"الخريجين": موقع معرض الكتاب تراجع بصورة مخجلة في السنوات الأخيرة
قالت لجنة الدفاع عن حرية التعبير في جمعية الخريجين، إن الكويت حققت بعد استقلالها مكانة متميزة في العالم العربي، بعد أن سلكت طريق الثقافة والفنون والآداب واستقطاب خيرة الأدباء والمفكرين العرب الذين عاشوا فيها وساهموا بصورة فعالة في نهضتها الشاملة، وكان العنوان الرئيسي الذي جمعهم في الكويت هو الحرية الفكرية.وأضافت اللجنة في بيان صحافي، أن معرض الكويت للكتاب هو الحدث الثقافي الأبرز الذي يعبّر عن نشاط وحيوية البنية الثقافية الرسمية والشعبية، وكذلك مكانتها بين الدول العربية التي سبقتنا في ذلك المجال سنوات طويلة، لكن من الملاحظ أن موقع معرض الكتاب قد تراجع بصورة مخجلة في السنوات الأخيرة، مقابل الصعود اللافت لمعارض الكتب في الدول المجاورة التي لم تقف طبيعتها المحافظة حائلاً دون السماح بعرض كل ما رفضه مقص الرقيب الكويتي الذي آثر السلامة على مواجهة أعداء التفكير العقلاني والسلطة التنفيذية، التي تجد في التضحية بالثقافة والقائمين عليها الحل الأسهل لاستمرار تحالفها مع القوى الرجعية وتهميش القوى الديمقراطية وقوى المجتمع المدني. وأكدت لجنة الدفاع عن حرية التعبير أن تزايد انتشار الأفكار المتعصبة داخل المجتمع الكويتي لم يأتِ إلا بعد التخلي عمداً عن مصادر الثقافة الجادة، وغض النظر عن انتشار ثقافة الكراهية والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، الأمر الذي يعني أن استعادة التسامح لا تكون إلا بإعادة الاعتبار للثقافة والفنون والآداب من جديد، وإنعاش المؤسسات الثقافية التي تقع تحت مسؤولية الدولة بالدعم السخي وإسناد أمرها إلى أهلها وناسها.وفي ختام بيانها، طالبت لجنة الدفاع عن حرية التعبير وزارة الإعلام بإلغاء لجنة الرقابة على الكتب، والاكتفاء بإخطار دور النشر المشاركة بأهم المواضيع المثيرة للجدل، والحرص على التوسع في استضافة المزيد من دور النشر المعروفة بجودة إصداراتها العقلانية والتنويرية، واقتناء ما يتبقى منها ليُعاد توزيعها من جديد في معارض موسمية على مختلف محافظات الكويت.وشددت اللجنة على أهمية أن يرفع جميع المشتغلين في الحقل الثقافي أصواتهم الرافضة للمهزلة الرقابية التي أودت بمعرض الكتاب، وعدم الاكتفاء بالهمس داخل الغرف المغلقة، وهو ما شجع الرقيب على المزيد من التعسف الرقابي.