متسلّق الجبال زيد الرفاعي: أجد صعوبة في اكتشاف القمة التي في داخلي

نشر في 20-10-2010 | 00:00
آخر تحديث 20-10-2010 | 00:00
زيد الرفاعي أول متسلّق عربي يصل إلى قمة إفرست، هكذا تحوّل حلم الفتى العربي إلى واقع أدهش العالم لا سيما بعدما حقق الشاب زيد إنجازاً تاريخياً إثر بلوغه تلك القمة الشاهقة في آسيا، فكان إحساسه لا يوصف وما زال يشعر بلذته رغم مرور أعوام على هذه الرحلة.

«الجريدة» التقته وحاورته حول مغامراته وهواياته، إضافة إلى كتابه الذي يعده حول مجمل رحلاته.

كيف نمت لديك فكرة تسلّق قمة إفرست؟

خلال دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، تعرفت إلى أصدقاء يهوون مثلي السفر والتزلّج على الجليد وتسلّق الجبال وغيرها... وقد قادتنا هواياتنا إلى سويسرا حيث مارست رياضة التزلج ومنها بدأت أتسلق القمم الواحدة تلو الأخرى وصولاً إلى قمة إفرست.

ما المدة التي استغرقتها لتسلّق تلك القمة؟

60 يوماً من المتعة والمغامرة والنجاح.

هل تسلّقت قمماً أخرى?

شجّعني شغفي بالطبيعة والسفر الدائم إلى إيلاء رياضة تسلّق الجبال أهمية بالغة، لذا تسلّقت جبالاً في أنحاء العالم وحققت إنجازات غير مسبوقة عالمياً في بلوغ أعلى القمم على مدى الـ 23 سنة الماضية.

ما أبرز الجبال التي تسلّقتها؟

إفرست في نيبال في قارة آسيا، ماكنلي في ألاسكا في أميركا الشمالية، كليمنجارو في تانزانيا، أكون كاهوا في أميركا الجنوبية، فينسين في أوروبا الجنوبية، البروس في أوروبا، قمة هرم كارزتنز في أوقيانيا، قمة جبل كوزيوسكو في أستراليا، وقد حققت الرقم 46 في مجال تسلّق الجبال عالمياً.

ما الطقوس التي كنت تحرص على القيام بها قبل الانطلاق برحلة التسلّق وصولاً إلى القمم؟

أصبغ شعري بألوان غير مألوفة (الأصفر أو البرتقالي أو الأزرق) ولدى بلوغ القمم أنصب علم الكويت، فأنا أحرص على حمله معي طوال الرحلة.

ما سلبيات رياضة تسلّق الجبال من وجهة نظرك؟

قد يتعرّض متسلّق الجبال للموت في أي لحظة نظراً إلى خطورة هذه الرياضة. كثيراً ما كنت أصادف جثثاً متناثرة في أعالي الجبال أو في المنحدرات لمتسلّقين توفوا أثناء صعودهم. لم أرَ في حياتي هذا الكم من الموتى على الأرض كما رأيت أثناء رحلاتي المختلفة، بالإضافة إلى تأثيرات نفسية وصحية كون هذه الرياضة صعبة وشاقة للغاية.

كيف تؤثّر هذه الرياضة على الصحة؟

قد يصاب المتسلّق بالعمى الجليدي وفقدان الذاكرة، إضافة إلى تجمّد الأطراف. أذكر أنني أصبت، خلال رحلة تسلّق قمة إفرست عام 2001. بتورّم في الدماغ بسبب الضغط الجوي والتعب. لا أنسى هذه الحادثة ما حييت إذ كدت أفقد حياتي لولا لطف الخالق بي.

آلية تسلّق الجبال في تطوّر دائم، فهل بات بلوغ قمة إفرست أسهل؟

بلوغ قمة إفرست إنجاز كبير من المفترض عدم الاستهانة به، فعلى رغم التطوّر الذي تشهده هذه الرياضة عاماً بعد آخر يبقى تسلّق الجبال صعباً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

صحيح أن المتسلّق قد يحصل على معدات متطوّرة ومرشدين متوافرين في البعثات الخاصة بتسلّق الجبال ناهيك عن الأجهزة الخاصة بحالة الطقس، إلا أن ذلك كلّه لا يكفي لبلوغ القمة، لأن الجهد الكبير يقع على عاتق المتسلق الذي يحتاج إلى لياقة بدنية عالية ناهيك عن العوامل الجوية المحيطة به. قد يساهم هذا التطوّر في سلامة المتسلّق إلا أنه ليس أساساً للنجاح أو إكسيراً لبلوغ القمة.

على هامش هذه الرياضة، هل لديك هوايات أخرى؟

أعشق القراءة والاطلاع على الثقافات الأخرى، فأنا متعطّش لجمع المعلومات وأحرص على التزوّد بها من وقت إلى آخر.

ما الكتاب الذي تقرأه ولم تنته منه بعد؟

«ليو ذا أفريكان» للكاتب اللبناني بالفرنسية أمين معلوف ويتمحور حول تاريخ الأندلس.

هل عشقك للقراءة والتزوّد بالمعلومات نابع من تأثرك بالحياة الغربية؟

بالطبع، اليوم يقبل الشباب العربي على الاطلاع على ثقافة الغرب، لكن في زمني نادراً ما كانت للشباب تطلعات تشبه تلك التي تأثرت بها في الغربة.

ما القمة التي تود الوصول إليها بعد سلسلة النجاحات التي حققتها؟

القمة التي أجد مشقة كبيرة في تسلّقها ومتعة لا تضاهيها في تجاوزها وهي قمة النفس في داخلي، فليس المهم قهر الجبال بل قهر أنفسنا، وهي حكمة نطق بها إدوارد هلري، أول متسلّق اعتلى قمة إفرست، عندما زرته في نيوزيلندا.

يُصدر الرفاعي قريباً كتاباً بعنوان «مجد القمم» يقع في 260 صفحة، وهو عبارة عن مرجع أو بالأحرى موسوعة متخصصة بتسلّق الجبال.

يتناول الكتاب بدايات الرفاعي ورحلاته وهو مزوّد بالصور التي تخدم كل من يبحث عن معلومات حول تسلّق الجبال ويوميات المتسلقين وطبيعة كل بلد وغيرها من المعلومات والمذكرات الخاصة والمشوّقة.

انبثقت فكرة كتابة هذه الموسوعة تلبية لحاجة الطلاب الى التزوّد بمعلومات حول تجربة الرفاعي خصوصاً بعد ورود اسمه في منهج اللغة الإنكليزية الخاص بالرابع ابتدائي، إضافة إلى حرص المؤلف على تقديم معلومات قيمة لكل من يرغب في ممارسة تلك الرياضة.

يحتوي الكتاب على خرائط الجبال ومعلومات حول ارتفاعها وموقعها وحول قمة إفرست وكيفية تكوينها، إضافة إلى تاريخ الألاسكا... يُذكر أن الكتاب مرفق بـ CD مدته 17 دقيقة يصوّر رحلة الرفاعي والبعثة المرافقة له في إفريقيا.

back to top