الأغـــــــاني أنا في انتظارك
في الشعر: من اجمل الشعر الزجلي المغنى، في البيتين الاولين ترتبط كلمة القافية: خليت، وحطيت، وعديت من حيث المعنى، بالشطرة الشعرية التالية، ولا تنقص هذه البراعة شيئا من حرارة الشعر وعمقه الوجداني، وأما الاغصان الثلاثة فهي تختص بقواف مختلفة وتنتهي بقافية المطلع الغنائي: جنيت، ولقيت، وأمسيت، واجنيت، ونسيت، كان اصل الشعر: انا في استنظارك، فبدلته ام كلثوم: أنا في انتظارك. ويقال ان زكريا أحمد هو الذي اقترح التبديل.
في الشكل:طقطوقة مختلفة ألحان الأغصان. ويلاحظ ان البيت الاخير من كل غصن، قبل العودة الى المذهب: يا ريتني عمري ما حبيت، يتشابه لحنه مع ما يقابله في الاغصان الاخرى: واتفكر ايه اللي جنيت، و: على كده اصبحت وامسيت و: تسلم وتمر قوام.أما المذهب فهو ملحق بالغصن في ذيله، وهو الجزء الأخير من المطلع الغنائي: يا ريت ياريت.ملاحظات:من اجمل الغناء الراقي العربي، وتمتاز هذه الاغنية بأنها شديدة الارتقاء في مستواها، وشديدة القرب من ذوق الجمهور العريض في الوقت نفسه، ولعل من اسرار اثرها في نفس المستمع، ان ختام مطلعها الغنائي، وهو المذهب الذي يتكرر بين الأغصان، يا ريت يا ريت، يبدأ بمقام الراست المطرب، ويتحول عند قولها: يا ريتني الى مقام الحجاز، بتعبير عن اللوعة، ويزداد الأثر بترصيع الحجاز في لحن آخر مرة تقول فيها: يا ليتني، والشيخ زكريا خبير بالقفلات المتفجرة اطرابا. وهذه منها. وقد وسع زكريا فكرة التمهيد للحجاز بالراست، فجعل كل الابيات التي تسبق المذهب: واتفكر و: على كده، و: تسلم، على مقام الراست، فيعود الاثر نفسه في اذن المستمع ووجدانه، ايا كان ابتداء الغصن: الاول حجاز، والثاني، راست، والثالث حجاز.واما غناء ام كلثوم فهو غاية في التعبير العاطفي الحار، وفي التمثيل والتصوير.وتبلغ ام كلثوم في معظم الحفلات التي بقي لنا منها تسجيل، ذروة الاطراب والتعبير في الغصن الثالث، لا سيما في كلمة: وكلام، حيث تعبر عن عدم التصديق، او في قولها: وتمر قوام قوام (مرتين) تعبيرا عن المعنى بعبقرية غنائية نادرة المثال. اما الارتجال والتصرف باللحن فله ذروة في هذه الاغنية، في تصرفها بعبارة: توعدني بسنين وأيام.د. فكتور سحابأنا في انتظارك خليتناري في ضلوعي وحطيتإيدي على خدي وعديتبالثانية غيابك ولا جيتيا ريتني عمري ما حبيت عايز اعرف لتكون غضبانأو شاغل قلبك إنسانخليتني من يأسي أقولالغيبة دي غيبة على طولواتفكر إيه اللي جنيتمن ذنب يسيئك ما لقيتيا ريتني عمري ما حبيت اتقلب على جمر النارواتشرد ويا الأفكارالنسمة احسبها خطاكوالهمسة أحسبها لغاكعلى كده أصبحت وأمسيتوشافوني وقالوا أتجنيتيا ريتني عمري ما حبيت توعدني بسنين وأياموتجيني بحجج وكلاموتسلم وتمر قوامأو تخلف وتقول لي نسيتيا ريتني عمري ما حبيتتفاصيل الأغنيةاسم الأغنية: أنا في انتظاركالمؤلف: بيرم التونسيالملحن: زكريا أحمدالنوع: طقطوقةظهورها: حفلة 6/1/1944مقامها: حجازايقاعها: الوحدة الكبيرةزمنها: 49 د.