لمى مرعشلي: لا أتخطّى اللياقة للحصول على دور

نشر في 01-04-2011 | 00:00
آخر تحديث 01-04-2011 | 00:00
بين المسرح والتلفزيون، مساحة شكلت ملعب طفولتها أثناء مرافقتها والدها النجم ابراهيم مرعشلي لتصوير أعماله، وتشكّل اليوم موطن أحلامها ترسم فيها مستقبلاً وردياً على حجم طموح الوالد الذي أراد أن يجنّب ابنته ظلم المهنة وعثراتها، فأوصاها قبل أن يرحل عن دنيانا إلى دنيا الحق بأن تكمل دروسها وتتسلّح بالشهادة الجامعية كي لا تغرق في رمال الفن المتحرّكة، وهكذا كان.

الممثلة الشابة لمى مرعشلي تفتح قلبها لـ «الجريدة» وتتكلم عن آمالها وخيباتها.

هل حققت وصية والدك ابراهيم مرعشلي؟

بالطبع، إذ تخصّصت في التمثيل والإخراج والإعلام ونلت منحة دراسية.

اتجهت إلى التمثيل مع أنك تخصصت في الإعلام أيضاً، لماذا؟

لأن التمثيل حبي الأول والأخير علمًا أنه لا يلغي شغفي بالإخراج والإعلام، فهذه الثلاثية كفيلة بتعزيز أسس مستقبلي الفني. ربما أتلقى عرضاً لتقديم برنامجي التلفزيوني الخاص أو كتابة مقالات في الصحافة.

هل يمكن أن يتقدّم عملك الإعلامي على شخصيتك كممثلة؟

أي مجال مهني يواكب التمثيل ولا يلغيه. قد يتقبلني الجمهور في التمثيل أكثر كون وجهي بات معروفاً، إنما في حال أردت خوض المجال الإعلامي فلن أكون دخيلة عليه لأنني متخصّصة فيه.

أرفض منطق أن تخوض عارضة أزياء التمثيل وتقدم مغنية البرامج، لذا حصّنت نفسي وتخصصت لئلا أكون دخيلة على أي قطاع.

بمَ تشبهين والدك؟

بإصراري على تحقيق طموحي وبموهبتَي التمثيل والكتابة.

وبمَ تختلفين عنه؟

كان هادئًا ويتروى في التخطيط للمستقبل فيما أنا لجوجة وغير صبورة.

هل تزعجك المقارنة بينكما؟

أتشرّف بأنني إبنة ابراهيم مرعشلي ما يحمّلني مسؤولية أكبر وخوفًا من ألا أكون على قدر هذه المسؤولية، إنما أتمنى أن يُنظر بعمق إلى موهبتي.

إلى أي مدى يشكل اسم والدك وشهرته واسطة لك في الحصول على أدوار؟

عندما أتقدم إلى أي كاستينغ أعرّف عن نفسي باسمي الأول، لينظر القيمون عليه إلى أدائي بتجرّد وليس انطلاقًا من محبتهم لوالدي، ذلك أن انطباعهم الأول يتأثر بنظرتهم إليه وليس إلي.

كيف تفسرين حب الأطفال لمسلسل «المعلمة والأستاذ» الذي صوّره والدك في ثمانينيات القرن الماضي ويعاد عرضه اليوم؟

كان والدي يتمتع بكاريزما قربت الناس إليه وأدخلته إلى قلوب الكبار والصغار على السواء.

كيف تقارنين بين زمنه وزمننا؟

للأسف، البطل اليوم هو عارضة أزياء أو عارض أزياء فيما يغيب النجم الحقيقي، بالإضافة إلى انتفاء منظور الفريق النجم لصالح النجم الواحد، وبات الممثلون الآخرون ملحقين به. صحيح أن ابراهيم مرعشلي كان بطل مسلسل «المعلمة والأستاذ»، إنما شاركته في البطولة الممثلتان الكبيرتان هند أبي اللمع وليلى كرم إضافة إلى نخبة من الممثلين الذين أدوا أدوار التلاميذ.

كيف تواجهين هذا الواقع؟

أجتهد لعدم الاستسلام وأحاول شق طريقي بثبات، فإن لم أنجح، أكون كسبت شرف المحاولة.

إلامَ تطمحين؟

إلى الاستمرار في الخط الفني الصحيح الذي رسمه والدي لنفسه وسار به، ويرتكز على عدم تخطي حدود اللياقة والأخلاق في الكتابة والتمثيل وطرح الموضوع المناسب في الوقت المناسب.

تشاركين في برنامج «كتير سلبي» على شاشة الـ «أم تي في» اللبنانية، ماذا يضيف إليك؟

يعرّف الناس أكثر إليّ ويفسح في المجال أمامي لتقديم شخصيات مختلفة في دقائق معدودة، إلى ذلك يساهم في تقوية قدراتي الكوميدية. في المناسبة، أحيي المخرج هاني خشبة لأنه يتمتع ببعد نظر وأتشرّف بالتعاون معه.

كيف اتجهت إلى برنامج ساخر علمًا أنك انطلقت من المسرح؟

صدفة. عندما تقدّمت إلى SL Cast ظننت أنه شبيه بأي كاست لبرنامج أو مسرحية، إلا أنني فوجئت بوجود لجنة تحكيم وتصويت فدخلت عفويًا في المعمعة ولم أتوقع الفوز، هكذا شاركت في برنامج SLCHI الانتقادي الساخر ومن ثم انتقلت إلى «كتير سلبي».

هل من عودة إلى المسرح؟

شاركت في 21 مسرحية وأحضّر مسرحية جديدة مع النجمين الكوميديين بيار شمسيان وريمون صليبا.

كيف تقيّمين علاقتك بالمسرح؟

أعشق المسرح لأنه يفضح الممثل، فإذا لم يكن واثقًا من نفسه، يفضّل ألا يقف على الخشبة خصوصًا لأداء دور كوميدي لأن عدم إضحاك الجمهور شعور مذلّ يحوّل الممثل إلى مستجدٍ للضحكة من الجمهور. أما في التلفزيون فيختلف الأمر إذ يعطى الممثل فرصة ثانية عبر اسكتش آخر وحلقة جديدة.

تكتبين دورك في «كتير سلبي» لماذا؟

لإبراز قدرتي على الكتابة وإمكاناتي التمثيلية، ذلك أن المعدين كتبوا لي أدواراً محدودة في البداية لأنهم كانوا يجهلون عمق موهبتي في التمثيل.

ماذا عن الكتابة الدرامية؟

كتبت مسلسلاً لن أطرحه راهنًا.

لماذا؟

لاكتساب معرفة أكبر في الكتابة من معدي «كتير سلبي» ومن الكاتب فراس جبران.

ممَ تستوحين شخصياتك؟

من شخصيتي ومن مراقبة الناس في الحياة اليومية، لا سيما مواقفهم الطريفة. ابتكرت أخيرًا شخصية بثينة التي تتحدث بالإحصاءات وشخصية فتاة حسودة.

ثمة فرق انتقادية ساخرة ذات لون سياسي معين، ماذا عن فريق «كتير سلبي»؟

يتميّز بأنه منّوع طائفيًا وسياسيًا ومناطقيًا، ما شكّل اندماجًا غريبًا فرض الحيادية والتنوّع على البرنامج.

هل يتقبل الجمهور انتقادكم الساخر؟

بالطبع، لأن هدفنا توجيه النقد حيث يجب، ثم نشير إلى خطأ المسؤولين السياسيين من دون التجريح بهم أو إهانتهم.

هل تعرّضتم لتهديد معين؟

كلا، لأننا نوجه رسالتنا بطريقة ذكية لا تمسّ أحدًا. من جهة أخرى، الترويج عن اعتداءات تعرّض لها هذا الممثل أو ذاك بسبب انتقاداته اللاذعة ادعاء كاذب ويستخدم كبروباغندا شخصية وهذا متعارف عليه.

كيف تقيمين البرامج الانتقادية التي تقدَّم على الشاشات؟

هي على صورة لبنان المقسّم سياسيًا وفنيًا وتلفزيونيًا، لذا من الطبيعي ألا يتقبل الجمهور برامج معينة لأنها تعارض توجهاته أو هي منحازة بشكل كبير إلى تيار سياسي معين. علماً أن الذين يؤيدون هذه البرامج باتوا اليوم يملّون منها لأنها تكرر نفسها واتجهوا إلى برامج أخرى.

هل تفضّلين الانتقادات الاجتماعية أم السياسية؟

أميل إلى الانتقاد الاجتماعي ولا أتدخل في السياسة. تشكل هذه النوعية من البرامج فشة خلق للجمهور ونلاحظ في الفترة الأخيرة أن الانتقادات الاجتماعية باتت تضحكه أكثر من السياسية.

وماذا عن تقليد الشخصيات؟

اكتشفت صدفة أنني أجيد تقليد شخصية الإعلامية كلود أبو ناضر هندي، وراهنًا أحضّر لتقليد شخصية أم كلثوم شكلاً ومضمونًا، كذلك أقلّد صوت ميريام فارس.

لماذا اخترت التعاون مع بيار شمسيان؟

لأنه يحضنني فنيًا ويؤمن بقدرة الفتاة على إضحاك الجمهور من دون تقصير التنورة والتفوّه بكلام مبتذل. يلائم مسرحه تربيتي ويقدّمني في إطار يختلف عما هو سائد راهنًا، خصوصًا أنني أرفض تخطّي الحدود التي رسمتها لنفسي.

تقفين على المسرح مع نجمي كوميديا عريقين، ألم تخشي خوض هذه التجربة؟

كلا، بل تحمّلني مسؤولية، خصوصاً أن شمسيان منحني ثقته لذلك سأجتهد لأكون على مستوى توقعاته.

أيهما تفضّلين العمل فيه: الدراما أم الكوميديا؟

لدي القدرة على تقديم الإثنين بالمستوى نفسه. صحيح أنني انطلقت في الكوميديا أثناء دراستي الجامعية مع المخرجة لينا أبيض، إلا أن أنظاري تتجه صوب الدراما أيضاً.

كيف تنظرين إلى الدراما اللبنانية راهنًا؟

تتحسن، لكن يزعجني وصول البعض إلى الشهرة والنجومية على حساب ممثلين كبار، والتصفيق لأداء تمثيلي سيئ ومتصنّع.

هل تخشين عدم نيل الفرصة التي تستحقين؟

جندت كامل قوتي في التمثيل، ولن أجلس في البيت في انتظار الفرصة، أنا دائمة البحث عن الأدوار وأتقدم إلى أي كاستنغ لاختيار ممثلين لمسلسل معين، بهدف إبراز قدراتي الفنية والتعرف إلى منتجين ومخرجين جدد.

هل تسعين إلى فرص خارج لبنان؟

أسعى راهناً إلى تثبيت خطواتي التمثيلية في لبنان، لكن إذا تلقيت عرضاً محترمًا، فلا مانع لدي.

back to top