منظور آخر: سيهطل المطر ويشع الفرح

نشر في 14-01-2011
آخر تحديث 14-01-2011 | 00:00
 أروى الوقيان كأني أشعر بأرواح من غيّبهم الموت عني يطلون من السماء ويخبرونني بأنهم في مكان أجمل، ويعيشون سلاماً نحلم به نحن أهل الدنيا، هل لنا أن نصنع السلام؟ هل لنا أن نحرر العالم من جشع الحكام؟ هل لنا أن نعيش دون حروب؟ دون دماء؟

شتاء جميل وجو غائم، هكذا هي الغيوم مغرية للكتابة دوماً، وأنا هنا أتذكر كل من غيّبه الموت عن حياتي، قد يكون السبب اتصالاً من والدتي أخبرتني فيه عن وفاة صديق للأسرة، وهو بمنزلة أب لي، واليوم أتذكره في المطر وأرى مدى صفاء أرواح الموتى، إنه الموت الذي يسرقهم منّا إلى مكان يبدو أقل وحشة من هذه الدنيا المليئة بالمفاجآت.

قد تستحق الحياة حق التجربة والاكتشاف والتعرف على أنماط كثيرة من البشر، ولكن من يقتلهم الألم وهم على قيد الحياة هم أناس بلا أرواح، وكلنا سبق أن كنا في حياتنا أجساداً بلا أرواح، أحياناً يحقننا الألم النفسي من غدر... وصدمة... وعداوة صديق، ولربما خيانة زوج أو قسوة أهل، تلك التجارب تجعلنا مكبلين منتظرين رحمة النسيان لتفك قيود مرارة التجربة، وبعدها نرى الغيم في صباح من شتاء جميل قد غسل أرواحنا دون أمطار، هكذا الألم والتجربة يأخذان حقهما منّا ولكل ألم فائدة ولكل سعادة قيمة من بعدها، قد نتعثر... تتلطخ أقدامنا بالوحل من طول الطريق، وقد تنجرح وجنتانا من سيل الدموع!

قد نمر بكل هذا، ولكننا بالتأكد سنواصل هذا الطريق لأنه غير ممهد لقتل طموحاتنا ورغبتنا في الحياة، هناك شمس جميلة تتغطى بالغيوم، وهناك أحبتنا في انتظارنا في نهاية السباق ليحتضنونا، ويبدلوا أحزاننا بكثير من البهجة والفرحة، هناك سعادة تنتظرنا، قد تغيب ولكنها ستطل... وستعود، ستجعلنا لا نتأثر كثيراً بالألم وتتعلم أرواحنا أن تعيش رغم هذه الغيمة السوداء التي قد تلاحقنا، سيهطل المطر ويشع الفرح ونكمل الطريق، وكأني أشعر بأرواح من غيّبهم الموت عني يطلون من السماء ويخبرونني بأنهم في مكان أجمل، ويعيشون سلاماً نحلم به نحن أهل الدنيا، هل لنا أن نصنع السلام؟ هل لنا أن نحرر العالم من جشع الحكام؟ هل لنا أن نعيش دون حروب؟ دون دماء؟

هل لهم أن يطهروا أرواحهم من هذا الجشع الدنيوي الذي شرّد الفقراء وقهر الطفولة واغتصب براءة الأشياء... سأظل أحدق في السماء وأنتظر المطر وأتذكر من أحب ومن رحل وأحلم بمستقبل أجمل وبحاضر أروع.

«قفلة»:

إنه عام جديد... فرصة جديدة لأن نبدأ بداية جديدة ونصحح أخطاءنا، ونحيط أنفسنا بما نحب ونكتشف أنفسنا، فالحياة تجربة تستحق أن تعاش على أكمل وجه لأننا نعيشها مرة.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top