«ويكيليكس» يكشف عن آلاف الوثائق تتحدث عن ارتكاب واشنطن وطهران والمالكي جرائم حرب في العراق

نشر في 24-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 24-10-2010 | 00:01
في الوقت الذي يسعى رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي جاهداً إلى نيل ولاية ثانية، ظهرت مجموعة من الوثائق السرية التابعة للجيش الأميركي، تتحدث عن تورط المالكي مع الأميركيين والإيرانيين في جرائم بالبلاد.
اتهم موقع "ويكيليكس" الإلكتروني القوات الأميركية بالوقوف وراء عدد كبير من جرائم الحرب في العراق كـ"القتل العشوائي وممارسة التعذيب والتغاضي عن عمليات إعدام ارتكبتها القوات العراقية"، موجهاً اتهاماً مباشراً إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بـ"التورط" في إدارة فرق القتل والتعذيب.

وأعلن مؤسس "ويكيليكس" جوليان اسانج في مؤتمر صحافي عقده في لندن أمس، أن الوثائق الـ400 ألف السرية للجيش الاميركي التي نشرها الموقع، تكشف "حقيقة" الحرب في العراق.

وتتحدث الوثائق عن "تسجيل أكثر من 300 حالة تعذيب وأعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الأسرى، وأكثر من ألف عملية قتل من قبل القوات العراقية، خلال الفترة الممتدة بين الأول من يناير 2004 و13 ديسمبر 2009"، وذلك في أكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية، نشر معظمها من دون ذكر الأسماء، لأنها تشكل خطراً على بعض الأشخاص، بحسب الموقع.

واتهمت الوثائق المالكي بـ"التورط في إدارة فرق قتل وتعذيب"، مظهرة "وجهاً خفياً له وهو يقود فرقاً عسكرية تنفذ أوامره وتقوم بعمليات اغتيال واعتقال".

وكشفت الوثائق أن الحرب أوقعت 109032 قتيلاً في العراق، أكثر من 60 في المئة منهم من المدنيين، كما ذكرت أنه لم يكشف عن مقتل 15000 مدني ضمن العدد الإجمالي. وذكر الموقع في إحدى الوثائق، أن القوات الأميركية فجرت مباني بكاملها بسبب وجود قناصين على أسطحها.

إيران

كما كشفت الوثائق الأميركية السرية تفاصيل "حرب في الظل" بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على أرض العراق، كما تحدثت عن تجنيد الأخيرة عدد من الميليشيات وتدريبها وتسليحها بهدف قتل أو خطف جنود أميركيين.

وتشير إحدى الوثائق إلى حادثة جرت على الحدود العراقية - الإيرانية في 7 سبتمبر 2006، حيث صوب جندي إيراني قاذفة صواريخ على دورية أميركية عراقية مشتركة في الجانب العراقي، بينما أطلقت القوات الأميركية النار على الجندي الإيراني، مما أسفر عن مقتله.

وذكرت وثيقة أخرى كيفية تسليح إيران لـ"كتائب موت" التي تضم عراقيين بهدف شن هجمات على قوات التحالف والمسؤولين الحكوميين، مشيرة إلى أنه يشتبه في دور كبير لعبه الحرس الثوري الإيراني في هذا الشأن، كما تحدثت عن اعتقال عدد من المتمردين الإيرانيين والعثور على مخابئ عديدة للأسلحة.

ولفتت إحدى الوثائق إلى أن طهران كانت تخطط لاستهداف المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسية والسفارات الغربية، بصواريخ وسيارات مفخخة بأسلحة كيميائية، بينما كشف تقرير آخر عن خطط لاستخدام إيران صواريخ مزودة بمواد تسبب شلل الأعصاب.

وتضمنت الوثائق أيضاً الإشارة إلى أن حرس الحدود العراقي في البصرة عثر في نوفمبر 2005 على معدات لإنتاج قنابل ومتفجرات تستخدم في صنع العبوات الناسفة مصدرها إيران.

وأكدت إحدى الوثائق السرية أن الأميركيين الثلاثة الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية في يوليو عام 2009 كانوا على الجانب العراقي من الحدود آنداك.

استنكار

واستنكرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشدة تسريب معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الأميركيين وشركائهم والمدنيين، بينما حذر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية من أن الوثائق قد تشكل تهديداً للقوات الأميركية والعراقيين الذي يتعاونون معها.

كما أسف الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" أندرس فوغ راسموسن من برلين لهذه التسريبات، معتبراً أنها ستؤدي إلى "عواقب سلبية جداً في ما يتعلق بسلامة المعنيين".

الجانب العراقي

وقالت قائمة "العراقية" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، إن الوثائق التي نشرها "ويكيليكس" والتي تزعم وقوع ممارسات تعذيب على أيدي قوات الأمن العراقية، توضح ما يمكن أن يحدث لو منح قدر كبير من السلطة لزعيم واحد.

وامتنع المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ عن التعليق، قائلا إنه لم ير الوثائق.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية كامل الأمين أمس، إن "الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس لم تشكل أي مفاجأة لأننا أشرنا الى أمور كثيرة حدثت بينها ما وقع في سجن أبي غريب، وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الأميركية".

وأوضح الأمين: "بالنسبة لنا لن نفاجأ بمعلومات جديدة"، مؤكدا أن "عدد القتلى الذي كشفت الوثائق أنه بلغ 109 آلاف منذ بداية الحرب في 2003، قريب من الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة العراقية".

 وأشار إلى أن "حقوق الإنسان لديها تثبيت لكثير من حالات القتل العمد بينها حادثة بلاك ووتر ومقتل الشابة عبير الجنابي ومجزرة اغتيال العائلات في منطقة حديثة".

(بغداد - أ ف ب، أ ب، رويترز)

back to top