مقصلة الدستور!!

نشر في 15-12-2010
آخر تحديث 15-12-2010 | 00:00
 عبدالله المسفر هل نحن نحلم؟ هل ما يحدث فعلا حقيقة؟ هل هذه هي الكويت؟ حقيقة لا أصدق أن هذه بلادي، وأن ما يحدث فيها هو واقع... فما كنا يوما نتخيل أن يحدث ذلك وأن تصل الصراعات إلى هذه الحدة، وأن تصل الأمور إلى التشابك بالأيدي والعراك والسب والقذف والبصق.

لكن يا ترى هل ما حدث ويحدث الآن في بلدنا الكويت هو محض مصادفة؟ والأحداث التي وقعت هل كانت بعفوية وعن قناعات منفردة للأشخاص؟ أم هي أمر مدبر بليل بهيم افتعله من لا يخافون على هذا البلد ولا تهمهم سوى مصلحتهم؟

دعونا نسترجع الأحداث وما صار في ندوة النائب احمد السعدون، بل قبلها عندما أخذ الأمر منحى رفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم، وعدم حضور الحكومة للجلسات لإفقاد الجلسة نصابها... لكن الأخطر هو حضور المدعو محمد الجويهل لندوة السعدون وبصقه واستفزازه للجمهور في عقر دراه وعلى مرأى ومسمع من رجال الأمن ما أدى للواقعة، والغريب هو سكوت رجال الأمن وعدم التدخل منذ اللحظات الأولى في تعدي الجويهل والتعدي عليه؟ فهل هذا أمر مقصود؟

وفي ندوة الحربش شهد الجميع أن النائب الحربش كان متعاوناً جدا مع رجال الأمن و» شال» الكراسي من الحديقة الخارجية لمنزله، وعندما كان عدد الحضور كبيرا وتجمع الناس أمام المنزل طلب منحه مهلة خمس دقائق لصرف الجمهور وتدبير الأمر، فقالوا له سنمنحك ربع ساعة، لكن بعد دقيقة واحدة فقط بدأ هجوم قوات الأمن على الجمهور.

هل هذه هي الديمقراطية التي يتشدقون بها؟ بل لندع الديمقراطية جانبا... هل هذه أخلاق أهل الكويت التي جبلوا عليها منذ الرعيل الأول؟ وهل هكذا علمنا الآباء والأجداد؟! لا أصدق أن الأمر وصل للتعدي على النواب أنفسهم وهم ممثلو الشعب!! ألم يفكر هؤلاء بأن التعدي على النائب يعدّ تعدياً على الشعب بأكمله لأنه ممثل عنه؟ ألم تلاحظوا معي أن ضرب النواب، والذي هو ضرب للدستور ووأد له، كان مفتعلا؟! حقا وا أسفاه.

القضية الخطيرة لدينا التي يثبت يوم بعد يوم مدى خطورتها هو الإعلام الفاسد وتلك القنوات الفضائية الفاسدة صاحبة المطامع الخاصة التي تقلب الحقائق وتجعل من الظالم مظلوماً ومن المظلوم ظالماً، وتلعب على وتر الفتنة بين البدو والحضر والسنّة والشيعة.

أستغرب من هؤلاء الذين يحبون الانفراد بالرأي ولا يقبلون سوى رأيهم، وأتعجب من الذين لا يسمعون سوى أصواتهم ويريدون إغلاق كل الأفواه وتعجبهم نبرة أصواتهم المليئة بالزيف والتدليس.

خارج نطاق الموضوع:

أقول لنواب الدائرة الرابعة بحكم أني من أبنائها: أين أنتم يا مزيد، ويا الخنفور، ويا عسكر، ويا الخرينج؟ أين أنتم؟ وأحب أن أذكركم بالقسم الذي أقسمتموه في أولى جلسات المجلس والذي أقسمتم فيه بالذود عن الحريات والدفاع عن الشعب... أين أنتم؟ وما موقفكم من الاستجواب؟ فالأمر الآن لم يعد تجاوزاً مالياً بل هو متعلق باحترام وهيبة وحرية شعب.

وأقول لأبناء دائرتي من الناخبين: لا ترحموا كل نائب كانت مواقفه مخزية وانتصروا لحريتكم وهيبتكم وكرامتكم.

back to top