تقرير محلي: رمضان... حراك ديني وتسويقي وإعلاني

نشر في 15-08-2010
آخر تحديث 15-08-2010 | 00:01
• «زين»: نداءٌ نرفعه... فيرفعنا

• «الوطنية»: حياكم مهما اختلفت أطباعكم

• «فيفا»: بالإخلاص تزهو يا وطن
يمتاز شهر رمضان في الكويت بحراكه المتنوع، إذ تكثر فيه التبرعات الخيرية والمهرجانات التسويقية وكذلك الإعلانات التلفزيونية والمسلسلات، وما إن ينقضي هذا الشهر الفضيل حتى تعود الأمور إلى طبيعتها المعتادة.

لشهر رمضان في الكويت خصوصية تختلف عن باقي الأشهر، الهجرية منها والميلادية على السواء، فيكثر في هذا الشهر الحراك الديني، وتنشط أعمال جمع التبرعات الخيرية، ورحلات السفر لأداء مناسك العمرة، وتفيض المساجد بالمصلين، فتقل فيها سيئات الإنسان وتكثر حسناته... في هذا الشهر فقط.

وفي رمضان أيضاً، تتسابق الجمعيات التعاونية في مهرجاناتها التسويقية للسلع، فتنخفض الأسعار بنسب كبيرة تصل إلى 80 في المئة، فضلاً عن الجوائز العينية التي تقدم للمساهمين، ويشتد التنافس بين هذه الجمعيات... أيها تقدم أكبر التخفيضات وأفضل السلع، ففي هذا الشهر بإمكان الجمعيات تخفيض الأسعار بنسبة تزيد على الــ50 في المئة ، بينما في باقي الأشهر تزداد الأسعار بنسبة 100 في المئة!

الحراك الفني

ومن الجمعيات التعاونية إلى القنوات الفضائية والحراك الفني، فقد غدت المسلسلات الدرامية وملحقاتها من برامج المسابقات والكوميديا وغيرها جزءاً من هوية رمضان، فطوال السنة يتوقف الفن وكأنه والفنانين في اجازة، حتى يأتي رمضان فتنهمر شلالات المسلسلات، فلا تعرف ماذا تتابع! وتعاد تلك المسلسلات طوال ما تبقى من العام على أمل مشاهدة الجديد في رمضان القادم.

ولأن للمسلسلات الدرامية وغيرها متابعين، تنشط الإعلانات التجارية في رمضان كذلك، فهي إنتاج فني من نوع آخر لا نراه إلا في رمضان، فتتسارع الشركات الكبرى إلى ابراز منتجاتها وخدماتها على الشاشة الفضية، وتقدم خدمات خاصة وميزات مرتبطة بالشهر الفضيل، حتى الشركات المتعثرة ماليا تجد لها حضورا مميزا في إعلاناتها الرمضانية يخالف واقع مركزها المالي!

وتتنافس شركات الاتصالات تحديدا في إعلاناتها التجارية في رمضان، حتى أصبحت منافسة للبرامج الدرامية، وهي إعلانات لها جمهورها الخاص الذي ينتظرها كل عام، بحيث تصبح حديثا للدواوين والمنتديات، كل يبدي وجهة نظره فيها، يمتدحها أو ينتقدها، خاصة أن الإعلانات بدأت تسيطر عليها جوانب أخرى غير الجانب التسويقي للشركة وخدماتها.

«زين» للاتصالات

تحت شعار "نداءٌ نرفعه... فيرفعنا"، كانت إعلانات شركة زين للاتصالات، حيث حملت طابع الروحانية الدينية لشهر رمضان، أذان بصوت القارئ مشاري العفاسي يصاحب الإعلان منذ بدايته وحتى نهايته، ويتخلل الإعلان مشاهد لأفراد يمثلون شخصيات مختلفة مثل الأب والأم والطالب والموظف والطفل، وهم في حالات مختلفة من المشاعر، غضب... فرح... مرض... يتجمعون لاحقا في المسجد لأداء الصلاة.

ويحمل إعلان "زين" رسالة دينية إلى أفراد المجتمع، لتوعيتهم بأهمية ذكر الله في جميع الأوقات مهما كانت الظروف، فذكر الله يصفي القلوب ويزيل الهموم ويزيد الإنسان سعادة، وهو ما وصفته بـ "نداءٌ نرفعه... فيرفعنا". “زين" اتجهت في إعلاناتها الرمضانية في الفترة الأخيرة إلى الطابع الديني، وهو ما يتناسب وروحانية الشهر الفضيل، وتميزت إعلاناتها بالأناشيد الدينية يؤديها القارئ مشاري العفاسي وهو من المقرئين الذين كسبوا جمهورا كبيرا ليس على المستوى المحلي فقط بل العربي والإسلامي كذلك، مما يعتبر إضافة مهمة إلى الإعلانات التي تحمل الطابع الديني.

الوطنية للاتصالات

الوطنية للاتصالات قدمت لنا في رمضان إعلانا غنائيا اجتماعيا، تتحدث فيه عن العلاقة الاجتماعية بين الأسرة في هذا الشهر المبارك، حيث تجتمع الأسرة على اختلاف أفرادها وطباعها حول المائدة الرمضانية وبعدها.

وبطريقة غنائية جميلة، يتحدث أحد الأفراد عن أسرته وهو يصورهم بكاميرته الخاصة منذ بداية "الزوارة" الرمضانية كما نطلق عليها باللهجة الكويتية وحتى نهايتها، ويختتم الإعلان بجملة "حياكم مهما اختلفت أطباعكم".

وأرادت "الوطنية" في إعلانها تسليط الضوء على الجانب الاجتماعي لشهر رمضان، حيث الزيارات العائلية، وهي عادة جميلة تزداد في هذا الشهر الفضيل حيث يتجمع أفراد الأسرة الكبيرة، ويكون التقارب بينهم صورة تفتقد في الأيام العادية، وهي رسالة توعوية بأهمية التواصل الأسري والاجتماعي بين الأفراد.

«فيفا» للاتصالات

“بالإخلاص تزهو يا وطن"... رسالة شركة فيفا للاتصالات لرمضان هذا العام، فبعد النجاح الكبير الذي حققته الشركة العام الماضي في إعلانات عبدالله الرياضية، والتفاعل الذي استطاعت خلقه بينها وبين عملائها، يأتي إعلان "فيفا" لهذه السنة بصورة مغايرة ورسالة جديدة.

في إعلان "فيفا"، يظهر وكيل ضابط محمد بلال وهو منظم حركة السير في شارع دمشق المعروف بازدحامه في فترة الظهيرة، متحدثا بفخر عن دوره في تنظيم عملية السير في هذا الشارع المزدحم ليصل الجميع إلى وجهتهم بسلام، وكيف أن ابتسامة الناس له هي الظلال له في فترة الظهيرة. ويقول محمد في الإعلان: "يحلا المجتمع لما الكل يعطي في مجاله، ماراح أوقف لما تنتهي طاقتي".

"فيفا" خرجت عن المألوف في إعلانها لهذا العام، فبعد أن استهلكت وجوه المشاهير من الفنانين والرياضيين والسياسيين في كثير من الإعلانات التجارية والحملات التسويقية الأخرى، استعانت "فيفا" بشخصيات حقيقية قد لا تكون مشهورة إعلاميا، ولكنها معروفة لدى الكثير من عامة الناس، مثل وكيل ضابط محمد بلال الذي يعرفه معظم مرتادي شارع دمشق وسكان منطقتي قرطبة والسرة.

وبالعودة إلى رسالة "فيفا"، نجد فيها الحث على العمل والإخلاص فيه مهما كانت طبيعته، وهي رسالة تحمل طابعا تحفيزيا جميلا للارتقاء بالوطن.

back to top