بــوصبـــاح... تـبـقى خـــــالـــــداً اعتزل الحياة وهو نجم تاركاً بصماته

نشر في 04-03-2011 | 00:00
آخر تحديث 04-03-2011 | 00:00
فجعت الكويت كافة والشارع الرياضي خاصة مساء أمس الأول بنبأ وفاة الشيخ خالد اليوسف السعود الصباح، عن عمر يناهر 56 عاماً (مواليد 1954) بمستشفى لندن كلينيك بالعاصمة البريطانية، حيث كان الراحل يصارع مرض السرطان الذي لا يعرف قيمة الرجال... وإنما هو القدر واليوم المحتوم، إلا أن قوة إيمان الفقيد بوصباح والإرادة الفذة التي عُرف بها مكَّنتاه أن يقاتل لأكثر من ثلاث سنوات بصبر وجلد وتفاؤل وإيمانه بعدم الاستسلام للمرض.

تقلد الراحل الشيخ خالد اليوسف عدة مناصب في حياته، محققاً الإنجاز تلو الآخر محلياً وإقليمياً، حيث كان على رأس مجلس إدارة نادي السالمية منذ عام 1982 حتى عام 2008 حيث نجح هو ونجله في اختراق القائمة المنافسة واستحق لقب عميد رؤساء الأندية، كما أنه عمل وكيلاً مساعداً لوزارة الإعلام في عهد الشيخ سعود الناصر ثم انتقل معه مديراً لمكتبه بوزارة النفط.

واستطاع الفقيد النهوض بنادي السالمية خلال السنوات التي تولى فيها دفة القيادة ورفع اسم وشأن النادي حتى بات أحد الأندية الكبيرة المنافسة على البطولات المحلية والخارجية، وكان ـ رحمه الله ـ أول من فتح نافذة الاحتراف الخارجي في كرة القدم وسمح لنجوم النادي في ذلك الوقت بالاستفادة، ووضع اللاعب الكويتي على خارطة المحترفين، مما عاد بالفائدة على المستوى الفني المحلي. دخل بوصباح الرياضة بروح ديمقراطية وودعها بنفس الروح، كان راقيا في تعامله مع الجميع، شفافا مع الإعلام والإعلاميين، صادقا مع نفسه ومع الآخرين، كان ضمير المخالفين، حاسما في قراراته، يدافع عن المبدأ السليم حتى لو كان على حساب مصلحة ناديه، ولا يخاف لومة لائم في قول الحق، وهذا ما لمسناه في اجتماعاته مع الإداريين ورؤساء الأندية في الخلافات التي كانت تؤرقه ـ رحمه الله ـ في الآونة الأخيرة، حيث كان يتمنى أن تعود الحياة للرياضة ويصح بدنها وتكون في أفضل حال... شغله مرض الرياضة أكثر من مرضه، سعى من خلال المبادرات إلى حلحلة الأمور وتوجيه الدفة إلى الإصلاح، إلا أن الزمن تغير، والحال بات غير الحال، فكانت الغصة في فمه، مما زاد ألمه من تدهور الحال في رياضة بلده التي ساهم في بناء لبناتها الأولى.

اعتزل بوصباح الحياة، بأسلوب الرياضيين، تركها وهو نجم واستبدلها بدار خير من داره وأهل خير من أهله. نسأل المولى العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان... ويتقدم القسم الرياضي إلى آل الصباح الكرام وإلى الأسرة الرياضية بخالص العزاء، داعين للراحل بالمغفرة.

back to top