زفة العرس اللبناني لم تعد مزماراً وسيفاً وترساً: موسيقاها «تكنو» ورقصها من هاواي

الزفة في الأعراس اللبنانية، لم تعد تقتصر على مشاهد الرقص بالسيف والترس على موسيقى الطبل والمزمار، بل خرجت من طابعها التقليدي، وغدت استعراضاً فنياً ممسرحاً، شرقياً أو غربياً، قد يكون "الجاز" أو "التكنو" هما الموسيقى فيه، بينما قد تكون اللوحات الراقصة "ديسكو" أو مستوحاة من إسبانيا أو كوبا أو البرازيل أو حتى... هاواي.

لم يعد غريباً أن تنزل العروس مثلاً من الجو، جالسة على هلال، أو داخل كرة من كريستال، أو أن تخطف فرقة من الجنود العروس ليهب بعدها عريسها منقذاً، أو أن يحمل العريس الغيتار عازفاً لعروسه. كذلك لم يعد الرقص شرقياً حصراً، بل دخل إلى الزفة الرقص التعبيري أو الـ"بريك دانس"، ويمكن حتى أن تجول فرقة "جاز" عزفاً وغناء بين المدعوين.

يقول يوسف المعقر صاحب "فرقة يوسف المعقر للزفة" لوكالة فرانس برس إن "الزفة كانت في الماضي ترافق العريس إلى بيت العروس على إيقاع الطبل والقوالات وصوتي آلتي الناي والمجوز والزلاغيط ونثر الورود والسيف والترس".

ويتابع: "كانوا يرقصون ويدبكون ويحملون العريس على الأكتاف ويرافقون العروس لتلصق الخميرة" على مدخل البيت.

وحافظ المعقر على هذا التقليد حين أطلق فرقته، وأبقى الزفة التراثية كما كانت تقام في القرى اللبنانية.

ويقول: "عند العائلات المسلمة، نحيي الزفة التراثية عند العروس ومن ثم نذهب إلى العريس، أما لدى العائلات المسيحية فنزف العروس في بيتها معتمدين اللباس التقليدي اللبناني، اللبادة والطرطور والتطريز على الشروال وعلى الجيليه، كما نقلنا كذلك الزفة التقليدية إلى المطعم، حيث تقام حفلة العرس، وكذلك التحدي بالشعر والتحدي بالسيف والترس والزلاغيط والقوالات".

ودخل المعقر ميدان الزفة الأجنبية تماشياً مع السوق عام 2006، لكنه يقول إن 70 في المئة من زبائنه يقبلون على الزفة التراثية التي يتفرد بتقديمها.

أما ماري روز غبيره، مديرة "زفة سحر الشرق"، فتقول إن "الزفة تستلزم ابتكاراً". وتضيف: "ابتكرنا زفة بمنزلة صلاة، فيها كثير من الروحانيات، وتعتمد على أسلوب رقص تعبيري حديث بناء على رغبة العروس".

وترى ماري روز أن "الزفة صارت مختلفة اليوم بسبب تعدد آراء الناس وأذواقهم، والعقلية السائدة حالياً تتلخص في أن العروس والعريس لا يريدان أن تشبه زفة عرسهما أي زفة أخرى".

(بيروت - أ ف ب)