التخضيب بالحناء في العيد عادة نسائية كويتية قديمة استعيض عنها بالنقش
العبدالمغني: أصحاب الحمير يصبغون دوابهم بالحناء بهدف لفت الأنظار
عرفت النساء في الكويت التخضيب بالحناء منذ القدم فاستخدمنه كعادة في المناسبات ومنها الاحتفال بالعيد وطقوس الزفاف (اليلوة)، إلا أنهن استعضن عنه في الحاضر بالنقش في أي وقت بالسنة وفي أي مناسبة، نظراً إلى تطور الحياة الاجتماعية في البلاد وزيادة الرفاهية.وقال الباحث والمؤرخ عادل
العبدالمغني لـ"كونا" إن لاستخدام الحناء قديماً في الكويت "نكهة خاصة"، نظراً إلى تواضع الإمكانات في ذلك الزمان فكان يضفي زينة استثنائية في العيد للسيدات والبنات الصغيرات وحتى الأطفال الذكور.العمل الشاقوأضاف العبدالمغني أن الأهالي في السابق كانوا ينتظرون العيد بفارغ الصبر، لأنه يدخل البهجة عليهم بعد عناء العمل اليومي القاسي وفي ظل ظروف صعبة كالعمل الشاق لكسب لقمة العيش أثناء الصيام.وبين أن النساء والبنات كن يضعن الحناء على راحة اليد وأسفل القدم، لإضفاء اللون الأحمر الداكن المميز على البشرة.وقال إن من مظاهر استخدام الحناء في العيد قيام أصحاب الحمير التي تستخدم لبيع المياه أو لأي غرض آخر (الحمارة) بصبغ دوابهم بالحناء وتزيينها باللفائف الملونة والأجراس، بهدف لفت الأنظار لكي يقوم الأطفال بتأجيرها في هذه المناسبة السعيدة. النقش بالحناءوأضاف أن النقش بالحناء في الماضي كان مختلفاً بدرجة كبيرة عن الوقت الحاضر، إذ كانت الحناء تعد بطريقة تقليدية سواء في البيوت أو بواسطة الخضابة وهي المتخصصة في النقش، فكانت تعد في إناء ويضاف إليها الماء بدون إضافة أي أصباغ أو محاليل أخرى عليها ثم يتم النقش بطريقة وأدوات بسيطة.وحول ماهية الحناء قال المهندس الزراعي غانم السند لـ"كونا" إن الحناء مسحوق أوراق يؤخذ من شجرة من الفصيلة الحنائية وأوراقها بيضاوية الشكل تتحول إلى اللون البني عند النضج ولها رائحة عطرية مميزة، وهي نوعان: الأول له أزهار بيضاء والآخر له أزهار حمراء وهو النوع الذي يزرع في الكويت.وأوضح السند أن زراعة شجرة الحناء تنتشر في المناطق الحارة بشكل عام وتكمن أهميتها في المادة الصبغية التي تتميز بها، مضيفاً أن نسبة الصبغة البنية الداكنة عالية جداً، وهذه المادة تعرف علمياً باسم (لاوسون)، وهي تزداد كلما تقدمت شجرة الحناء في العمر.الطب الشعبيوأضاف أن للحناء أهمية تجارية وطبية أخرى غير التخضيب، إذ تدخل في بعض الصناعات كاستخراج الزيوت من أزهارها واستخدام أخشابها التي تتميز بسرعة الاشتعال، إضافة إلى استخدام مسحوقها في الطب الشعبي لدى الكثير من الشعوب في قارتي آسيا وإفريقيا منذ القدم.وقال إن الشعوب الشرقية استخدمت الحناء منذ القدم، ونظراً إلى فوائدها فقد انتقلت إلى الشعوب الغربية، مبيناً أن استعمالها في صبغ الشعر والنقش على الأيدي والأرجل انتشر في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة ودول أوروبا، فأنتجت شركاتها مركبات ومواد ومنتجات تجميل تدخل في صناعتها الحناء.