبد الراضي إلى «لميس» (نيللي كريم)، ومجدداً يمتزج الصواب والخطأ لديه، فهو يحبها لكنه يكذب عليها ويدّعي عملاً ومستوى اجتماعياً راقياً، وهي أيضاً تحبه لكنها تدّعي بدورها أموراً وتكذب حول حقيقة ما آلت إليه أحوال أسرتها بعد رحيل الوالد الذي ترك ديوناً. عندما يتزوجان ويتبادلان المصارحة والاعتراف بالأكاذيب، يغضبان على بعضهما البعض ثم يهدآن ويسامح كل منهما الآخر.

يضطرّ عبد الراضي، الذي قاوم الفساد وشارك في تظاهرات للمعارضة ضد الظلم، لأن يستجيب لضغوط جهة غامضة تحاول استغلاله عبر ممثلتها (فريال يوسف)، ويقال إنها شركة متعددة الجنسيات، لكنه حين يقبل هذا اللعب مع الكبار، يصل إلى حدّ التهلكة ويتهم بقتل وزير (أشرف زكي)، على خلاف مع رئيس الوزراء (عمر الحريري)، إلا أنه يتم إنقاذه بأعجوبة في اللحظة الأخيرة.

نجح محسن أحمد في إخراج فيلم مشوّق يمضي معه المشاهد وقتاً مسلياً، وقدم هاني رمزي ونيللي كريم وفريال يوسف وشعبان حسين وغيرهم أداءً مقنعاً، في حدود المطلوب، من دون أن يقع الفيلم في الابتذال.

ننظر إلى الفيلم ضمن هذه الحدود، أي فيلم بسيط بغير طموح فني أو فكري كبير... تدور مشاهده بسلاسة حول بطل يعيش «أيامه»... حب... وكذب... ولعب مع الكبار.

back to top