نامان أهوغا حاضر عن المخطوطات الصوفية الهندية في دار الآثار الإسلامية
أكد البروفيسور نامان أهوغا اختلاف أساليب تصوير مخطوطة "التشانديانا" النادرة، مشيراً إلى تنوع فن التصوير في عصر السلاطين في الهند.
احتضن مركز الميدان الثقافي محاضرة بعنوان "التشاندايانا... من أوائل المخطوطات الصوفية المصورة في الهند" حاضر فيها البروفيسور الدكتور نامان أهوجا، وقدم المحاضرة رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء (الدار) بدر أحمد البعيجان.بدأ المحاضر البروفيسور الأستاذ المساعد للفن والعمارة الهندية القديمة بجامعة جواهر لال نهرو بالهند نامان أهوجا محاضرته بعرض عبر جهاز الكمبيوتر لبعض المخطوطات ثم تحدث عن عصر السلاطين في الهند وزمن إنتاج المخطوطة قائلا:" أثناء حكم أسرتي طغلق ولودي, تم إنتاج مخطوطة التشانديانا، وتوجد منها خمسة نسخ مصورة, منفذة بأساليب مختلفة للتصوير. مضيفا:"يتيح لنا التأمل في تلك المخطوطات فرصة التعرف على أهمية وتنوع فن التصوير في عصر السلاطين, كما يقدم لنا فهما نقديا لقصة التشاندايانا التي تكشف عن مزيج من الثقافات المتعددة في عصر السلاطين، وتعتمد أحيانا على التقاليد الملكية الفارسية أو يستمد من التقاليد الهندية أو من أفكار دينية هندوسية أو إسلامية صوفية. هذا الشكل من الفن يعبر عن رسالة العشق الصوفي لبطل غير متوقع, وهو محارب من المرتزقة. ولعل أجمل ما في الأمر هو أن تتحول قصيدة من التراث الشعبي إلى نص صوفي ديني خلال القرنين 14 و15 , ثم تنسحب ثانية خلال القرن 16 إلى عالم الفلكلور , مما يتيح لنا التعرف على تلك المحورية التي يتحول بها فن الفلكلور إلى الكلاسيكية, ثم يعود مرة أخرى إلى عالم الفن الشعبي.
وأشار المحاضر أن العرض المصوّر يحمل أسبابا مقترنة بالشرح لهذه المخطوطة من أجل غرضين, أولهما هو إعادة تركيب تاريخ الفن بالنسبة لعصر مازال يكتنفه الغموض، فتستخدم تلك المخطوطات للكشف عن الأساليب المتبعة في التصوير خلال عصر السلاطين. أما الهدف الثاني فهو كشف جوانب أخرى تتعلق بتاريخ عصر السلاطين و ما كان سائدا فيه من ديانات وحالة المجتمع آنذاك. إنها تلك الجوانب التى لا تمدنا بها سجلات التاريخ الرسمية أو تصل إلينا من خلال العلماء, ولكنها تظهر في مشاهد من حياة الطبقة الوسطى أو حياة الشعب عامة.واستعرض المحاضر متن المخطوطة قائلا: يبدو سلوك بطل الرواية غير مفهوم بالنسبة لكثير من المعاصرين، فهو يهجر زوجته ليهرب مع زوجة رجل آخر, بل يظل سائرا في طريق بعيد عن مبادئ الدين والخلق لدرجة انخراطه في صفوف المحاربين المرتزقة. وعندما يعود لبيته بعد ما يقارب العام لا يقدم اعتذارا لزوجته الغاضبة التي تشتبك في قتال مع عشيقة زوجها. ويوافق البطل على العودة لزوجته شريطة أن تثبت حسن سلوكها في غيبته وأن ترضى بأن يتخذ من عشيقته زوجة ثانية. ونتاج ذلك السلوك نجد أنه يؤدى طقوسا غريبة ترتبط بديانة غير مألوفة, كما تعبر عنها المنمنمات في المخطوطة. ومع ذلك يظل هذا هو البطل الذي تقدم من خلاله العظة الصوفية في منطقة شرق الهند. وختم البروفيسور نامان محاضرته قائلا: تقدم التشاندايانا "المخطوطة" شرحا للرسالة الصوفية خلال عصر السلاطين بالهند، والتي تعتبر واحدة من أقدم نماذج الأدب الهندي, رغم أنها كتبت بالحروف الفارسية أو العربية وبلهجة كانت سابقة على الهندية.