دردشة تامر حسني: الإعلام الرسمي ضلّلني ولم أكن ضد الثورة

نشر في 24-03-2011 | 00:00
آخر تحديث 24-03-2011 | 00:00
ما زالت أصداء تصريحات الفنان تامر حسني تتردّد في الشارع المصري مع إصرار شباب ثورة 25 يناير على اعتبارها مناهضة لهم، ولم تنفع محاولات حسني لتوضيح وجهة نظره في التخفيف من النقمة الشعبية عليه.

حول الهجوم الذي تعرّض له في ميدان التحرير وخلفيات تصاريحه، كان اللقاء التالي معه.

هل هدفت من مشاركتك في حملة التبرّع بالدم أخيراً إلى تحسين صورتك جماهيرياً؟

أبداً، كل ما في الأمر أنه مشروع خيري للصالح العام وشاركت فيه لمساعدة بلدي.

وضعك شباب الثورة ضمن القائمة السوداء مع الفنانين الذين أيدوا نظام حسني مبارك، ما ردّك؟

لست مؤيداً لأي نظام، أنا ضد الفساد، ولم أشارك في إحياء حفلات لجهات حكومية ولم أغنِّ إلا لمصر، ثم كيف أكون مؤيداً للنظام السابق ولم تربطني به مصالح شخصية؟ أردت القول إنني أفضّل أن يكون التغيير سلمياً ولا أحبذ توجيه الإهانات إلى أي شخص.

لكنك طالبت شباب الثورة بالعودة إلى منازلهم في مداخلاتك الهاتفية  في التلفزيون المصري.

لم أهاجم الثورة ولا شبابها، لغاية اليوم لا أعلم سبب ردود الفعل السلبية تجاهي، ما حدث أنني كنت مرتبطاً بإحياء حفلات خارج مصر عندما اندلعت الثورة، وعند عودتي فوجئت بغياب الأمن والشرطة، وبأن الشباب ألفوا لجاناً شعبية للدفاع عن بيوتهم، وبهروب المساجين... وقد عرض التلفزيون المصري آنذاك مداخلات هاتفية لمواطنين يستغيثون من هجمات البلطجية، إزاء هذا الواقع كان من الطبيعي أن أطالب بعودة الأمن والاستقرار، لكني لم أقف ضد الثورة، وجاءت ردة فعلي نتيجة  خوفي على بلدي وبناء على أخبار وتغطيات التلفزيون المصري للأحداث.

لم تحاول توضيح وجهة نظرك، لماذا؟

حاولت ذلك عندما استضافني الإعلامي عمرو أديب في برنامج «القاهرة اليوم»، فأيدت مطالب الثوار وأكدت ثقتي بصدق نيّتهم، إنما قلت إنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم بشكل متحضّر بعيداً عن الإهانات، ما يعني أن الاختلاف كان في طريقة التعبير وليس على المبادئ نفسها.

هل كان ذهابك إلى ميدان التحرير محاولة للتراجع عن تصريحاتك السابقة والحفاظ على شعبيتك؟

مع أن كثراً نصحوني بعدم الذهاب إلى الميدان وحذروني مما قد يحدث، إلا أنني تجاهلت هذه التحذيرات لأن همي كان التأكيد على حبي لمصر وخوفي عليها. هؤلاء الشباب هم جمهوري، لذا أردت توضيح الصورة بشكل كامل، لكن ما حدث فاق توقعاتي.

ما الذي حدث تحديداً؟

بعد دخولي الميدان وحديثي مع بعض الشباب، أعلن أحد الأشخاص عبر مكبّرات الصوت أنني موجود في الميدان وأرغب في الكلام، عندها هتف الشباب ضدي واتهموني بالعداء للثورة وطالبوا بخروجي من الميدان، وهو تصرّف عدائي جداً إذ كان  يفترض أن يناقشني  هؤلاء في وجهة نظري، ثم ليس ذنبي أن الإعلام الرسمي عرض أخباراً مخالفة للحقيقة، فأنا مصري وأتمنى أن يكون بلدي متقدماً. لست الوحيد الذي دعا إلى التهدئة، بل شاركني كثير من الفنانين الذين تغيرت وجهة نظرهم تماماً بعد هجوم الخيل والجمال على ميدان التحرير.

هل تحمّل الإعلام الرسمي المسؤولية في تكوين وجهة النظر الخاطئة لديك؟

إلى حدّ كبير، فمداخلتي في التلفزيون المصري تمت عندما كنت في مطار هولندا متوجهاً إلى القاهرة بعد إحياء حفلة فيها، ومن اتصل بي ضلّلني ونقل إلي صورة مخالفة لما يحدث، وعليه بنيت وجهة نظري، يضاف إلى ذلك حرصي على الهدوء والاستقرار في مصر.

تظهر في الفيديو الذي أُخذ لك وأنت تبكي عند خروجك من ميدان التحرير وتردّد أن المتظاهرين ضربوك، ما صحة ذلك؟ 

أنا بطبعي سريع التأثر وتسبق مشاعري تفكيري لذا بكيت لأنني ظُلمت وأُحرجت، من حقي توضيح وجهة نظري لأن هذه هي الديمقراطية، وقد أدى وجود الشباب بأعداد كبيرة على المسرح لمنعي من الصعود إليه إلى انهياره، وكاد أخي الذي رافقني أن يتعرّض للأذى، لكن لم يحدث أي احتكاك عنيف باستثناء هتافات تطالب بإخراجي من الميدان، وقد أثرت فيّ أكثر من أي أمر آخر.

من سجّل هذا الفيديو ونشره لم يكن أميناً، إذ تم التصوير من دون علمي، وثمة كلام تفوّهت به سبق ما ظهر في الفيديو، لذلك لا يمكن محاسبتي على ما قلته فيه لأنه غير كامل، ما أدى إلى تشويه قصدي.

وضع الثوار الليبيون إسمك على اللائحة السوداء أيضاً لأن ثمة صوراً تجمعك بالقذافي. ما تعليقك؟

غنيت في ليبيا أمام الشعب الليبي وليس أمام العقيد القذافي،  ثم لم أكن المطرب الوحيد الذي غنى فيها ولا أجد في ذلك عيباً، فأنا متضامن مع الشعب الليبي ومع مطالبه بالحرية وضد الانتهاكات التي تحدث هناك.

يعود تاريخ هذه الصورة إلى العام الماضي وقد التُقطت بعد إحيائي حفلة في مدينة بنغازي.

توقف تصوير مسلسل «آدم» الذي تؤدي بطولته، فهل يرجع ذلك إلى إدراج إسمك ضمن القائمة السوداء؟

لا، إنما بسبب الظروف التي تمر بها مصر راهناً وقد أثرت بشكل كبير على سوق الدراما التلفزيونية وعلى صناعة السينما.

 أتمنى أن نستكمل التصوير قريباً، وأن يتفهّم جمهوري وجهة نظري، وألا يربط بين آرائي السياسية والأعمال التي أقدمها لا سيما أن ممثلين آخرين يشاركون فيها وسيقع عليهم ظلم كبير في حال مقاطعة المسلسل بسبب آرائي.

وماذا عن فيلم «عمر وسلمى 3»؟

من المتوقع أن نستكمل التصوير في الفترة المقبلة، وسيسافر فريق العمل إلى جنوب إفريقيا حيث يدور جزء كبير من الأحداث، ومسلسل «آدم» مرتبط بشكل ما بالفيلم، لأن محمد سامي يتولّى الإخراج في كليهما.

back to top