معكم الحكومة ظلمت حسين

نشر في 24-02-2011
آخر تحديث 24-02-2011 | 00:00
 عامر الهاجري مسكينة هذه الحكومة، تحملت الكثير من الكلام الذي تراوح ما بين «الضعف» و»الهزل» الى «التقصير» و»الفساد»، كما كان الفعل مصاحبا لـ«اللغة»، فهي اكثر سلطة تنفيذية مرت على تاريخنا السياسي تعرضت للاستجوابات... العلنية منها والسرية!

وهذه الحكومة تحول جلدها مع كثر «الجلد» الذي الهب ظهرها الى غشاء سميك يشبه ذلك الذي على ظهور التماسيح!

وهي اخذت من هذا البرمائي الكثير من الصفات اولاها ذرف الدموع، وهي التي تجيده حتى انه يقال إنه تمت الاستعانة بها لزيادة منسوب مياه دجلة التي انخفضت بسبب السدود التركية وانشغال النظام الجديد في بغداد بلجنة اجتثاث البعث!

ولم تكتف بالحصول على صفة الماء من التمساح، بل حتى في طريقة مشيها، فهي تفضل الزحف وخفض الرأس... ومباغتة الفريسة! وحكومتنا الرشيدة عودتنا على اسلوب المباغتة، فلا نكاد نفيق من صدمة حتى تهزنا بأخرى وتحولت الساحة والحالة السياسية الى مكان مناسب للشعور بالقلق والتوتر، واصبحنا كما الطلبة قبيل الدخول الى الامتحانات النهائية «نحاتي» النتيجة وقبلها «الخط» متسائلين هل المصححون يستطيعون قراءة ما نكتبه؟ خاصة ان الشائعات الصحيحة تؤكد ان بعضهم لا يفقه العربية!

و«عربية» ابني حسين من ناحية النطق والكلام... تقريبا صحيحة ولكنه يتعب في فهم قواعد اللغة ويعتبر دراستها... كما هو حال بقية المواد... مضيعة للعمر، متهما الحكومة بأنها تسرق اعمارنا!

يقول حسين: «اريد ان ارفع قضية على الحكومة»، فرددت عليه ظانا انه يمزح او يريد ان يضع صورة صديقنا المحامي في الصحف، كما هو حال «الافوكاتية» هذه الايام: بماذا ستقاضي الحكومة؟ والتفت اليه والجدية بدأت تأخذ طريقها الى وجهه: «تصدق ان 16 سنة من عمري تضيعها الحكومة على اشياء لها بدائل، لا واحلى سنين عمري بعد، 12 سنة منذ الابتدائية حتى السنة الرابعة من مرحلة الثانوية، ومن ثم 4 سنوات للدراسة في الجامعة!» وبدأ صوته يرتفع والاسى والحزن يكاد ينفجر من حباله الصوتية «مو حرام الي قاعده تسويه الحكومة ووزارة التربية؟».

وقلت له وانا اغالب اخفاء الابتسامة حتى لا تتحول الى قهقهة «ما هي البدائل يا استاذ حسين؟»، وطلب مني الخروج من الديوانية ومسك بيدي متجها الى الحديقة «انظر الى السماء والارض... والى الشارع أليست هذه هي الحياة؟ الا يجب ان نتعلم من تجاربها؟ لماذا لا نعرفها الا عن طريق الدراسة وتلقيننا ما تريده الحكومة فقط؟».

وحاولت ان اشرح له ان الدراسة هي السلاح الذي يجب ان يكون لديه لخوض التجارب التي ستمر عليه إن اطال الله في عمره، الا انه كان مقتنعا بما يقوله، ففكرت في تشكيل لجنة عائلية تضم نساء لمحاولة اقناعه بأن التحصيل العلمي... ومن ثم تراجعت خوفا من ان تمر السنون ونحن نتجادل مع... حسينا!

back to top