الجمهوريون يستعيدون مطرقة «النواب» الأميركي

نشر في 04-11-2010 | 00:06
آخر تحديث 04-11-2010 | 00:06
● أوباما يعزو الهزيمة الديمقراطية إلى الإحباط من بطء الاقتصاد
● بَينر يتعهد بإلغاء «الرعاية الصحية» ويدعو الرئيس إلى «تغيير الاتجاه»
حقق الحزب الجمهوري الأميركي انتصاراً كاسحاً في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي جرت أمس الأول، إذ انتزع الأغلبية من أيدي الديمقراطيين في مجلس النواب، من دون أن يتمكن من تحقيق الأغلبية في مجلس الشيوخ، على الرغم من التقدم الذي حققه في عدد المقاعد.

وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس، مؤتمراً صحافياً للتعليق على النتيجة، اعتبر فيه أن الأميركيين شعروا بالإحباط من وتيرة الانتعاش الاقتصادي.

وقال أوباما إنه لا يعتبر أن فوز الجمهوريين في الانتخابات التشريعية النصفية يمثل رفضاً عاماً لأجندته، إلا أنه أقرّ بـ"المسؤولية المباشرة" عن بطء الاقتصاد. وأضاف: "بعد ليلةٍ، أنا متأكد أنها كانت طويلة بالنسبة إليكم، لي أقول إن انتخابات أمس أكدت ما سمعته من الناس في أنحاء الولايات المتحدة".

وتابع: "الناس يشعرون بالإحباط، الإحباط البالغ من وتيرة الانتعاش الاقتصادي والفرص التي يأملونها لأطفالهم وأحفادهم".

ومع التمركز المتين لخصومه في الكونغرس فإن أمل أوباما في إصدار تشريع فوري لإصلاح الهجرة أو ضد الاحتباس الحراري، قد تبدد.

وقد يتعيّن على الرئيس الأميركي إثر تنصيب المجلس الجديد في يناير المقبل الدفاع عن إصلاحاته الطموحة لنظام التأمين الصحي الذي توعد الجمهوريون بقطع التمويل عنه.

وسيقود معركة تقييد حرية حركة أوباما في النصف الثاني من ولايته، زعيم الأغلبية الجديد في مجلس النواب جون بَينر الذي من المفترض أن يحلّ محل الرئيسة الحالية للمجلس، الديمقراطية نانسي بيلوسي.

وتعهد بَينر أمس بإلغاء إصلاحات الرعاية الصحية التي استحدثتها إدارة أوباما. وقال: "أعتقد أن مشروع قانون الرعاية الصحية الذي سنّه الكونغرس الحالي سيقتل الوظائف في أميركا، وسيدمّر أفضل نظام للرعاية الصحية في العالم، وسيفلس بلدنا". وأضاف أن "ذلك يعني أن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمحاولة إلغاء هذا المشروع واستبداله بإصلاحات معقولة لخفض تكلفة الرعاية الصحية".

واعتبر بَينر أيضاً أن توسيع التخفيضات الضريبية التي قررتها إدارة الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش لتشمل جميع فئات الدخل هو السياسة الصائبة. وأضاف أن تنفيذ مشروع قانون الإصلاح المالي سيحتاج إلى أن يخضع لقدر كبير من الإشراف من جانب الكونغرس.

وكان بَينر أكد في كلمة أن "الرئيس هو الذي يضع سياسات الحكومة"، إلا انه أشار إلى أن الأميركيين أرسلوا رسالة قوية إلى الرئيس بضرورة تغيير الاتجاه".

وكان أوباما تابع النتائج من مكتبه في البيت الأبيض واتصل ببَينر وميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ليهنئهما في مكالمة هاتفية سلّطت الضوء على انتقال السلطة.

وأعلن الرئيس الأميركي للقياديَّين الجمهوريَّين أنه يأمل التوصل إلى أرضية للتفاهم معهما. وأضاف أنه ينتظر بفارغ الصبر العمل معهما ومع الجمهوريين "للتوصل إلى أرضية تفاهم ودفع البلاد قدماً".

وفي أبرز نتائج مجلس النواب، أظهرت المعطيات غير المكتملة نجاح الجمهوريين في اقتناص 60 مقعداً، وهي أكثر حصيلة أحرزها الحزب منذ 70 عاماً وهو يتقدم لاقتناص 4 مقاعد أخرى. وهذا العدد يتجاوز بكثير المقاعد الـ40 التي يحتاج إليها للحصول على أغلبية مجلس النواب.

وهناك نحو 12 منافسة أخرى لا تزال متقاربة جداً، بما يصعب حسمها لأحد الحزبين. أما في نتائج مجلس الشيوخ، فقد فاز الجمهوريون بستة مقاعد كانت للديمقراطيين، ومن بينها مقعد أوباما القديم عن ولاية إلينوي، الذي فاز به الجمهوري مارك كريك.

ولكن الديمقراطيين تمكنوا من تحقيق نصر كبير وحيد، تمثل في محافظة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد على مقعده عن ولاية نيفادا، ملحقاً الهزيمة بمرشحة "حركة حفلة الشاي" شارون آنجل.

إلى ذلك، فاز الجمهوريون في سباق انتخاب حكام الولايات حتى حلول مساء أمس، بعشر ولايات كانت بأيدي الديمقراطيين. واقتنص الديمقراطيون ولاية من الجمهوريين، إذ تم انتخاب جيري براون حاكماً لولاية كاليفورنيا بدلاً من أرنولد شوارتزنيغر.

من جهة أخرى، لعل أبرز ما طبع تلك الانتخابات هو حصول حركة "حفلة الشاي"، التي لم تكن موجودة قبل سنتين، على موطئ قدم في الكونغرس بعد دخولها إلى انتخابات التجديد النصفي 2010 كقوة مؤثّرة في السياسات الأميركية المعاصرة. ونجحت الحركة، التي لا تعتبر بعدُ حزباً رسمياً، في تسجيل انتصارات على شخصيات سياسية مخضرمة في الساحة السياسية الأميركية، إلا أنها خسرت بعض السباقات المهمة، من بينها سباقان على مقاعد مجلس الشيوخ في نيفادا وديلاوير.

(واشنطن ـ أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)

back to top