الكرد للعراق

نشر في 14-11-2010 | 00:00
آخر تحديث 14-11-2010 | 00:00
 مسعود محمد انهيار الثورة الكردية دفع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق الفدرالي إلى الهجرة بين عامي 1976 و1979 إلى واشنطن ليقيم مع والده فيها، وبعد سقوط نظام الشاه في إيران، رجع إلى إيران لكي ينظم قدوم أبيه لقيادة الثورة من جديد في شمال العراق، لكن في اليوم الذي وصل فيه إلى طهران في مارس 1979، توفي والده في واشنطن، مما وضع على كاهله منذ ذلك الحين مسؤولية تحقيق الحلم القومي الكردي، دون أن يتخلى عن هويته العراقية. وانتخب مسعود بارزاني في نوفمبر 1979 في المؤتمر التاسع للحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل ديمقراطي رئيساً لـ»الحزب الديمقراطي الكردستاني».

شارك بارزاني في التسعينيات وحتى سقوط نظام البعث، في مؤتمرات ومحافل دولية عدة؛ مثل اجتماعي واشنطن في عامي 1992 و1993 على التوالي، ومؤتمر صلاح الدين 1992، ومؤتمر لندن في ديسمبر 2002، ومؤتمر صلاح الدين في فبراير 2003. وكان له دور رئيس في معظم الأحداث السياسية للعراق الجديد، وأيضاً في تأسيس مجلس الحكم العراقي في 31 يوليو 2003، والذي أصبح عضواً فيه ورئيسا له فيما بعد. في 12 يونيو 2005 انتخب بارزاني كأول رئيس لإقليم كردستان من قبل المجلس الوطني الكردستاني العراقي. حين انتخب الكرد رئيساً لإقليمهم، كثر الكلام عن انفصالهم، والعمل على أجندات لتقسيم العراق.

أعلن مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، في الحادي عشر من نوفمبر الجاري أن جميع الكتل العراقية اتفقت على أسماء مرشحي الرئاسات الثلاث, بحيث يحتفظ الأكراد بمنصب رئاسة الجمهورية، ومنصب رئيس الحكومة لمصلحة «الائتلاف الوطني»، ومجلس النواب لمصلحة «ائتلاف العراقية»، الذي يترأس زعيمها إياد علاوي رئاسة مجلس السياسات الاستراتيجية، وذلك بعد ثمانية أشهر من الجدل السياسي الذي أعقب الانتخابات التشريعية بالبلاد. بهذه الكلمات البسيطة يسدل الكرد ستار المسرح على فصل من فصول تقسيم العراق وأثبتوا عراقيتهم المتقدمة على كرديتهم، وأنهم جزء من الحل وليسوا جزءاً من المشكلة.

ولقد عبر عن هذا الموقف بوضوح بتصريح الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان الرئاسة في إقليم كردستان لصحيفة «الشرق الأوسط» قال فيه: «إن نجاح القيادة الكردية في جمع قادة الكتل العراقية المتصارعة على طاولة واحدة تحت الإشراف المباشر من قبل رئيس الإقليم مسعود بارزاني الذي بذل جهوداً كبيرة للوساطة بهدف تقريب الكتل العراقية، أثبت هذا النجاح الباهر أن الكرد فعلا هم (بيضة القبان)، وأنهم مفتاح الحل لجميع أزمات العراق، حيث إن القيادة الكردية تصرفت خلال الأزمة بروح عراقية خالصة تهمها مصلحة العراق إلى أقصى حدودها».

وكان القيادي الكردي البارز محمود عثمان قال لوكالة كردستان للأنباء، إن الكرد يسعون لمصلحة العراق، وأوضح أن «كل مطالب الكرد في العراق تتمثل في تطبيق الدستور العراقي بحذافيره لأنه يضمن حقوق جميع المكونات المشاركة في العملية السياسية العراقية». ولتكريس الوحدة وفتح صفحة جديدة للمصالحة، يدفع الأكراد باتجاه تطبيق الاتفاق المتعلق باجتثاث «البعث» لضمان مشاركة جميع مكونات الوطن العراقي في العملية السياسية. وطالب القيادي في ائتلاف الكتل الكردستانية خالد شواني، القائمة العراقية بالتعامل مع ملف تجميد عمل هيئة المساءلة والعدالة وإعادة أعضائها إلى العملية السياسية وفق الأعراف القانونية والدستورية، لافتاً إلى أن ائتلافه مع عودة أعضاء العراقية المجتثين، وأنه ملتزم باتفاق القادة.

بذلك يسجل ثلاثة إنجازات لمصلحة العراق:

1 - تشكيل الحكومة العراقية في العراق وبأيادٍ عراقية.

2 - وجود علاوي برئاسته لمجلس الأمن الوطني الاستراتيجي سيحد ويصعب التدخلات الإيرانية في العراق ويمنع جعله لقمة سهلة لإيران وحلفائها بعد الانسحاب الأميركي في 2011.

3 - انتخاب كردي لرئاسة الجمهورية، وتعيين صالح المطلك المشمول بالاجتثاث وزيراً للخارجية، هو تكريس العراق الجديد بتنوعه القومي والديني.

يبقى أمام الكرد ملفان قوميان ووطنيان بامتياز، عليهم إيجاد صيغة عراقية لهما تضمن استمرار التوافق، ملفا «كركوك» و»النفط»، اللذان لا شك في حقوق الكرد فيهما إلا أنه يجب النظر إلى الصورة العراقية الأكبر عند نقاش هذين الملفين.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top