ملاحظات على مقابلة
 د. حسن جوهر

نشر في 13-01-2011
آخر تحديث 13-01-2011 | 00:01
 حسن مصطفى الموسوي لعل الكثيرين اعتبروا تصويت النائب د. حسن جوهر لمصلحة كتاب عدم التعاون مفاجأة الاستجواب لأنهم اعتقدوا أن أقصى ما يمكن أن يقوم به الدكتور هو الامتناع، نظرا لمواقفه حيال الاستجوابات السابقة بحق سمو الرئيس ووزير الداخلية، وبغض النظر عن تأييدنا أو عدمه لمثل هذا الموقف، فإن تصويره وكأنه صوت ضد الشيعة هو تصوير خاطئ لأن النائب يمثل الأمة بأكملها وليس طائفته أو قبيلته أو حتى ناخبي دائرته فقط. نعم يستحسن أن يستقرئ النائب جمهوره عند تحديد مواقفه، لكن بالنهاية يجب على النائب أن يقود الجمهور وليس العكس. ومع ذلك، لي جملة من الملاحظات على مقابلة الدكتور الأخيرة على قناة «الراي» ألخصها في الآتي:

يقول «بومهدي» إن «الخطاب الشيعي مختطف من قبل أصحاب المصالح من وسائل إعلام وأشخاص، وهناك من في نفسه مرض أراد أن يصف الشيعة في صف واحد في مقابل السنة والقبائل». بداية، أنا أيضا ممتعض من بعض وسائل الإعلام التي تحاول أن تتحدث باسم الشيعة ومن أسلوبها اللاموضوعي في تناول الأحداث السياسية، لكن إن كان الأمر كذلك فلماذا شاركت يادكتور في التجمع أمام مسجد مقامس قبل أكثر من عام ضد مركز «وذكّر» والذي كان من تنظيم نفس وسائل الإعلام ومن يقف وراءها؟ مع العلم أن الاعتصام أقيم بعد أيام قليلة من ندوة القبائل في العقيلة، مما كان ينذر بزيادة الاحتقان والفرز الطائفي العرقي في البلد؟

ثم ماذا عن الاستجوابات السابقة؟ هل كان القرار الشيعي فيها مختطفا لأن جميع الشيعة صوتوا في اتجاه واحد؟ فالشيعة يادكتور– وأنت سيد العارفين- ليسوا حزبا واحدا وينطلقون من عدة اتجاهات ومن المستحيل أن تسيطر عليهم جهة واحدة وتسير قرارهم كيفما تشاء. ثم أسألك بالله أستاذنا «بومهدي» من أراد تحويل الاستجواب إلى فرز فئوي؟ من كانوا مع أم ضد عدم التعاون؟ ألم يوجه النائب الطبطبائي كلامه إلى الشيعة بقوله «أليس فيكم رجل رشيد»؟ وألم يستنجد النائب البراك بقبيلة العجمان للضغط على نائبيها؟ وألم يناشد النائب الصواغ نواب العوازم؟ ألم يكن الأجدى أن يناشد هؤلاء النواب جميع الكويتيين للضغط على جميع نوابهم بدلا من هذا الفرز الفئوي المقيت؟ لكن كل هذا أمر طبيعي للبعض الذي أعمته روح الانتقام وجنون العظمة، فأصبحت الغاية تبرر أي وسيلة للوصول إليها!

أما بالنسبة لربط معارضة الشيعة لعدم التعاون بسبب مواقف بعض مؤيدي الاستجواب من التأبين، فبداية لا أدري من أين أتى الأخ العزيز عبدالله بوفتين بهذا السؤال، لكن الواضح أن المقصود هو النائب سيد عدنان عبدالصمد وجمهوره، مع أن كليهما لم يصرحا بأي شيء يوحي بهذا الاتجاه. لكن الملفت هو جواب الدكتور عن هذا السؤال والذي كان مليئا بالتناقضات.

فقولك عزيزنا «بومهدي» في ردك إن من طالب بالتسفير والاستقالة وسحب الجنسية هم في جانب الحكومة التي افتعلت بنفسها أزمة التأبين، أقول إن هذا دليل بحد ذاته يناقض فرضية أن اصطفاف بعض الشيعة كان بسبب مواقف بعض مؤيدي عدم التعاون من التأبين. بل إن هذه الحقيقة هي في الواقع مديح لأنه دليل على التسامي على الجراح وأن العوامل التي حددت جهة التصويت لم تكن متعلقة بالتأبين لا من قريب ولا من بعيد، بل كانت متعلقة بالباطل الذي أراده البعض من الاستجواب والذي بانت ملامحه من خلال الحديث عن النزول إلى الشارع حتى إسقاط الحكومة وأن هناك ثلاثة استجوابات قادمة. ولعل هذا الخطاب هو ما لفت انتباه النائب عبدالله الرومي فغير اتجاه تصويته، فالهدف كان عدم إعطاء زخم وشعبية لمثل هذا النهج التخريبي الذي يريد أن يدمر كل شيء لأن أصحابه «موعاجبهم» تركيبة المجلس الحالي.

أما عن موضوع سحب الجنسية من ياسر الحبيب وأبنائه الأبرياء (مع اعتراضنا حتى على سحب جنسية ياسر)، فنعم الحكومة الضعيفة الخاضعة للابتزاز هي التي اتخذت هذا القرار، لكن هل كانت ستقدم على مثل هذا القرار الظالم لولا التحريض الذي مارسه نواب مثل الطبطبائي والمسلم والحربش وغيرهم وتهديدهم باستجواب رئيس الوزراء؟ وهل يصلح هؤلاء لأن يدعوا اليوم بأنهم حماة الدستور والمدافعون عن كرامات المواطنين حتى تجمعك معهم هذه العناوين تحت مظلة الاستجواب الأخير كما قلت؟

عزيزي «بومهدي»، مع احترامي لقرارك ومع استنكاري للإساءات التي حاول البعض توجيهها لشخصك بسبب موقفك هذا، إلا إنني أصارحك بأنك لم تكن مقنعا في تلك المقابلة. لكنك تبقى بالنهاية أخا عزيزا وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.

***

ملاحظة أخيرة: الدكتور ناصر صرخوه اعتقل بطريقة مهينة وتم اتهامه بمحاولة قلب نظام الحكم من لا شيء، فهو لم يكن مشاركا بالتأبين (على افتراض أن المشاركة تعد دليلا لتهمة) ولم يشتم أحدا، لذلك، المقارنة بينه وبين الدكتور عبيد الوسمي غير دقيقة مع إدانتنا لما تعرض له الأخير من ضرب وإهانة.

back to top