الوظيفة شرط أساسي لفوز صبايا غزة بالزواج

نشر في 08-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 08-12-2010 | 00:01
أمام عيادة "السويدي" التابعة للأمم المتحدة في حي النصر شمال مدينة غزة، يقف أحمد، وهو شاب فلسطيني تخرج من إحدى جامعات غزة قبل عدة سنوات، خلف بسطة تعج بأنواع مختلفة من البسكويت لبيعها للزوار الكثر الذين يحضرون إلى المركز الصحي بغرض العلاج والحصول على أدوية مجانية.

لم يخجل أحمد، من القول جهرا أمام مجموعة من النسوة التفت حول بسطته، إنه يهدف من وراء عمله الذي يتطلب الوقوف ساعات طويلة، ادخار بعض المال ليتمكن من الارتباط والزواج، لكن الخجل أصاب النساء عند حديث الشاب الذي أشرف على نهاية عقده الثاني، حول اشتراطه وطلبه عروس موظفة مثبتة في إحدى الدوائر الرسمية.

الجمال لم يعد مهماً

ولم يعد غريباً في قطاع غزة الذي تدير شؤونه حكومة حركة حماس، ويعيش أغلب سكانه على المعونات والمساعدات المقدمة من منظمات إغاثية وخيرية، وضع الشباب المقدمين على الزواج، الوظيفة على سلم أولوياتهم، وشرطاً أساسياً لإتمام الزواج، بعد ان كان الجمال والأخلاق أبرزها.

ويقول أحمد الذي يأمل الحصول على وظيفة حكومية تؤهله للعمل بشهادته الجامعية، وإخراجه من التنقل ببسطته في الشوارع لـ"لجريدة": "لم يعد عيبا أو غريبا في غزة طلب الشاب عروسا موظفة"، وأضاف بسخرية "أنا بمنزلة عاطل عن العمل أجمع فتات الشواقل (..) أفضل العزوبية على الزواج بصبية جميلة لا تعمل، وتزيد من أعباء حياتي"، وفق تعبيره.

الارتباط حلم كل فتاة

ودفعت ظروف البطالة المتفشية في أوساط المجتمع الغزي، الى عزوف المئات من الشباب عن الزواج والارتباط، واثرت بشكل كبير على الحياة الأسرية، وكانت سبباً في طلاق العديد من الازواج، ومازالت سببا رئيسيا في ازدياد نسبة العنوسة داخل المجتمع.

وتحمل سميرة وهي في منتصف الثلاثينيات من عمرها، الانقسام السياسي مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع، الى جانب الحصار الاسرائيلي وتعطل الآلاف من الشباب والفتيات عن العمل.

وتقول سميرة التي كانت تعمل في مصنع للخياطة أغلق أبوابه منذ فرض الحصار في صيف 2007 لـ"لجريدة": "الزواج أصبح حلم كل فتاة في غزة"، وأضافت "جميعهن يحاولن الخروج من المنزل للتفتيش عن عمل في المؤسسات والجمعيات للفوز بعريس".

عندما حصلت على وظيفة "معلمة" في إحدى مدارس "الاونروا"، لا أجد متسعاً من الوقت بسبب كثرة زيارة النساء للمنزل وطلب يد ابنتي، على ما قالته أم شرف في الخمسينيات من عمرها، وأكدت أنه رغم حصولها على الوظيفة في سن متأخرة، يطرق باب المنزل الكثير من الرجال للفوز بها.

back to top