ماريو باسيل: إننا نعاجٌ نتبع الزعيم ونتقاتل من أجله

نشر في 10-08-2010 | 00:00
آخر تحديث 10-08-2010 | 00:00
عُرف بجرأته في أعماله الفنية التي ارتكزت على ثلاثية الجنس والسياسة والدين بقالب فكاهي مسرحيّ ناجح.

مايسترو «كوميدي نايت» ماريو باسيل والممثّل المسرحي الكوميدي قريبًا يعرض فيلمه الهوليوودي في أميركا، ويتحضّر لتصوير كليب أغنية «بطيخة» بعد كليب «خالص».

عن مسرحه ومشاريعه وتجربته في هوليوود تحدّث الى «الجريدة».

عنوان «كوميدي نايت» يستمر من موسم الى آخر، هل باتت هذه التسمية خاصة بفريق عملك؟

العنوان هو مضمون ما نقدّمه على صعيد المواهب والأداء والمواكبة. أحاول أن يكون مسرحنا الأول في لبنان.

ما محور هذا العنوان؟ 

أسعى الى أن يصبح شعارًا وألا يندم أي من الجمهور عند مشاهدة هذا المسرح الذي يحوي الكثير من العمل والتطوّر والتجديد الذي أجهد لتحقيقه في خلال فترة العرض. يمكن القول إنني بدأت أرضى نوعًا ما عن النتيجة.

هل تسعى الى تغيير أعضاء الفريق من موسم الى آخر؟ 

نعم. استمر فادي رعيدي فحسب من الفريق القديم.

هل هذا نوعٌ من عدم التكرار في الشكل أو المضمون؟ 

الإثنان معًا. بالنسبة الى المضمون، فإن فحوى المسرحيّة هو رفض العنف والسلاح، والدعوة الى المحبة والاتحاد والحياة. ألعب على الثنائية بين الخير والشر والحرب والحب.

ما الذي يميّز «كوميدي نايت» من موسم الى آخر؟ 

تصبّ العروض جميعها في إطار الدعوة الى المحبة والاتحاد والحياة ونبذ العنف والسلاح، وما يميّز بينها هو الشعار الذي يتغيّر في كل موسم. الفن يدعو الإنسان الى عيش الحياة والتطوّر، وأسعى من خلال أعمالي الى التحريض ضد الإرهاب والسلاح والعنف، إنما المشكلة في لبنان تكمن في أن السياسة لا تفسح في المجال أمامنا للحياة.

ما هي الرسالة التي تحملها في أعمالك؟ 

الفرح وتقديم الإبداع وعرض المواهب في عمل فني متكامل، من نواحي التمثيل وتقليد الشخصيات والثياب والديكور والموسيقى والمواضيع الجديدة.

ما هي المواضيع الجديدة التي تطرحها راهنًا؟ 

التلفزيون والإعلانات. أمنح الجمهور ما يحب إنما أضيف أمورًا ثقافية ورسالة إنسانية وفق طريقتي الخاصة.

ثمة ثنائية في مسرحك هي الجنس والسياسة، هل تشكّل حيزًا كبيرًا من اهتمام المجتمع اللبناني؟ 

هي ثلاثية عالمية تثير الضحك وليس في لبنان فحسب، تقوم على الجنس والسياسة والدين. ممنوع التطرّق الى الدين في لبنان بسبب تحجّر عقولنا، علمًا أنه مسبِّب لمشاكلنا على رغم أنه يدعو الى المحبة. هذه المواضيع الثلاثة تولّد الضحك لدى الجمهور. وآسف لكوننا نعيش كالنعاج نتبع زعماءنا ونتقاتل من أجلهم.

يعتبر البعض أنك تتخطى الحدود بجرأتك، ما تعليقك؟ 

أتخطى الحدود للوصول الى نتيجة جيدة، وإنما السياسيون يتخطون الحدود ليوصلوا الشعب الى الخراب والموت، وبالتالي فأنا أفيد الآخرين بعملي.

كونك ضابط إيقاع «كوميدي نايت»، ما التحديات التي تواجهها؟ 

الحال الأمنية التي تؤثر على الحجوزات، وبعض الخطابات الكاريزماتية التي تؤثر على حال البلد العامة. عملنا يشبه السياحة والرفاهية فعندما تتأزم الأوضاع في البلد نتأثّر مباشرة.

هل تستقطب السياح العرب في أعمالك؟ 

مسرحيّتنا غنيَّة بالأفكار والنكات والمواهب، وبالتالي أبتكر جوًّا متكاملاً للتسلية، خصوصًا أنها لا تعتمد على التعليق السياسي فحسب.

ماذا تخبرنا عن فيلم «جاك هانتر» وتجربتك الهوليوودية الأولى؟ 

أعتبر أن العمل السينمائي مع أميركا مهم جدًا. تعرفت من خلال منتج الإعلانات نبيل عيسى الى منتج لبناني فلسطيني عتيق في هوليوود أراد تصوير «جاك هانتر» في الشرق الاوسط والتعاون مع شخصية لبنانية أو سورية، فوجد فيّ الشخصية الملائمة للدور.

متى سيُعرض الفيلم؟ 

بدأ عرضه أخيرًا عبر التلفزيون الأميركي.

ماذا اكتسبت من خلال هذه التجربة؟ 

ضحكت على الأوضاع الفنية في لبنان واكتشفت مدى تأخرنا في مقابل تطوّر الغرب وتقدّمه، وتطوّر السينما الأميركية ومهنية العاملين فيها وكيف يعمل كل منهم على تطوير نفسه من حيث الإنتاج والتمثيل والنص، إضافة الى الدقة في العمل.

هل ستتكرّر هذه التجربة؟ 

إذا هدأت الأوضاع في لبنان، سيكون هوليوود الشرق الأوسط من خلال التعاون مع السينما الأميركية، لأن المواقع متوافرة لدينا وكذلك المواهب. مثال على ذلك أن الحال الأمنية هي التي حالت دون تصوير «جاك هانتر» في لبنان فتم الانتقال الى تركيا. نحتاج الى أمان واستقرار لأن الأميركيين يعملون وفق جدول محدّد قبل أشهر، فيما لا نستطيع التنبؤ بواقع الحال في لبنان.

ماذا بالنسبة الى التلفزيون؟ 

أعتبره بئرًا عميقًا يحرق الفنان. أحب أن أصقل عملي المسرحي وكذلك السينمائي وعرضه لأشهر، إنما تحضير عمل تلفزيوني موجّه الى عدد قليل من اللبنانيين عبر الاجتهاد في كتابة الحلقات في خلال يومين ليتم المونتاج في يوم واحد، فذلك لن يفيه حقّه من حيث العمل والنوعية لذلك أركز جهدي على المسرح.

ما الذي تطمح اليه؟ 

يكفيني المسرح.

الى أي مدى يساهم الشكل الخارجي الكوميدي في أداء بعض الشخصيات؟ 

العلاقة صغيرة بين الكوميديا وشكل الممثل، والدليل الفارق بيني وبين فادي رعيدي، فلكل منّا شخصيته. يساعد الشكل في التصوير التلفزيوني لكن ليس في العمل المسرحي.

كيف تنظر الى المرأة؟ 

المرأة أجمل ما خلقه الله، لكن أتمنى لو أن عقلها أقل تعقيدًا. صوَّرتها في مسرحي مختلفة عن نظرتي إليها في الحياة العادية.

هل تعبّر عن أفكارك في المسرح أم تقدِّم ما يطلبه الجمهور؟ 

لا أعرض أفكاري الخاصة في مسرحي وأنما أعطي الجمهور ما يريد وفق طريقتي الخاصة وأسلوبي، وهذا ما أدى الى استمرارية عملي.

هل من عروض على صعيد الدراما اللبنانية؟ 

كلا. أشعر بأن المنتجين يخافون مني ربما بسبب امتلاكي جمهوري الخاص ونجاحي في المسرح أو بسبب الأجر القليل الذي يقدّمونه للممثل، خصوصًا أنني أنتج أعمالي بنفسي.

هل أنت مستعدّ للتمثيل الدرامي؟ 

إذا كان النص جميلاً، لكن لا وقت لدي لمسلسل طويل.

ما رأيك بالكوميديا التلفزيونية؟ 

الممثلون موهوبون إنما لا وسائل إنتاج وراحة ولا دراسة تساعدهم في عملهم، إضافة الى غياب التمويل الكافي للإنتاج.

من هم السياسيون اللبنانيون الذين يشكّلون مادة مسرحية لديك؟ 

جميعهم من دون استثناء. النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع مادة دسمة، وكذلك النائب ميشال عون إنما ينزعج جمهوره حين نقلّده. بالنسبة الى السيد حسن نصر الله فإن تقليده يسبّب خضة أمنية في البلاد، لذلك لا مجال للتحدّث عنه.

ما تأثير السياسة على الفن؟ 

على رغم أننا بتنا محدودي التفكير، إلا أنه لا يمكنني التذمّر كثيرًا. ينزعج البعض لتقليد زعيمه، مع أن هؤلاء السياسيين هم أناس في نهاية المطاف وبالتالي يتعرّضون للخطأ وقد أخطأوا كثيرًا فليتحمّلونا إذا انتقدناهم.

هل تعرّضت لمضايقات بسبب ذلك؟ 

كلا. لكن جمهور بعض الزعماء يقاطع المسرحية إن انتقدناه.

هل يدفعونك الى التعديل في عملك إرضاء لهم؟ 

أرفض إزالة فكرة ذكية من المسرحية إرضاءً لجمهور زعيم معيّن لأن انتقاد الزعماء يهدف الى تحسين أدائهم.

ما الذي دفعك الى غناء، «خالص خالص» وراهناً «بطيخة»؟ 

التسلية. لست مشروع مغنٍّ وصوتي ليس جميلاً. سأصوِّر «بطيخة» قريبًا فور تأمين التمويل اللازم.

هل من مشروع لألبوم غنائي ساخر؟

ربما، لكن راهناً أنا متحمّس لأغنية «بطيخة». لست ممثلاً فحسب، بل منتج ومخرج ومؤلف أيضًا، كذلك لست مثاليًا في أي منها لكني أعرف القليل من هذه الأمور كلها.

ما سبب نجاح أغنية «خالص»؟ 

إدراكي ما يريد الجمهور، وتجسيدي تلك الفكرة بطريقتي الخاصة.

هل أنت جريء في حياتك العادية كما في أعمالك؟ 

جريء بأفكاري والتعبير عن رأيي... علمًا أنني خجول كثيرًا في الحياة العادية وإنما حين أتقمّص شخصية معيّنة أتصرف من خلالها بجرأة.

يتضمّن مسرحك وجوهًا كوميدية لها جمهورها الخاص مثل فادي رعيدي، ألا يشكّل ذلك تنافسًا بين أعضاء الفريق؟ 

أنا منتج العمل وبالتالي أسعى الى أن يعطي كل فرد في الفريق أفضل ما لديه. أحب الفنانين والفن وهدفي أن تكون «كوميدي نايت» جوهرة متكاملة. وأود الإشارة الى أن التغيير الذي أحدثته في مسرح الشانسونييه هو بسبب تشديدي على تميّز كل عضو في الفريق وإخراج ما في داخله من مواهب ليكون نجمًا بحدّ ذاته.

كيف تؤثر التطورات اليومية على مضمون مسرحيتك؟ 

نضيف بعض النكات والعبارات وذلك متعب.

ما جديدك فنيًا؟ 

أعمل على تأمين التمويل اللازم لفيديو كليب «بطيخة» وسيكون أجمل من «خالص» ويسهل مروره عبر التلفزيون حاملاً رسالة اتحاد بين اللبنانيين بنفحة وطنية وسلام ومحبة، بالتالي هو أكثر من فشّة خلق.

تعرّضت لانتقادات كثيرة بسبب «خالص»؟ 

عندما صنِّف البلد بين فريقَي 8 و14 آذار، أردت أن يكون كليب «خالص» جريئًا عبر الإيحاء الجنسي لكسر التشنّج في البلد وبهدف التسلية وقد نجحت.

back to top