عباس لميتشل: لن نقبل أي مفاوضات في ظل الاستيطان

نشر في 15-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 15-12-2010 | 00:01
• «لجنة المتابعة» تتجه إلى إحالة الملف الفلسطيني إلى مجلس الأمن

• هنية في ذكرى الـ 23 عاماً لتأسيس «حماس»: لم نفشل في إدارة الحكم والمقاومة
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل أن القيادة الفلسطينية لن تقبل أبداً أي شكل من أشكال التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية في ظل الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، في ما بدا أنه نكسة جديدة للإدارة الأميركية التي اقترحت الأسبوع الماضي العودة إلى مفاوضات غير مباشرة بعد تخليها عن إقناع تل أبيب بتجميد الاستيطان.

عرض المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل أمس على الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أفكاراً" أميركية لإطلاق عملية السلام المتعثرة مع إسرائيل.

وكشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى عبر الهاتف من رام الله لـ"الجريدة" أن عباس أكد لميتشل رفض القيادة الفلسطينية الدخول في أي مفاوضات سواء كانت متوازية أو مباشرة أو غير مباشرة، إلا بعد وقف الاستيطان الإسرائيلي بالكامل في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.

من ناحيته، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في تصريح صحافي في مقر الرئاسة في رام الله عقب لقاء ميتشل وعباس: "إن الادارة الاميركية عرضت علينا افكارا من خلال السيد ميتشل، وكانت قد عرضت علينا افكارا من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في واشنطن".

وأشار عريقات الى أن القيادة الفلسطينية أطلعت ميتشل على موقفها مركزة "على وجوب وقف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

وفي انتقاد واضح لموقف الإدارة الأميركية التي تخلت عن مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان، قال عريقات: "من يتحدث عن السلام الشامل فعليه أن يوقف الاستيطان ويوقف ممارسات الحكومة الإسرائيلية التي تتحمل وحدها المسؤولية الكاملة عن فشل عملية السلام، لأنها عندما خيرت بين السلام والاستيطان اختارت الاستيطان".

وشدد المسؤول الفلسطيني على أن "موقفنا الذي أُبلغ به ميتشل مستند الى الشرعية الدولية بضرورة انهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 للأراضي الفلسطينية، وأن اجراءات إسرائيل على الأرض هي السبب الذي اخرج عملية السلام عن مسارها الصحيح، وأنه لا يمكن الحديث عن المفاوضات والاستيطان مستمر".

بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن ميتشل "جاء ببعض الأفكار الأميركية وعرضها علينا". وأكد أبو ردينة أن عباس عرض على ميتشل "المواقف الفلسطينية والعربية المبدئية وهي أن كل الاستيطان غير شرعي، ويجب وقفه، وليس استمراره فقط هو غير الشرعي".

وتابع المتحدث: "سننتظر مناقشات لجنة المتابعة العربية وستعود القيادة للاجتماع لتقرر، وبخاصة ايضا بعد الرد الإسرائيلي على الأفكار الأميركية لنرى مدى جدية الحكومة الإسرائيلية في هذا الجهد الأميركي".

وتابع الناطق: "حتى الآن هذه بداية ولم يتخذ اي قرار ولكن بعد التشاور مع الأشقاء العرب ستقرر القيادة الفلسطينية الخطوة القادمة".

«لجنة المتابعة»

إلى ذلك، علمت "الجريدة" من مصادر عديدة ومتطابقة في القاهرة ورام الله أن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية المقرر اجتماعها مساء اليوم (الأربعاء) في القاهرة في مقر الجامعة العربية تتجه بشكل شبه محسوم إلى نقل ملف القضية الفلسطينية من الأيدي الأميركية إلى مجلس الأمن، وذلك بناء على طلب الرئيس الفلسطيني الذي وصل القاهرة أمس للمشاركة في الاجتماع وبدأ مشاورات مكثفة مع الرئيس المصري حسني مبارك وأمين عام جامعة الدول العربية والأطراف الإقليمية والدولية ذات الصلة لدعم هذا القرار.

تراخيص جديدة في القدس

في سياق آخر، أعلنت حركة "السلام الآن" المنظمة الإسرائيلية غير الحكومية أمس أن البلدية الإسرائيلية في القدس أعطت موافقتها على بناء 24 منزلاً يهودياً في قلب حي الصوانة العربي في القدس الشرقية المحتلة.

وهدمت جرافات إسرائيلية أمس مبنى سكنياً يعود لمواطن مقدسي في حي رأس العامود في منطقة سلوان في القدس الشرقية المحتلة.

«ذكرى حماس»

 

حدد رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية أمس أربع أولويات لحركته في المهرجان الحاشد الذي أقامته في الذكرى الثالث والعشرين لانطلاقتها. وقال هنية في كلمته خلال المهرجان: "أولوياتنا حماية الحقوق والثوابت، ورفع الحصار واستعادة الوحدة وحماية مشروع المقاومة والجهاد". وأكد هنية حرص حركته على استعادة الوحدة الفلسطينية، ولكنه قال إنها تتقدم نحو المصالحة بقدر تقدم حركة "فتح".

وانتقد هنية بشدة مسار المفاوضات مع إسرائيل، و"استمرار السلطة في تعليق آمال على الدور الأميركي"، واصفاً ما يجري بأنه "انهيارات سياسية كبيرة".

وتعهد بأن "حماس ستبقى حارساً أميناً على حقوق وثوابت الشعب، وثوابت الأمة في فلسطين، ورغم كل الكيد فلن نعترف بإسرائيل".

وأشار إلى أن حماس خلال مسيرتها "تعرضت لمؤامرات كثيرة، وتوقع البعض أننا سنسقط أمام المؤامرات، وأننا سننسحب من الواجهة السياسية"، لكنه استدرك قائلاً: "رغم كل ذلك، فحماس لم تسقط، ولم تفشل في إدارة الحكم والمقاومة، ولم تنسحب من الواجهة السياسية، وهي تتقدم بكل ثقة نحو تعزيز مواقع الصمود والقوة والوحدة". وعن التهديدات الإسرائيلية المستمرة، قال هنية: "لا نخشى تهديدات إسرائيل، لكن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد"، مؤكداً "استعداد الشعب والمقاومة لهذه التهديدات".

back to top