الكلت الإسكتلندي... بين الأصالة والتجارة

نشر في 26-10-2010 | 00:00
آخر تحديث 26-10-2010 | 00:00
تنشب الآن في موطن التصاميم المنقّشة في إسكتلندا، حروب الكلت (التنورة التي تشكّل جزءاً من زيّ الرجال الإسكتلندي التقليدي). فيظهر أمام محلّ غوردون نيكلسن لصناعة الكلت، عارض اصطناعي يرتدي كلتاً وقد وُضعت عليه لافتة تقول: «هذه ليست كلتاً أصليّةً».

يقول نيكلسن: «لست أشنّ حرباً، لكن، تشكّل الكلت جزءاً من تاريخ اسكتلندا وإرثها الحضاري».

ويشير الى أنّ الكلت الأصليّة التي يخيطها تتألّف من 7.6 أمتار من القماش، تُنسج يدوياً في اسكتلندا وهي تمثّل النموذج الاسكتلندي الحقيقي وتبلغ تكلفتها حوالى 700 دولار.

يندّد نيكلسن بأنواع الكلت الأخرى البخسة التي تباع في إدنبرة في المحال المجاورة مثلPrestige Scotland الذي يسيء الى سمعة الكلت الاسكتلندية الأصيلة، فيبلغ ثمنها 50 دولاراً وهي تصنّع في باكستان وقليلة القماش فيعجز الرجل عن لفّها حول خصره.

يضيف نيكلسن: «ليست هذه الكلت أصليّة، ولم يبقَ في إدنبرة سوى متجرين رائدين في صناعتها هما: محل الخياط جيفري والمحل الذي أديره أنا».

يردّ مدير Prestige Scotland سام ساين على نيكلسن بطريقته الخاصّة، فيضع لافتة أمام محلّه على الكلت المصنوعة من مادة الأكريليك والتي يبلغ ثمنها 50 دولاراً، كُتب عليها: «كيلت غير أصليّة بأسعار غير معقولة».

يقول ساين: «في القديم، كانت تقتصر الكلت على اسكتلندا. أمّا الآن فهي تُلبس في أنحاء العالم كافة، نصنع كلتاً تناسب كلّ الميزانيّات وتتوافر للجميع، ولو كان ثمنها أقلّ فهي لا تزال كلتاً».

يضيف ساين الذي وُلد في اسكتلندا (كغوردن نيكلسن): {لا تعتبر الكلت التي أعرضها في متجري مصمّمة للأعراس أو المناسبات الكبرى، فهي مخصّصة لحضور الحفلات ومباراة كرة القدم وللمشاركة في التظاهرات، فضلاً عن ذلك، لن يبتاع السائح الأجنبي كلتاً اسكتلنديّة أصليّة. بل سيشتري وفق السعر الذي يناسبه».

نموذج

يثير هذا الأمر تحديداً قلق نيكلسن الذي أرسل نموذجاً عن كلت بخسة للفحص في أحد المختبرات ليتأكد ما إذا كانت الصبغة المستخدمة فيها تتوافق ومعايير الأمان الاسكتلنديّة. يذكر: «بعض «التارتان» (اسم يطلقونه في إندبرة على المحال التجاريّة المصطفّة على الأرصفة والمخصصة للسياح) انتهك حقوق نظام الألوان المستخدم في صناعة الكلت».

من جهة أخرى، يؤكد ساين أن الكلت البخسة ستظلّ متوافرة في محلّه، مع أنه يصنّع مجموعة تضمّ نوعاً أغلى ثمناً من هذه التنانير المصنوعة في اسكتلندا. ويذكر أنه باع في شهر أغسطس (آب) الماضي 200 كلت أصليّة مقابل1000 كلت من الأنواع الأخرى.

لكن ماذا سيحلّ بصانعي الكلت الاسكتلنديّة التقليديّة إذا طغت على السوق أنواع أخرى منها تتماشى وميزانيّات عدد أكبر من الناس؟

يجيب ساين: «سيضطر هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم صانعي كلت حقيقيّين الى تخفيض أسعار الكلت التي يبيعونها، فهم يجنون أرباحاً من كلّ كلت بنسبة 500 في المئة».

بدوره، ينوي نيكلسن ترك العارض الاصطناعي المثير للجدل أمام واجهة محلّه. فهو يستقطب نظر سيّاح كثر ويحثّ الناس على التفكير بأصالة الكلت التي يرونها في اسكتلندا.

back to top