منتج سفاري علاء مرسي: تجربة الإنتاج أفادتني كممثّل
يرى البعض أن موهبته تؤهّله لاحتلال مكانة متميزة على الخارطة الفنية مع أقرانه من النجوم، إلا أنه رغم تنوّع أدواره لم يتصدّر المشهد كما توقّع الجميع.
إنه الفنان علاء مرسي الذي قدّم أخيراً أوراق اعتماده كمنتج من خلال فيلمه «سفاري» الذي قام ببطولته أيضاً.
عن الفيلم وأسباب خوضه تجربة الإنتاج وأمور أخرى كان اللقاء التالي معه. ما الذي دفعك الى دخول تجربة الإنتاج الآن؟ رغبتي في تقديم أعمال فنية مختلفة تحمل وعياً ومضموناً وشكلاً متميزاً، فأسّست شركة إنتاج بالاشتراك مع صديقي طارق العلي، ومن المقرر أن ننتج مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وكانت بداية إنتاجنا من خلال فيلم «هاللو كايرو»، ثم كرّرنا التجربة في فيلم «سفاري». لكن البعض اعتبر «سفاري» عودة الى أفلام المقاولات! أختلف مع هذا الكلام، فالفيلم يحمل معنى ومضموناً حاولنا إيصالهما قدر المستطاع، وأعترف بأنه كان من الممكن تنفيذه بشكل أفضل لولا الظروف التي مررنا بها، لكن في النهاية لا يمكن اعتباره فيلم مقاولات. لماذا فضّلت أن تبدأ إنتاجك السينمائي بأفلام تُعرض في دول عربية مثل «معتوق في بانكوك» الذي عُرض في الكويت؟ لأن شريكي طارق العلي كان يهدف الى تقديم أعمال فنية تعيد صناعة السينما في الكويت الى سابق عهدها، لكن ذلك لا يعني أننا لن نعرض أعمالاً في مصر، فنحن بصدد تجهيز أفلام جادة وهادفة تُعرض في هذا البلد. كيف تصف تجربة الإنتاج السينمائي؟ تجربة جيدة جداً، فالأعمال التي قدّمتها حققت نجاحا كبيراً أتمنى أن يتكرّر مع «سفاري». لكن ألا ترى أن مجال الإنتاج قد يعطّلك فنياً؟ على العكس، فأنا أعمل في المجال الفني نفسه وعلى مدى تاريخ السينما والتلفزيون كان ثمة ممثل ينتج ومخرج يؤلف وأحياناً ينتج، إذ لا يؤثر مجال على آخر، بل على العكس ربما يدعمه. لكن البعض يعتبر أن الإنتاج السينمائي يستهلك الممثل فنياً ويستنزف طاقته الإبداعية؟ لم يحدث هذا الأمر معي، فالتجربة كانت مفيدة لي على المستوى الفني، إذ تعلمت أموراً لم أكن أعرفها سابقاً أفادتني كممثل وأصبحت ملماً بصناعة الفيلم ككل، ولم أعد أنظر الى دوري فحسب. كذلك، أتصوّر أن هذه التجربة ستفيدني في اختياراتي في ما بعد. كونك شريكاً في إنتاج الأعمال الفنية التي تقدّمها، هل يدفعك ذلك الى فرض شروطك على المخرج؟ بالعكس، فأنا أتعامل بمنطق أنني ممثل فحسب أعرف مهامي جيداً ومهام المخرج ولا أتجاوز حدودي لأني نشأت فنياً على هذه الطريقة. ألا ترى أنك أهملت موهبتك؟ ليس إهمالاً، لكنه قسمة ونصيب، فأنا قدّمت الكثير من الأعمال ولا يمكن أن يتّهمني أحد بالتفريط في موهبتي أو التقصير في عملي. لماذا إذاً لم تصل الى المكانة التي تستحقّها والتي وصل إليها معظم أبناء جيلك؟ أعترف بأنني أعاني من عيب خطير وهو أنني أجامل أصدقائي على حساب نفسي، فلو طلب مني صديق ما تقديم عمل فني وأنا غير راض عنه أقدّمه، وهذا ما يضرّني بالتأكيد. لكنك بهذه الطريقة تجامل أصدقاءك على حساب الجمهور وليس على حساب نفسك. لم أجامل أحداً على حساب الجمهور لأنني وضعته في معظم الأعمال التي قدّمتها نصب عيني، لكن ما أعنيه بمنطق المجاملة أنني في أحيان كثيرة لم أحسبها بشكل صحيح، فمثلاً قد أنظر الى العمل من ناحيتي الإنتاجية وفريق العمل ولا أهتم بدوري إذ أتخيّل أن جودة العمل هي الأهم، وهذا أمر رهيب لأنني بذلك أخطئ في حقّ نفسي. ما صحة ما تردّد عن تجهيزك برامج تلفزيونية من إنتاجك؟ هذا الأمر صحيح، إذ أجهّز راهناً لعدد من البرامج التلفزيونية التي سأشارك في إنتاجها، وربما في تقديمها أيضاً. ألا تخشى الاتهام بأنّك «تعمل بفلوسك»؟ إطلاقاً، لأنني في الأساس ممثل ومشاركتي في الأعمال التي أنتجها لا تعني أنني أفرض نفسي على الجمهور بدليل أنني أؤدي راهناً أدواراً في أعمال فنية عدة لا أشارك في إنتاجها. ما تعليقك على إيرادات «سفاري»؟ إيرادات الأفلام كلّها في انخفاض هذه الأيام وليس فيلمي فحسب، بسبب الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، لكن كان علينا أن نبدأ بعرض الأعمال لكسر هذه الحالة حتى لو لم تشهد إقبالاً لأنها ستساعد أعمالاً أخرى مقبلة في تحقيق الإيرادات وستشجّع المنتجين على عرض أفلامهم وتنشّط هذه الصناعة. لماذا وافقت على المشاركة في بطولة مسلسل «كاريوكا»؟ لأني أُعجبت جداً بالسيناريو وأشعر أنه سيكون عملاً قوياً ومهماً، وقد بدأنا التصوير ثم توقّف لأسباب إنتاجية وجراء الظروف الراهنة، لكني أتوقّع أن نستأنف التصوير قريباً، وإن كنت أتصوّر أننا لن نلحق بالعرض الرمضاني لأن الوقت ضيّق جداً. ما الذي تغيّر في داخلك بعد وفاة ابنك؟ بالتأكيد هي تجربة مريرة تركت ولا تزال جرحاً وتأثيراً سلبياً في داخلي، لكني أدعو الله أن يرحمه ويلهمني الصبر والسلوان. لماذا استأنفت تصوير مسرحية الأطفال «حادي بادي» على رغم آلامك؟ لأن لديّ جمهوراً له حقّ عليّ، ففي النهاية هذه هي مهنتي التي تحتّم عليّ العمل تحت أي ضغوط أو ظروف كانت.