جورج سوروس يدعو أميركا إلى مزيد من التحفيز ويحذر ألمانيا من هوس التقشف

نشر في 07-10-2010 | 00:00
آخر تحديث 07-10-2010 | 00:00
حذر سوروس ألمانيا بأنها تجر دول منطقة اليورو إلى دوامة انكماشية بالتزامن مع استمرار تصاعد وتيرة «هوس التقشف» الذي تجاهد معظم الدول الأوروبية لتطبيق خطط تتعلق به من أجل خفض عجز موازناتها.

قال الملياردير الشهير جورج سوروس في خطاب ألقاه بجامعة «كولومبيا» ان إدارة الرئيس الأميركي «أوباما» باتت وكأنها ترضخ لضغوط الجمهوريين القوية من أجل خفض الإنفاق التحفيزي.

ويعتقد سوروس أن هناك خطراً حقيقيا يهدد الاقتصاد الأميركي، إذ تسعي إدارة أوباما إلى تقليل الإنفاق، في محاولة منها لتخفيض عجز الموازنة بحوالي نصف عام 2013، في الوقت الذي يحتاج فيه الانتعاش الاقتصادي إلى مزيد من التحفيز بالإضافة إلى «بث الحياة» في الطلب المحلي.

ويؤكد سوروس أن هناك مبررات قوية لمزيد من التحفيز، إذ إن خفض الإنفاق الحكومي في وقت ترتفع فيه معدلات البطالة لمستويات تاريخية يعني تجاهلا تاما للدروس المستفادة من الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.

وقال سوروس إن الذي يقف في مواجهة ضخ المزيد من التحفيز يتمثل في المفاهيم الخاطئة حول عجز الموازنة واستخدام ذلك بشكل سيئ لأغراض حزبية أو أيديولوجية.

وفي هذا الصدد حذر سوروس ألمانيا بأنها تجر دول منطقة اليورو إلى دوامة انكماشية بالتزامن مع استمرار تصاعد وتيرة «هوس التقشف» الذي يجاهد معظم الدول الأوروبية لتطبيق خطط تتعلق به من أجل خفض عجز موازناتها.

وأضاف سوروس أن محاولة ألمانيا لخفض عجز موازنتها وهي دولة دائنة في الأساس يتناقض مع دروس الكساد العظيم، إذ إن تخفيض الدول الدائنة والمدينة للإنفاق في ذات الوقت بالتزامن مع ارتفاع مستويات البطالة يعني دخول هذه الدول الدائنة في دائرة الانكماش.

وكانت ألمانيا التي تعد أكبر دول الاتحاد الأوروبي قد أعلنت خفض الإنفاق بما يعادل 80 مليار يورو حتى عام 2014 للوصول بعجز الموازنة إلى ما دون مستوى 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لتتوافق مع ما أقرته اتفاقية «ماستريخت».

وحذر سوروس من احتمالية دخول القارة الأوروبية في دوامة عنف واضطراب اجتماعي نتيجة التوجهات الاقتصادية التقشفية التي فرضتها دولها على نفسها.

ويؤكد أنه حتى إذا تم الوفاء بأهداف الميزانية وتم تخفيض العجز فسيكون من الصعب استعادة الدول الأضعف لقدرتها على المنافسة وبدء النمو مرة أخرى وذلك لعدم تمكنها من خفض سعر صرف اليورو بشكل منفرد، ومن ثم تضطر لتخفيض الأجور وإضعاف الأسعار مما يعنى خلق الانكماش مرة أخرى.

تأتي تصريحات «سوروس» بعد قرار بنك اليابان المركزي بتكوين صندوق بقيمة 5 تريليون ين من أجل شراء السندات وبعض الأصول الأخرى لإنعاش اقتصاد البلاد المنهك وسط ترقب الأسواق لخطوات مماثلة من البنوك المركزية العالمية بقيادة البنك الفدرالي الأميركي.

وقد قدر «بنك أوف أميركا ميريل لينش» خطة إعادة شراء الأصول التي من الممكن أن يقرها البنك الفدرالي الأميركي بحوالي 500 مليار إلى 750 مليار دولار.

(أرقام)

back to top