مقال ممنوع للبرادعي يفجر «الدستور»

وسط أجواء سياسية ساخنة مشحونة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر، أطاح مقال تم منعه لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق د. محمد البرادعي برئيس تحرير صحيفة "الدستور" المستقلة إبراهيم عيسى.

وتسبب المقال، الذي تضمن انتقادات قاسية للنظام المصري، في خلافات حادة بين عيسى ورئيس مجلس إدارة "الدستور" الجديد ورئيس حزب "الوفد" السيد البدوي، إذ اعترض الثاني على نشر المقال، بينما تمسك الأول بالنشر، فانتهى الأمر بإصدار قرار إقالة عيسى، وبعد ذلك، أعلن البدوي تنحيه عن مسؤوليته في رئاسة مجلس إدارة "الدستور" ليتفرغ لمهامه الحزبية.

من ناحيته، أكد عيسى أن مالكي صحيفة "الدستور" أبلغوه أمس الأول قرار الإقالة، بعد جدل بشأن نشر مقال البرادعي. واعتبر عيسى أن الهدف البعيد من إقالته هو "تكميم أفواه الصحافيين قبل الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية والرئاسية المقبلة ومحاولة لإعادة الخطوط الحمراء للصحافة والإعلام المصريين".

وقد تفاعلت أزمة "عيسى – البدوي" داخل صحيفة "الدستور"، واحتل الصحافيون المؤيدون لعيسى مقر الجريدة وبدأوا في بث مواد تشرح وجهة نظرهم على موقع الجريدة الإلكتروني وسط تساؤلات عن إمكانية استمرار الصحيفة في الصدور.

وقد عقدت هيئة مكتب نقابة الصحافيين المصريين اجتماعاً عاجلاً أمس قررت في نهايته تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن الأزمة، لترفع تقريراً عاجلاً إلى مجلس نقابة الصحافيين صباح غد الخميس، وذلك وسط تكهنات عديدة حول شخص رئيس التحرير المقبل، إذ بدا أن كثيراً من الأسماء المرشحة ترفض التصدي لهذه المهمة وسط هذه الأجواء.