المافيا... دولة المال والدم 13 كولومبيا والمكسيك وكوبا محور الشرّ اللاتيني
بينما تسعى الولايات المتحدة الى فرض سيطرتها على العالم بحجة ما يسمى «الحرب على الإرهاب»، تدور على مقربة منها وعلى الحدود مع دول أميركا اللاتينية حرب كبرى غير معلنة ضد «كارتلات» المخدرات، مصطلح مشتق من كلمة كارتا (Charta) اللاتينية وتعني الميثاق أو الحلف الاحتكاري الذي يتم بين منشآت عدة يظل بعضها مستقلاً على رغم وجود اتفاق يلزمها جميعاً بالعمل على تحديد أو إزالة المنافسة في ما بينها، وهذا ما يحرص عليه أباطرة كارتلات المخدرات الكولومبية والمكسيكية التي تتعاون مع المافيا ليس في أميركا الشمالية فحسب، بل في آسيا وأوروبا لإتمام صفقات المخدرات بأنواعها، والإتجار بالأطفال والنساء والأدوية والأغذية الملوّثة والفاسدة وغيرها من أنشطة كارثية بحجم مالي يتخطى سنوياً مليارات الدولارات، ويتجاوز تأثيرها عمليات الإرهاب التي شهدها العالم مجتمعة.يبدو الفصل بين أنشطة المخدرات والحياة في كولومبيا أمراً غاية في الصعوبة، إذ نجحت المافيات الكولومبية في التسلّل إلى مؤسسات الدولة الحيوية، ليعمل في خدمتها الكثير من الوزراء وقادة الشرطة والسياسيين والبرلمانيين، ما سهّل لها السيطرة على مقاليد الأمور في المناطق التي تُزرع فيها أشجار الكوكا، وهي مناطق جبلية نائية من الصعب الوصول إليها من السلطات الحكومية، حيث تقدِّم هذه المنظّمات الخدمات المختلفة للمواطنين وتشغِّلهم، بالإضافة إلى توفيرها وسائل النقل والاتصالات. وكولومبيا هي رابعة دولة من حيث الحجم بين دول أميركا اللاتينية بعد البرازيل، والأرجنتين، وفنزويلا، وتضم نحو 45 مليون نسمة.
ملك الكوكايين في كولومبيا هو بابلو إسكوبار، إذ تسبّب في انخفاض أسعاره بصورة لم يسبق لها مثيل، ونجح في تهريب عشرات آلاف الأطنان منه إلى الولايات المتحدة ومنها إلى أوروبا بعد أن اشترى جزراً بأكملها في البهاماس كقواعد لاستيراد تلك المادة وتوزيعها سواء جواً أو براً أو في المياه الساحلية، حيث تُنقل بواسطة زوارق بخارية سريعة وتُنقل إلى دول أميركا الشمالية. والغريب أن إسكوبار ساعد الكثير من الكولومبيين فأمن لهم العمل وبنى المساكن والمدارس والمستشفيات والكنائس باعتباره مسيحياً متديّناً لا يجد في ما يقوم به تعارضاً أو غرابة. وقد صنّفته مجلة «فوربس» كسابع أغنى رجل في العالم بمجموع أموال قدره 4 مليارات دولار، ويتردّد أنه أحرق مليوني دولار لتدفئة ابنته والطبخ لها في أثناء اختبائه في الجبال بسبب مطاردة الشرطة له. يُذكر أن الحكومة الكولومبية رفضت عرضاً من إسكوبار لتسديد كامل ديونها الخارجية مقابل عدم مطاردته، فيما أقام تحالفات مع نيكاراجوا وعدد من جزر الكاريبي، ومع الجنرال «نورييجا» في بنما، ومع مجموعة من كبار الضباط في الجيش الكوبي. وبسببه عاشت البلاد منذ عام 1985 في أجواء حرب، إذ سجّل ذلك العام في مدينة مديين وحدها ألف وسبعمائة جريمة قتل، وفي عام 1986 أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة جريمة قتل، أي بمعدل عشرة قتلى يومياً. وفي عام 1990، قضت عصابات مديين الموالية لإسكوبار على ثلاثة مرشّحين للرئاسة في كولومبيا من أصل ستة، ما غيّر وجه السياسة في البلاد. وفي نهاية الأمر، قُتل إسكوبار بدعم من الولايات المتحدة بعد مرحلة موسّعة من التنصت والمتابعة بأحدث الأجهزة، وذلك في عام 1993 فوق سطح أحد المباني في مديين التي احتشدت فيها بعد موته أسر الفقراء الباكين رجلهم، وعائلات رجال الشرطة والجيش الذين راحوا ضحية أوامره. يُذكر أن المدينة نفسها شهدت عام 1994 مقتل لاعب الكرة أندريس إسكوبار عقب عودته من مونديال الولايات المتحدة، والذي سجل خلاله هدفاً في مرماه تسبّب في خروج منتخب بلاده من البطولة، وهذا ما نتج منه خسائر هائلة لمافيا المراهنات التي يقال إنها قضت عليه.يعود تاريخ المخدرات في كولومبيا إلى القرن السادس عشر، حيث كان الهنود الحمر فيها يعتمدون على الزراعة، فاكتشفوا أن مضغ ورق الكوكا يمنحهم طاقات خاصة، ومن هنا بدأت عنايتهم بهذه الشجرة، التي انتشرت في أنحاء قبائل كولومبيا كافة. وفي عام 1985، بدأت حكومة كولومبيا تعي خطر زراعة هذه الشجرة، فاتخذت إجراءات قانونية صارمة للحدّ من نفوذ عصابات المخدرات التي أصبحت تنافس الدولة من حيث قوتها الإعلامية والاقتصادية والعسكرية، وأعلنت حربها على المخدرات، تحت ضغط من الولايات المتحدة التي باتت تخشى كثرة المخدرات والأموال المتدفقة إليها والتي تُسحب من تحت بساط اقتصادها وتهدِّد بنيتها الاجتماعية.ومن أشهر «الكارتلات»: «مدلين» Medellin»، و{كالي» Cali، بالإضافة الى عشرات المنظمات الإجرامية المماثلة لهما في دول أميركا الجنوبية كبوليفيا وبيرو. ولتتمكّن الكارتلات من مواكبة المنظمات الإجرامية الأميركية والإيطالية، سارعت إلى تطوير أسلوب عملها فتبنّت مناهج الإدارة السليمة وراعت مبدأ تخصّص العمل ووزّعت المهام في ما بين أعضائها للسلل الى هياكل السلطة المحلية وتفادي المواجهة المباشرة مع أجهزة تنفيذ القوانين، وقُسِّم العمل فيها كالتالي:1 - الإنتاج الزراعي.2 - الإنتاج الصناعي.3 - عملية التخزين والنقل والتوزيع.4 - المعاملات المالية أو غسيل الأموال وتشغيلها في مشروعات.وتقدَّر أرباح الكارتلات بحوالى 8 مليارات دولار سنوياً، إذ تسيطر على نسبة 70 إلى 80 في المئة من سوق الكوكايين العالمي. المكسيكفي السنوات الأخيرة فحسب، تمكّنت المافيا المكسيكية من السيطرة على سوق المخدرات العالمي، لتصبح المزوّد الأول للولايات المتحدة وحدها بنحو 90 في المئة من احتياجاتها من الماريغوانا ومادة الميتامفيتامين. وتؤدي المكسيك دور المعبر الرئيس للمخدرات القادمة من كولومبيا والبيرو وبوليفيا والمتّجهة إلى دول الشمال، ما يسبّب عدم الاستقرار في وسط أميركا. وقد ارتفعت فيها نسب زراعة الماريغوانا والخشخاش، وإنتاج المخدرات المصنعة كالهيرويين لما تحقّقه من مكاسب فلكية، تسبّبت في تفشّي الفساد داخل أجهزة الدولة الرسمية بما فيها رجال الشرطة والسياسيون، وهذا ما يفسّر عجز الجيش والشرطة عن وضع نهاية لعصابات المخدرات. وتكشف إحصائيات سنة 2009 وحدها، عن مقتل نحو 5 آلاف شخص كضحايا العنف في مجال تجارة المخدرات، من بينهم مئات من رجال الشرطة المكسيكية. وقد شهد العام نفسه مقتل ألبرتو برتران ليفا مع أربعة من رفاقه في غارة شنّتها قوات الأمن على شقة كانوا يقطنونها في كيرنافاكا جنوب مدينة مكسيكو سيتي، وشارك فيها نحو 200 رجل أمن، ذلك بعد العثور على رؤوس ستة من رجال الشرطة بالقرب من كنيسة في الحي نفسه، عليها آثار التعذيب الذي جاء رداً على قتل عشرة من أعضاء عصابة ليفا. وكانت السلطات المكسيكية قد رصدت 2.1 مليون دولار لمن يلقي القبض على ليفا الملقّب بـ{زعيم الزعماء»، وذلك بعد أن تمكّن من إقامة إحدى أقوى وأشرس مافيات المخدرات في المكسيك، وهو أحد أربعة أشقاء انفصلوا عن عصابة «سينالوا» المكسيكية، وانضموا إلى مجموعة إجرامية أخرى تعرف باسم «لوس زيتاس»، وتضم جنوداً سابقين يعملون كمرتزقة يتم استئجارهم لتنفيذ عمليات إجرامية. وقد أدى الصراع بين مجموعتي «سينالوا» و{لوس زيتاس» إلى سقوط أعداد من القتلى وصلت إلى نحو 14 ألفاً ما بين عامي 2006 و2009. بدأ الصراع الحديث في المكسيك في عام 1989، عقب القبض على أمير تجارة الكوكايين فيها ميغيل أنخيل فيلكس غالاردو، ثم مرّ في مرحلة تهدئة في التسعينيات، ليعود ويشتدّ بعد عام 2000. فأرسل الرئيس المكسيكي السابق فنسنت فوكس قوة صغيرة إلى الحدود الأميركية لمحاربة العصابات، غير أنها باءت بالفشل. وفي عام 2005، سقط 110 قتلى في منطقة «نويفو لاريدو» خلال معركة بين «جلف» و{سينالوا» للسيطرة على ولاية «ميتشواكان»، فاكتفت الحكومة بالمراقبة. وبعد يناير (كانون الثاني) 2006 وتولي الرئيس فيليبيه كالديرون السلطة، أمر بإرسال 6500 عنصر من القوات الاتحادية والجيش والشرطة إلى «ميتشواكان»، وقد تزايد هذا العدد إلى 45 ألفاً. وفي حربها على تجار المخدرات، تحظى المكسيك بدعم الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصياً، الذي أمر بتسليمها خمس طائرات هليكوبتر، كذلك قدّمت الإدارة الأميركية في إطار مبادرة «ميريدا» 2008 مساعدات بلغت 400 مليون دولار، وتضمّنت معدات ونظم اتصالات.تواجه الحكومة المكسيكية في 31 ولاية في المكسيك، سبعة كارتلات للمخدرات، والتي أقامت تحالفات في ما بينها، ومن أبرزها: كارتل الخليج (العامل في 13 ولاية)، وحليفه كارتل تيخوانا ( في15 ولاية)، بالإضافة إلى كارتل سينالوا (في 17 ولاية)، وكارتل خواريز (في 21 ولاية)، وكارتل فالنسيا، حيث اجتمع الثلاثة في تحالف يعرف باسم «الاتحاد». لكن اندلعت حرب عصابات بين حلفاء الأمس بسبب حوادث ويتصارع اليوم التحالفان الرئيسان للسيطرة على طرق التهريب الرئيسة، خصوصاً عبر «ريو غراندي» من مدينة «سيوداد خواريز» في ولاية «تشيهواهوا» في شمال المكسيك إلى مدينة «إلباسو» بولاية «تكساس» في جنوب الولايات المتحدة، فيما تسعى الحكومة المكسيكية الى وقف فيضان الكوكايين الذي لم تنجح سدود التعاون في وقفه. كوباتشكّل كوبا، هذه الجزيرة الكبيرة في منطقة الكاريبي، ومنذ عقود، فردوساً مرغوباً من الأغنياء، ما يعني جذبها للأموال، وهو الدرس الذي وعته الكوزانوسترا الأميركية منذ ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته، ونجحت عبر مفاوضات مباشرة مع الرئيس الكوبي الأسبق «باتيستا»، إلى وضع يدها على فندق «ناسيونال» الشهير، حيث تولّت إدارة أحد أكبر أندية اللعب في المنطقة، لتسعى وبطرق ملتوية إلى كسب الأموال وتحويلها إلى الخارج. بالتالي، دخلت العائلات المافيوزية في أميركا في تنافس شديد فتح أسواق كوبا، ونتيجة لما دار من حوار بين المافيوزو النيويوركي «باناناس» والمستشار الكوزانوسترا المالي «مائير لانسكي»، أصبح الأول مديراً لفندق «ناسيونال». وفي هذا الفندق انعقدت قمة للجريمة بقيادة «لاكي لوتشيانو»، أبو مافيا «كوزانوسترا» الروحي في العالم لوضع خطة لمواجهة أوضاع ما بعد الحرب العالمية الثانية. وتردّد أن لوتشيانو قد استخدم في خروجه سراً من إيطاليا غطاءً لرحلته وهو المغني الشاب آنذاك فرانك سيناترا ذا الأصول الإيطالية، وهذا ما كان لاحقاً سبباً في مساندة المافيا له في مشواره الفني. وقد أكّدت أوساط مافيا شيكاغو ونيويورك أن «سيناترا» استُخدم كغطاء لوجود عدد من الشخصيات الكبرى في العاصمة الكوبية الذين قدموا لتكريم المطرب الشاب ظاهرياً، ولحضور القمة المافيوزية واقعياً. وكان لكل مدعو إلى القمة جناح خاص ككبار رجال الأعمال، وكانت ثمة موضوعات عدة على جدول أعمال قمّة هافانا، وإن كانت أهمها محاولة لوتشيانو تثبيت موقعه كأب روحي للكوزا نوسترا في العالمكانت «الكوزانوسترا» منذ بداية الخمسينيات، قد أدركت أن تجارة المخدرات تشكل السوق الأكثر مردوداً في ميدان الجريمة المنظّمة، لذا سيطرت على السوق الأميركي. واتخذت المافيا من جزيرة صقلية نقطة التوزيع لجميع الشبكات. وكانت قد أقامت علاقات وثيقة مع عدد من شركات الصناعات الدوائية ما سمح بتكرير المورفين وتحويله إلى هيرويين كي يتم توصيله إلى الولايات المتحدة في عبوات دواء عبر مجموعات مافيوزية موجودة في ريو أو كاراكاس أو مونتريال أو مرسيليا. وبقيت الشبكة الصقلية هي الأكثر أمنا ونشاطاً، بحيث تستطيع المافيا السيطرة بشكل أفضل على عمليات التهريب أكثر من الولايات المتحدة التي بدأت في اتخاذ إجراءات حازمة ضد تجارة المخدرات، ما أعطى أهمية كبيرة لكوبا القريبة من الولايات المتحدة. ووحدها كوبا تتمتع فيها المافيا بسيطرة مماثلة لتلك التي كانت تتمتع بها في صقلية، بعد أن توصلت الكوزانوسترا إلى خلق شبكة جديدة فيها لتجارة الكوكايين بالتواطؤ مع باتيستا. آنذاك، مثّلت الثورة الكوبية تهديداً حقيقياً لمصالح المافيات، وأصبحت مسألة إعادة تنظيم تجارة المخدرات أمراً جوهرياً تطلّب الدعوة إلى عقد «قمة باليرمو» التي قررت أن تصبح جزيرة صقلية هي مركز التوزيع لتجارة المخدرات بدلاً من كوبا. وقد جاء ذلك بعد عودة لوتشيانو إلى موطنه الأصلي إيطاليا، بعد منعه من الإقامة في الولايات المتحدة وطرده من كوبا من باتيستا تحت الضغوط الأميركية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1957، وفي شارع روما في باليرمو، عُقدت قمة استثنائية بحضور قيادات المافيا في ضفتي الأطلسي من أميركا وصقلية الإيطالية لاقتسام مناطق النفوذ في العالم في ما يتعلق بعالم الجريمة المنظمة عموماً، وتجارة المخدرات خصوصاً. وكان الرهان كبيراً، فقبل عام كان نظام باتيستا في كوبا يترنّح فيما لاح إمكان انتصار فيدل كاسترو، ما كان يعني حرمان المافيا ليس فحسب من الهيمنة على إدارة الكازينوهات المربحة جداً، ولكن من كوبا المتساهلة بزعامة باتيستا الذي ربطته علاقات صداقة برجال الكوزانوسترا، وفي مقدّمهم مائير لانسكي، اليهودي والمسؤول المالي في المنظّمة. وقد سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ منذ ثورة كاسترو، وبالتالي كان لا بد من اتخاذ إجراءات ملحّة لإعادة تنظيم سوق المخدّرات الدولي الذي تحكمه الكوزا نوسترا. في عام 1962، تُوفي لوتشيانو في مطار نابولي، فيما كان ينتظر الكاتب السينمائي مارتن جوش المهتمّ بكتابة فيلم عن حياته، فتأجّجت بعدها الصراعات وعرفت نيويورك موجة من العنف لم يسبق لها مثيل بسبب سوق المخدرات. وقد قاد كارلو جامبينو وهو آخر عرّابي المافيا الكبار، المنظّمة مع بداية فترة رئاسة جون كيندي الذي كان شديد الحساسية حيال المافيا، ربما لتلك العلاقات الغامضة التي جمعت بين والده جوزيف كيندي ورجل المافيا سام جيانكانا. ولم يساند هذا الأخير السي. آي. ايه في مساعدة أنظمة ديكتاتورية في أميركا اللاتينية فحسب، لكن أيضاً في محاولة اغتيال كاسترو، وتدريب المتطوعين الكوبيين، الذين شاركوا في ما بعد بعملية الإنزال البحري الفاشلة في خليج الخنازير في كوبا عام 1962، ما يؤكد أن المخابرات الأميركية قبلت التعاون مع أفراد الكوزانوسترا، المطلوبين من أجهزة الشرطة والقضاء. يشير أرشيف السي. آي. إيه الى أن جوني روسيلي، رجل آل كابوني في هوليوود، هو الذي قام بدور الوسيط مع الأجهزة السرية الأميركية لتحضير عملية اغتيال كاسترو، وقد ظلّ الأخير دوماً العدو رقم واحد للمافيا والولايات المتحدة الأميركية التي لم تستطع إقصاءه عن رئاسة البلاد حتى فعلها بنفسه، ولكنه ما زال لشعبه المنقذ الأمين الذي حافظ على بلاده من السقوط. هكذا، وعلى رغم الجهود الرسمية المبذولة من كندا والولايات المتحدة الأميركية في الشمال لإحكام السيطرة على مافيات الفساد في الجنوب مثل إنشاء منتدى الجريمة عبر الحدود في عام 1997م، واعتماد آلية لتعزيز التعاون الاستخباراتي للقضاء على هذه العصابات، والتعاون بين الولايات المتحدة وحوالي 25 دولة من منطقة الكاريبي وأميركا الجنوبية للقبض على آلاف من رجال العصابات وتجار المخدرات ومصادرة كميات مهولة من المخدرات، إلا أن ثمة علاقات سرية خفية تؤكد أن الشر والفساد ليسا لصيقين بدول أميركا الجنوبية فحسب كما تحاول الإدارة الأميركية تصوير الأمر، وإنما ثمة أسماء لامعة في الشمال والجنوب تسعى الى فرض سيطرتها.