ناصر الشجاع!

النائب السابق ناصر الدويلة من النواب الذين نختلف مع نهجهم السياسي قلباً وقالباً ولا يعجبنا ويتوافق معنا طرحه دائماً، فهو مختلف المنهج والتفكير... وناصر في رأيي لا يجيد اللعبة السياسية ولا الكر والفر اللذين يقوم بهما النواب غالباً، لأن السياسة مع الأسف لعبة معقدة تحتاج إلى دهاء وفكر ومكر أيضاً، لكن شريطة أن يكون كل هذا من أجل المصلحة العامة.

المراقب لمسيرة ناصر الدويلة ومسيرة أخيه مبارك سيجد فرقاً كبيراً بينهما في الخبرة والدهاء، وستجد نفسك، حتى وأنت تختلف سياسياً مع مبارك، تحترم دهاءه السياسي، حتى وهو خارج المجلس لأنه رجل سياسة بالفعل ومحنك، ولا يختلف على ذلك اثنان اتفقا أو اختلفا مع مبارك الدويلة.

في هذا المقال سأتحدث عن ناصر الذي كما قلت نختلف معه سياسياً، لكن وكما يقال الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. ناصر الدويلة أطل علينا عبر قناة الوطن» للحديث عن ذكرياته وتجاربه والخبرات التي اكتسبها خلال حياته وأهمها عندما كان ضابطاً في الجيش الكويتي في حوار مشوق مع المحامي خالد العبدالجليل.

ما يجعلني أعجب بناصر الدويلة خلال الحوار هو شجاعته وجرأته من أجل مصلحة الكويت والمخاطر التي خاضها دون رهبة أو خوف، فالشجاعة الآن أصبحت عملة صعبة قلّما يتحلى بها البعض، فناصر يتحدث عن ذكرياته ويعدد الأسماء التي حضرت مواقفه البطولية ما يلغي أي محاولة للتشكيك في صحة ما يقوله.

ناصر الدويلة وقف في وجه الدبابة الأميركية في مرحلة حساسة عندما شعر بأن ذلك من الممكن أن يمثل إهانة لقدرات الجيش الكويتي، وكذلك دخل بين مجموعة من المصريين العاملين في العراق الذين وقفوا على الحدود الكويتية في أثناء تحرير العراق لنزع فتيل أزمة بين هؤلاء المتجمهرين والجيش الكويتي الذي منعهم من عبور الحدود، وكان من الممكن أن يفتكوا به لكنه بحنكة ومهارة كان في خلال دقائق محمولاً على الأعناق بين هؤلاء اللاجئين المصريين.

الاختلاف السياسي في التوجه والأسلوب مع ناصر الدويلة لا يمنعنا من إقرار حقيقة وهي أن هذا الرجل شجاع وجريء ولديه نخوة... لذلك نقول لناصر و»النعم فيك يا بوعلي» يا صاحب السمعة الطيبة.

من المنتظر غدا الخميس استكمال الحلقات التي يقدمها المحامي العبدالجليل مع ناصر الدويلة ولكن لدينا تعقيب وعتب على هذه الحلقات، وهو عتب المحب والأخ لإخوته... لماذا يا خالد تستخدم بعض المصطلحات في أثناء تقديمك للضيف بأسلوب قد تُفهم على أنها عدم تقدير كاف له؟ ولماذا يا ناصر لم تعترض على هكذا أسلوب في طرح الأسئلة؟

البرنامج في الحقيقة مشوق ولكن بعض الأخطاء البسيطة الواردة قد تعكر صفو المشاهدة، فاحرصوا على أن تستكملوا برنامجكم بقوة وتميز، وإعطاء كل ذي حق حقه.