مركز الحوار للثقافة “تنوير” ينعى المفكر الدكتور أحمد البغدادي
بقلوب ملؤها ألم الفراق وحسرة الرحيل وصدى المظلومية، ينعى مركز الحوار للثقافة (تنوير) أحد مؤسسي المركز المفكر الدكتور أحمد البغدادي بعد صراع طويل مع مرض القلب.
ويعتبر الراحل قدوة في شجاعة الرأي ومثالا في نزاهة الموقف، كما يعتبر أحد أبرز من سار في طريق الذود عن العقلانية والدفاع عن الحرية في مقابل ثقافة الخرافة والخنوع والإذعان، كما اتصف بحسن الخلق والتزام القانون، استنادا إلى اعتبارات حقوقية إنسانية دستورية. إن غياب الدكتور البغدادي عن الحياة يمثل صدمة لمسيرة التيار التنويري العقلاني في الكويت، بالنظر إلى إنجازاته على الصعيد الفكري والثقافي والأكاديمي والصحافي، التي تمثل حلقة من الحلقات المضيئة المؤثرة في تاريخ الكويت، مما ساهمت في أنسنة الفكر وعقلنة الثقافة، وتلك الإنجازات لم تتأت إلا بعد مواجهة طويلة مع التيار الظلامي المعادي للحرية وحقوق الإنسان، تخللتها مواقف عبّرت بشكل واضح وصريح عن مظلومية الراحل. لذا يود مركز الحوار أن يعبر لأسرة الدكتور البغدادي ولأصدقائه ومحبيه والسائرين على دربه العقلاني، بأن الراحل لم يكن إلا أحد ملهمي العقلانية البارزين، وأحد مشعلي شمعة التنوير في الكويت، وأحد المتصدين الشجعان للظلامية الثقافية. لقد خاض الراحل الكثير من الصراعات مع التيار الظلامي، الذي حاول بشتى الطرق إقصاءه ووأد فكره، بالسعي إلى حبسه تارة، وإظهاره بأنه ضد الدين تارة أخرى، لكنه كان مدافعا صلبا وشجاعا وثابتا في مواقفه التي كانت تصب من دون أي خوف أو مواربة في إطار الحرية والعقلانية والأنسنة، من أجل فضح الأطروحات الأسطورية الخرافية السلطوية المتسترة بستار الدين. ولم تكن محاولات إقصاء الراحل والتشنيع عليه إلا دافعا له لتحدي الواقع الظلامي، والسير بهمة وشجاعة في طريق العمل التنويري، واضعا نصب عينيه الذود عن الثقافة الإنسانية، معتمدا على شريحة الشباب التي تمثل مخزونه الشعبي الأصيل. فمساعيه في الكتابة والمحاضرة، وفي تأسيس المجاميع الثقافية الفكرية، ومن ضمنها مركز "الحوار" للثقافة (تنوير)، وفي تركيز العمل على العنصر الشبابي، كل ذلك أظهر بأسه وإيمانه بالعمل الذي يقوم به. فقد كان مثالا على الصمود في وجه الساعين الى عرقلة تحركه ووأد أفكاره ورؤاه، وكان في شجاعته وجرأته فوق جميع العراقيل الظلامية. ارقد بسلام أيها الدكتور الأبي، فما قاسيته في صراعك مع التيار الظلامي لن يستطيع أحد أن يجعله حجرا في طريق التنوير. كتاباتك باقية، مواقفك ملهمة، أفكارك تفتح آفاقا من نور للمستقبل... رحمة الباري عليك.