مصر تضبط أحد أخطر عملاء الـ «موساد»

نشر في 21-12-2010 | 00:05
آخر تحديث 21-12-2010 | 00:05
العميل جنَّد شبكات في سورية ولبنان
كشفت السلطات المصرية أمس عن ضبط شبكة تجسس إقليمية لمصلحة إسرائيل مارست نشاطها في كل من مصر وسورية ولبنان، بينما أشارت مصادر إلى ضبط شبكة ثانية، ستُعلَن قريباً، نجحت في اختراق قطاع الاتصالات المصري.

وأعلن المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي في مؤتمر صحافي بالقاهرة، أن النائب العام المصري قرر إحالة ثلاثة متهمين هم: الإسرائيليان إيدي موشيه وجوزيف ديمور (مازالا هاربين) وهما ضابطا استخبارات تابعان لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (موساد)، والمصري طارق عبدالرازق حسين حسن (37 عاماً) صاحب شركة استيراد وتصدير (محبوس)، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا - طوارئ بتهمة "التخابر لمصلحة إسرائيل والإضرار بالمصالح القومية للبلاد".

وأكد بدوي أنه تم إبلاغ الشرطة الدولية (الإنتربول) لضبط المتهمين الهاربين.

ووصفت المصادر المتهم المصري بأنه أحد أخطر عملاء الـ"موساد"، وذلك لانتشار نشاطه على بقعة إقليمية.

وأوضحت نيابة أمن الدولة العليا في قرار الاتهام أن "المتهمين الثلاثة خلال الفترة من مايو 2008 حتى أول شهر أغسطس 2010 (وقت ضبط الشبكة) تخابروا داخل مصر وخارجها مع مَن يعملون لحساب إسرائيل، بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، بأن اتفق المتهم المصري، أثناء وجوده بالخارج، مع المتهمين الإسرائيليين على العمل معهما لمصلحة المخابرات الإسرائيلية، وإمدادهما بالتقارير والمعلومات عن بعض المسؤولين الذين يعملون بمجال الاتصالات لانتقاء مَن يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، بغية الإضرار بالمصالح المصرية".

كما نسبت النيابة المصرية إلى المتهم المصري أيضاً أنه "قام بعمل عدائي ضد دولتين أجنبيتين هما سورية ولبنان من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية معهما، بأن اتفق في الخارج مع المتهمين الإسرائيليين ولمصلحة المخابرات الإسرائيلية على إمدادها بتقارير بمعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين لانتقاء مَن يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، وبنقل تكليفات من إسرائيل إلى أحد عملائها بسورية". وجاء في التحقيقات أن هيئة الأمن القومي المصرية أكدت أن المتهم المصري طارق عبدالرازق حسين حسن كان يعمل مدرباً لرياضة "الكونغ فو" في أحد الأندية، وسافر إلى الصين للعمل هناك في عام 2006، وفي بداية عام 2007 أرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني لجهاز الـ"موساد" يعرض عليه استعداده للعمل كجاسوس لمصلحة إسرائيل.

وأشارت التحقيقات إلى أن الـ"موساد وضع المتهم تحت عدة اختبارات نجح فيها وتم ضمه إلى العمل ضمن شبكة الجواسيس الإسرائيلية في الدول العربية، وأسس له شركة استيراد وتصدير للتجسس على شركات الاتصالات المصرية، كما كلفه اختراقَ مطار دمشق عبر صديق له على علاقة بأحد العاملين في الأماكن المهمة بمطار دمشق".

وتبيّن أن المتهم عبدالرازق زار دمشق عدة مرات وحصل من المسؤول السوري على معلومات سرية مهمة وسلّمه مقابلها مبلغ 20 ألف دولار. كما كلف الـ"موساد" المتهم وضعَ إعلانات على شبكة الإنترنت عن وظائف شاغرة لمهندسي اتصالات بكل من مصر ولبنان وسورية والسودان لانتقاء من يصلح منهم للعمل كجاسوس.

وفي السياق، أفادت تسريبات ذات مصداقية عن ضبط أجهزة الأمن المصرية شبكة تخابر ثانية لمصلحة إسرائيل، من المنتظر أن يُكشَف عنها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأوضحت المصادر الموثوقة أن تلك الشبكة ضُبِطت منذ عام 2006، وانتهى التحقيق فيها في النيابة العسكرية، باعتراف المتهمين الذين ضبطوا وهم 4 مصريين من بينهم لاعبة كرة سلة، بالتخابر مع ضابطين إسرائيليين هاربين، وقررت أجهزة الأمن حبسهم على ذمة التحقيقات، بينما أخلت سبيل لاعبة السلة على ذمة التحقيقات.

وقال المتهمون الأربعة في التحقيقات، إنهم تدربوا في تل أبيب على يد كل من إيفير الحريري وأبراهام جدعون، واشتروا أجهزة تنصت بـ42 ألف دولار لوضعها في غزة، وإن معظم أفراد شبكة التجسس يعملون في إحدى شركات المحمول في مصر، وتجسسوا على مكالمات دولية خاصة بموظفين في أماكن حساسة بالدولة لمصلحة إسرائيل، وإن تلك الاتصالات كانت تُنقل عبر مكتب في بريطانيا إلى إسرائيل، وعبر أجهزة تقنية في الولايات المتحدة وأجهزة استقبال في إسرائيل، بمساعدة فلسطينيين.

في المقابل، نفى مصدر مسؤول في الشركة المصرية لخدمات التلفون المحمول (موبينيل) ما تردد عن تورط مسؤولين في الشركة في قضية التجسس.

back to top