10 طرق لتعطوا حياتكم معنى

نشر في 02-04-2011 | 00:00
آخر تحديث 02-04-2011 | 00:00
تختلف أسباب العيش باختلاف الأشخاص وأوضاعهم وماضيهم. بالتالي ليس المهم معنى الحياة العام، بل المعنى الذي يعطيه المرء لحياته في لحظة معيّنة منها. فالآمال تختلف من شخص الى آخر، وكذلك السبل التي تُتّبع لتحقيق تلك الآمال.

نعيش «حياة مجنونة»، ومن الواضح أن قلة منا «تتمهّل» لتتساءل عن معنى حياتها. في ما يلي 10 طرق أو مفاتيح تساعدنا على إعطاء معنى لحياتنا يومياً.

1 - اعترفوا بأن عملكم يأخذ حجماً مبالغاً فيه

ضغوطات، اجتماعات، اختناقات سير، تكرار يومي لسباق مع الزمن، تعب، صداع نصفي، أرق... كان العمل في ما مضى يحتل مكانة متوازنة بالنسبة الى بقية الأمور في الحياة، وخصوصًا تلك التي تسمح للأشخاص ببناء ذواتهم، كالعائلة والمجتمع والدين. أما اليوم فقد أصبح العمل مركز حياتنا. فلا نعتبر أنه يحدّد ما نحن عليه وحسب، بل أيضاً ندير حياتنا بالطريقة نفسها عبر وضع أهداف لأدائنا وتحديد حجم التزاماتنا. هكذا، لن نقضي الوقت بعد الآن ونحن «نتشمّس» على شاطئ البحر. حتى خلال الإجازة، نحدّد جدولاً زمنياً مليئاً بالأنشطة. يقول أحد علماء النفس: «أصبحت الحياة بحدّ ذاتها عملاً. بكل بساطة، ليس لدينا الوقت لنهتمّ بمرض جدّنا المفاجئ هذا الشهر!».

2 - ضعوا هدفاً لعملكم

نعمل لشركة، للحصول على أجرة أو على ترقية، لدفع الرهن، لتأمين معيشة أولادنا، لشراء مسبح... ماذا لو كنا نعمل «لأن» بدلاً من أن نكون نعمل «لـ»؟ ثمة اختلاف كبير بين هذين الحرفين الصغيرين. يقول كارل جونغ إن «القدرة على إعطاء معنى لأمر ما يسمح لنا بتحمّل أي شيء تقريبًا، بينما يؤدي عدم وجود معنى الى مرضنا».

3 - أعيدوا تعديل علاقتكم بالوقت

«أيتها التكنولوجيا، سهّلي لي حياتي!»، صلاة مستجابة ووعد نصف محقّق: بريد صوتي، هاتف ذكي، فاكس، إنترنت، بريد إلكتروني... غيّرت التكنولوجيا علاقتنا بالوقت جذرياً. فوقت الانتظار الذي كان يبدو لنا مقبولاً منذ سنوات قليلة، أصبح اليوم غير محتمل... والدليل عدوانيتنا حيال أمر بسيط كأضواء المرور. بحسب الأطباء، نتوقف أمام الضوء الأحمر مدة 30 ثانية نتكدّر خلالها ويضخّ قلبنا الدم بقوة.

كثيرًا ما نخلط بين الفاعلية والتخبّط. حين نكون مرتاحين، تكون حركاتنا فاعلة بينما حين نكون متوتّرين، نقوم بحركات صغيرة كثيرة توهمنا بالفاعلية. نكتفي بأن نتواجد في العمل، ونخلط بين التعب والنتائج. هكذا يكون الأمر حين نجوب الحيّ خمس مرات لإيجاد موقف لسيارتنا... وهو موقف لم نره في أول دورة لشدة استعجالنا. ما هو أسوأ: نذهب الى العمل في يوم سبت مشمس، ولا ننتج فعليًا سوى مقدار ساعة من العمل الجدي.

4 - طوِّعوا الذئب الشرير الموجود في داخلكم

لا نزال وسنبقى ذوي خصائص حيوانية. التوتّر بالنسبة الى أي كائن حي هو رد فعل دفاعي أمام الخطر. في الماضي، كان الخطر هو الذئب، أما اليوم فهو القلق من فقدان العمل، الزوجة، البيت، الأولاد، مجموعة أقراص الـ{دي في دي»... لا يتأتى القلق الأكثر إزعاجًا لنا من الخارج، بل من الداخل وغالبا ًما يكون ناتجاً من خوفنا من عدم تحقيق معايير النجاح التي حددناها لأنفسنا. صحيح أن سياق العمل وإيقاعه قد تغيّرا (أكدت دراسات أميركية كثيرة أن أسبوع العمل قد أصبح أطول من السابق)، لكن الخطر الحقيقي يأتي غالباً من داخلنا ومن إدراكنا الخاص للأحداث. إذاً، أسكنّا ببساطة الذئب داخل ذواتنا.

من مصلحتنا إذاً إعادة تقييم معتقداتنا لجعلها أكثر واقعية. فهل فقدان العمل يؤدي تلقائيًا الى فقدان البيت؟ ألن يكفي أن يبيع الشخص المعني سيارته الثانية ويؤجل رحلته السياحية؟

غالباً، يكون الخوف من فقدان العمل أمرًا غير واقعي، لأن فقدان العمل في معظم الأحيان لا يكون متصلاً بأداء الشخص المعني. مثلاً، قد يفقد العمال عملهم حين تقفل الشركة شعبة أو قسمًا من أقسامها. وبحسب علماء النفس، غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يتعرّضون لحالات من الإنهاك أشخاصًا يحظون بتقدير رؤسائهم الذين غالبًا ما ينبهونهم بأنهم يعملون أكثر من اللزوم!

تؤدي «إعادة تقييم معتقداتنا» الى طرد الأفكار الكارثية، والى أن نعي أن حدوث بعض الأمور لا يؤدي حتميًا الى النتائج التي نخشاها. بالإضافة الى ذلك، وكما يؤكد كثر من علماء النفس، هي تساعدنا على مواجهة عواطفنا.

5 - تقبّلوا عدم الكمال

لم يعد الكسل خطيئة، بل فرط نشاط. لا يوجد أي وقت للراحة أو حتى للتمتّع أثناء ملاحقتنا خمس الى سبع أعمال وشراء جهاز الصوت الجديد... يقترح الخبراء أن نخفِّف تنقلاتنا. ماذا لو حوّلنا آلات الإنجاز الى آلات تسامح؟ ماذا لو تعلمنا أن نخفف من أوقات التوتر وأن نكون أقل كمالاً؟ ماذا لو قبلنا أن نختار التزاماتنا مع الاحتفاظ بأوقات للمتعة؟ وماذا لو أجبرنا أنفسنا على الراحة...

ليست المسألة أن نعرف ما إذا كنا محقّين بشعورنا بالتعب، بل أن ندرك بأننا متعبون وأن نصلح الأمر عبر الحصول على الراحة، عبر القيام بأمور تعجبنا حينًا أو عبر تغيير مواقفنا حيال الأمور أحيانًا. من دون هذا الإدراك، سنجازف بكل بساطة بعدم قدرتنا على النهوض في أحد الأيام وبأن ننضم الى قائمة زملائنا السابقين المنكوبين في الحياة...

6 - فكّروا جيداً قبل صرف المال

كنا في الماضي نستخدم بقايا الطعام في الطبخ. من يفعل ذلك اليوم؟ ليست كل النفقات ضرورية، إذ بإمكاننا أن نراجع خياراتنا. بدلاً من أن نكون متوتّرين حيال دفع رهن المنزل وحاجتنا الى إصلاح قارئ أقراص الـ{سي دي» في الوقت نفسه، بإمكاننا أن نجد حلاً آخر: نتخلّى موقتاً عن متعة لنا بدلاً من الاستدانة للحصول على الرضى الفوري. لدينا الخيار! وهكذا نقلّل من التوتّر.

7 - تصرّفوا بدلاً من أن تشتكوا

إدارة التوتّر تعني منح أنفسنا وسائل للتصرّف حيال المشكلات التي تواجهنا. إذ تقل الشكوى حين ننتقل الى العمل. هكذا، بعد 15 دقيقة من البدء بدراسة ملف كنا نؤجل دراسته منذ أيام عدة، نكتشف أننا نمتلك طاقة ما كنا لنتصوّرها. تمنعنا إحباطاتنا اليومية غالباً من العمل. نشعر بأن العالم هو من يدير حياتنا وبأنه مغلوب على أمرنا. إن كنا تعساء، فذلك مردّه الى التصرّف الشرير لأحد الأشخاص، وإن كنا نتحمّل أعباء إضافية، فذلك دائمًا خطأ الآخرين!

في الحقيقة، نستطيع غالباً التأثير في مسار الأمور. نذكر في هذا الإطار حالة إحدى الموظّفات الشابات التي كانت مسؤولياتها المهنية تمنعها من التفكير بإنجاب طفل. ناقشت الأمر مع زملائها في العمل، الذين يعانون هم أيضًا من الإرهاق، ثم ناقشوا معاً المشكلة مع رب العمل. منذ ذلك الحين، لم يعد أي منهم يعمل حتى الساعة العاشرة مساء.

لكن، القضاء على القلق لا يترافق دائماً مع إيجاد حل جذري للمشكلة، لذا ينبغي أحياناً تعلّم كيفية تقبّل الأمور التي لا يمكننا تغييرها.

8 - روّضوا جسدكم لشحذ وعيكم

من المعروف أن الرياضة تخفّف من التوتر وتساعد على الاسترخاء. أكثر من ذلك، فإن مجرد التفكير بالقيام بنشاط جسدي كاف لإحداث تأثير إيجابي! يؤمن النشاط الجسدي الموارد الضرورية لمواجهة حالات التوتر، ويسمح بالارتقاء الى مستوى أعلى من التفكير وبفتح آفاق جديدة. بمعنى آخر، يركّز الذين يمارسون نشاطًا جسديًا أكثر على الحلول منه على تفاصيل المشكلة.

كذلك، تشكّل تقنيات الاسترخاء وسيلة ممتازة للاهتمام بالجسد. ينقصكم الوقت؟ يؤكد الأطباء أن هذه التقنيات تصبح بعد فترة قصيرة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

9 - شاركوا الآخرين استمتاعهم بالحياة

علينا أن نحيط أنفسنا بأشخاص مستعدين لمؤازرتنا، ننمّي علاقاتنا المهمة، نتقرّب من كل ما قد يشكّل حماية لنا... خصّصوا يوميًا الوقت للسؤال عن صحة زميل لكم، أو للذهاب لرؤية صديقكم المفضّل، خصّصوا الوقت الكافي لمشاركة أحدهم الطعام، حتى وإن كان عشاء عمل، كذلك نظّموا لقاءً في الطبيعة عوضًا عن اللقاء بين أربعة جدران رمادية...

10 - غيِّروا حياتكم

توتّر، إرهاق، إنهاك مهني، اكتئاب، تعب مزمن، تعب جسدي، مرض انفعالي... أصبحت اللغة التي نستخدمها زاخرة بالكلمات التي تعبّر عن أزمتنا الوجودية. بمواجهة ذلك، ينصح المفكرون وزعماء الطوائف الدينية بالتخلّي عن مثال الوفرة واعتماد أسلوب حياة مستند الى نوعية الحياة. البساطة الإرادية، الاستقلال المادي ومقاربات أخرى كلّها تعتمد الفلسفة نفسها: الخيار الأفضل في الحياة هو ذلك الذي يمنحنا وقتًا أكبر.

يوماً بعد يوم، يتزايد عدد الأشخاص الذين يعانون ضغوطًا كثيرة في حياتهم ويبدون استعدادهم للتخلّي عن نصف مواردهم مقابل أسلوب حياة أكثر استرخاء. فهل من الممكن أن نغير حياتنا؟ نعم، يقول الخبراء من دون تردّد، شرط أن نجعل من الموضوع مسألة شخصية.

على كلّ منا أن يأخذ الوقت ليجد معنى لحياته ويبحث عن حلول تسمح له باعتماد نمط الحياة الذي يناسبه.

back to top