أمن الخليج... بالإصلاح والحوار!

نشر في 22-02-2011
آخر تحديث 22-02-2011 | 00:00
 تركي الدخيل هذه المرحلة حاسمة وحساسة في تاريخنا العربي. ما لم نتداركها بالدراسة والتحليل والإصلاح فإن أوراقاً كثيرة ستتساقط من شجرة الحاضر.

الحكومات ترزح تحت ضغط واضح من قبل الشعوب، ما بين مطالبات بالقضاء على الفساد، أو العدالة الاجتماعية، أو المساواة أو حقوق الإنسان.

ومن الصعب التكهن بنتائجها على نحو أكيد. البحرين اليوم تعيش مرحلة صعبة، وأثق بأنها ستتجاوزها، لأن صوت العقل هو الذي سينتصر في النهاية، والسياسة البحرينية كانت سباقة في احتواء المعارضة وتلبية المطالب الحقيقية والوطنية.

ولي العهد الأمير سلمان بن حمد أكد دعوته إلى: «الهدوء، وضبط النفس، والحوار، والإصلاح»، وهي العناصر التي ستئد الفتنة وتعيد المياه إلى مجاريها وأفضل من ذي قبل.

مما قاله ولي العهد أيضاً: «نحن الآن في فترة امتصاص الغضب والاستماع، وهناك حاجة ملحة إلى التحاور والإصلاح، يجب أن نتمكن من ضبط النفس والتواصل، وندعو الجميع إلى الهدوء وعدم تشجيع الفتن، وأسباب ما حدث كثيرة، ولكن أبرزها عدم الاهتمام ببعض المطالب الأساسية، المطلوب اليوم هو الحكمة والعقل والرشد، وأمامنا فرصة للانتقال من وضع إلى وضع أفضل».

أمن الخليج مترابط، وقد أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون في المنامة قبل أيام دعم دول مجلس التعاون الكامل لمملكة البحرين، وشددوا على «أن الإخلال بأمن واستقرار البحرين يعد انتهاكاً خطيراً لأمن واستقرار دول مجلس التعاون كافة».

وإذا كانت البحرين هي درة الخليج بكل ما تحمله من إرث في التسامح والحوار، ومن استقبال تاريخي لكل الأفكار والأنوار، فإن النيل ولو بشعرة من أمنها هو مس بأمن الخليج كله.

الجماعات التي تحاول أن تنزع من البحرين أمنها، وتضعها في مهب رياح تغيير سوداء ستفشل، ذلك أن الحوار والإصلاح هما السبيل الوحيد لتجاوز أي مرحلة صعبة. والخليج اليوم بكل دوله محط أطماع قوى إقليمية طامعة في ما لديه من خير واستقرار.

وإذا كانت الحكومات تنهض بشعبها عبر إشراك كل فئات المجتمع في التنمية، والقضاء على البطالة، واستئصال الفساد، حين تأخذ الحكومات بهذه المبادئ فإنها تتجه نحو تنمية الحياة والأرض والبلاد. ولا تؤتى الدول إلا من فسادٍ ينخر في صلبها.

وعالم الاجتماع ابن خلدون كان يقول: «أما العدوان على الناس في أموالهم وحرمهم ودمائهم وأسرارهم وأغراضهم فهو يفضي إلى الخلل والفساد دفعة وتنتقض الدولة سريعاً بما ينشأ عنه من الهرج المفضي إلى الانتقاض، ومن أجل هذه المفاسد حظر الشرع ذلك كله وشرع المكايسة في البيع والشراء وحظر أكل أموال الناس بالباطل سداً لأبواب المفاسد المفضية إلى انتقاض العمران بالهرج أو بطلان المعاش».

آن أوان الإصلاح والحوار، طريقاً يسير بأي بلدٍ إلى الأمن والاستقرار، ولحسن الحظ فإن دول الخليج تؤكد هذه المبادئ ونتمنى أن نرى انعكاسها على الواقع بعد استجابة المجتمع معها، ولنردد صادقين مع الشيخ علي الشرقي (توفي 1946م)، من قصيدته قارورة الدمع (1924م) قوله:

لعل الغد المأمول يزحف جيله

لفتحٍ فقد آنستُ بعض الطلائع

طلائعُ في فجري وشعري تسابقت

فشعريَ شيعيٌ وفجريَ شافعي

back to top