مرضى السكري... ماذا يأكلون؟

نشر في 12-08-2010 | 00:00
آخر تحديث 12-08-2010 | 00:00
قبل اكتشاف العلاج بالأنسولين لمرض السكري عام 1921، كان تنظيم الغذاء هو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام مريض السكري، حتى بعد اكتشاف الأنسولين والحبوب المخفضة للسكّر يبقى للغذاء الدور الرئيس في السيطرة على مستوى السكّر في الدّم.

مواصفات عامة للتغذية

بعد دراسة العلاقة بين الصحة ونظم التغذية، قدمت هيئة الزراعة الأميركية وهيئة الصحة وخدمات الإنسان في أواخر عام 1990 مواصفات مثالية للغذاء من شأنها الحفاظ على صحة الجسم وحيويته، وهي مناسبة كذلك لمرضى السكري ولا تختلف كثيراً عن مواصفات النظام الغذائي الذي حددته منظمات السكري والتغذية الأميركية. تشمل هذه المواصفات ما يلي:

- تناول نوعيات متنوعة من المجاميع المختلفة من الطعام.

- اختيار الغذاء الغني بالخضروات والفواكه والحبوب.

- اختيار الغذاء قليل الدهون (الدهون المشبعة والكولسترول).

- تناول السكّر بكميات قليلة.

- تناول الملح والصوديوم بكميات قليلة.

- الاحتفاظ بالوزن المثالي.

للتخطيط الغذائي السليم، عموماً، يجب احتساب السعرات الحرارية كونها مقياس الطاقة أو الحرارة الموجودة في الغذاء، والوقود الذي يمكّن الجسم من القيام بوظائفه الحيوية الداخلية وأنشطته البدنية المختلفة.

يحصل الجسم على هذه الطاقة من المواد الغذائية الرئيسة المنتجة للطاقة، وهي الكربوهيدرات والدهون والبروتين، إذ ينتج الغرام من الكربوهيدرات أربع سعرات حرارية، الغرام من البروتين خمس سعرات حرارية، بينما ينتج الغرام من الدهون تسع سعرات حرارية، علماً أن الغرام يعادل ربع ملعقة صغيرة.

إذا تعدّت الطاقة أو السعرات الحرارية الناتجة عن الغذاء حاجة الجسم فإنها تخزَّن على هيئة دهون في النسيج الدهني تحت الجلد إلى حين الحاجة إليها. وإذا لم تُستخدم واستمر تخزين الفائض من الطعام على شكل دهون ينتج عن ذلك زيادة الوزن. أما إذا كانت الطاقة (الغذاء) أقل من حاجة الجسم يستخدم هذا الأخير الدهون المخزنة في النسيج الدهني تحت الجلد للحصول على الطاقة الكافية فينخفض وزن الجسم.

تحديد عدد السعرات

لتحديد عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم يجب معرفة الوزن المثالي للجسم، ويتمّ ذلك كالتالي:

• إذا كان هيكل الجسم كبيراً فالوزن المثالي = الطول بالسنتيمتر- 100.

• إذا كان هيكل الجسم متوسطاً فالوزن المثالي = الطول بالسنتيمتر- 105.

• إذا كان هيكل الجسم صغيراً فالوزن المثالي = الطول بالسنتيمتر- 108.

وبناء على الوزن المثالي حسب حجم الجسم ومعدل نشاط الفرد يمكن تحديد مقدار السعرات الحرارية اللازمة على النحو التالي:

- السعرات الحرارية لرجل نشيط جداً = 20 سعراً حرارياً × الوزن المثالي.

- السعرات الحرارية لرجل متوسط النشاط أو امرأة نشطة جداً = 15 سعراً حرارياً × الوزن المثالي.

- السعرات الحرارية لرجل قليل النشاط أو امرأة متوسطة النشاط والأشخاص فوق سن 55 سنة = 13 سعراً حرارياً × الوزن المثالي.

- السعرات الحرارية لامرأة قليلة النشاط وكذلك الأشخاص البدينين = 10 سعرات حرارية × الوزن المثالي.

الاهتمام بضبط السعرات الحرارية الناتجة عن الغذاء بما يناسب حاجة الجسم للاحتفاظ بوزن مثالي إحدى أهم النصائح الغذائية لمريض السكري، إضافة إلى ضرورة التقليل من وزنه عن الوزن المثالي بمقدار 10%.

نظام الحصول على السعرات

وفقا للنظام الحديث لتغذية مرضى السكري يجب الحصول على السعرات الحرارية (الطاقة) من العناصر الغذائية بالمعدل التالي:

- الكربوهيدرات بين 60 – 65 % من إجمالي السعرات الحرارية.

- البروتينات بين 20 – 25 % من إجمالي السعرات الحرارية.

- الدهون بين 10 – 15 % من إجمالي السعرات الحرارية.

تلاحظ زيادة نسبة الكربوهيدرات عن النظام الغذائي القديم لمرضى السكري بين 30 – 40 % من إجمالي السعرات الحرارية.

مثال لتوزيع السعرات

إذا كان مريض السكري يحتاج 1500 سعر حراري يومياً فيمكن توزيعها كالتالي:

- 60 % كربوهيدرات = 900 سعراً حرارياً.

- 25 % بروتينات = 375 سعراً حرارياً.

- 15 % دهون = 225 سعراً حرارياً.

ماذا تأكل من الكربوهيدرات 

تشمل الكربوهيدرات السكّريات والنشويات التي تتحول إلى أبسط صورة من صور السكريات، أي الغلوكوز الذي يرفع مستوى السكر في الدم.

إذا كنا ننصح مريض السكري بتناول بين 60 و65 % من إجمالي السعرات الحرارية من الكربوهيدرات، فيجب أن تكون هذه الكمية في غالبيتها من الكربوهيدرات المعقدة, وهي النشويات الغنية بالألياف، يقصد بها الأطعمة النباتية النشوية المحتفظة بقشورها، ذلك أن الكربوهيدرات المعقدة تحتاج إلى وقت لتحليلها إلى سكّريات بسيطة (غلوكوز)، أي أنها تمتاز ببطء الهضم والامتصاص والسكّريات البسيطة الناتجة عن تحللها تمتص إلى تيار الدم بشكل تدريجي بطيء، بالتالي لا تمثل خطورة على مريض السكري لاحتوائها على نسبة مرتفعة من الألياف التي تمتصّ الماء من الأمعاء الرفيعة، ما يبطئ من امتصاص السكريات إلى تيار الدم.

من هنا إن تناول البطاطس بقشرها مثلاً يجعلها أكثر أماناً لمريض السكّري لاحتواء القشرة على نسبة مرتفعة من الألياف، بينما إذا تناولها من دون قشرها سيتعرض المريض لارتفاع سريع نسبياً بمستوى السكر في الدمّ، لذلك ننصح بتناول القمح بقشرته كالخبز الأسمر، أفضل من القمح من دون قشرة كالخبز الأبيض والدقيق الأبيض.

عموماً الحبوب غير منزوعة القشرة أفضل مصدر للنشويات الغنية بالألياف مثل: الترمس، الحمص، الحلبة، الفول، العدس، الفاصوليا، اللوبيا، الذرة، القمح.

السكريات والحلويات 

يجب الإقلال قدر الإمكان من السكّريات مثل السكّر الأبيض والحلويات والمربى وغيرها، لأنها تمتصّ سريعاً إلى تيار الدم فيحدث ارتفاع شديد مفاجئ في مستوى السكر في الدم ما يعرّض المصاب للخطر.

يجب أن نعرف أنه، على رغم استمتاعنا بتناول الحلويات والسكّريات، إلا أنها لا تحمل أي قيمة غذائية لخلوّها من الفيتامينات والمعادن والألياف وتقتصر فائدتها على إعطاء الجسم الطاقة.

عموماً يجب ألا يزيد تناول مريض السكري للسكر الأبيض عن 5% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية, بما يعادل حوالي أربعة قوالب سكّر أبيض يومياً. لمقاومة تأثير السكّر أو الحلويات على مستوى السكر في الدم تؤخذ السكريات ضمن وجبات الطعام لأن ذلك يقلل من امتصاصها.

الألياف الغذائية وفوائدها 

الألياف هي المخلفات الغذائية من الأطعمة النباتية التي لا تهضم ولها فوائد عدة من بينها:

- تقي من ارتفاع السكّر في الدم.

- تقاوم حدوث الإمساك.

- تساعد على إنقاص الوزن.

- تحمي من الإصابة بسرطان الأمعاء الدقيقة.

تتوافر الألياف في الحبوب غير منزوعة القشرة والخضروات والفواكه مثل: السبانخ، الخرشوف، القرنبيط، الجزر، الكرنب، البطاطس، الخوخ، التين، المشمش، التفاح.

ننصح مريض السكّري بتناول الألياف بوفرة ضمن غذائه اليومي، وزيادتها تدريجاً في الوجبات والإكثار من شرب الماء.

الدهون

تعتبر مصدراً مركّزاً للطاقة حيث تعطي ضعف ما يعطيه الكربوهيدرات أو البروتين. تأتي الدهون المشبعة في معظمها من المصادر الحيوانية كالزبدة والسمن البلدي. ننصح بتجنبها لاحتوائها على الكولستيرول، وتناول الدهون ذات المصدر النباتي باعتدال مثل زيت الذرة وعباد الشمس وزيت الزيتون، لعدم احتوائها على الكولسترول.

البروتينات

يحتاج الجسم إلى البروتينات كمصدر للطاقة وهو ضروري لاستمرار النمو وإعادة تكوين التالف من الأنسجة. نظراً إلى معاناة مريض السكري من خلل في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات يزيد اعتماد الجسم على البروتينات كمصدر للطاقة.

تؤدي زيادة استهلاك البروتينات إلى زيادة إفراز النيتروجين في البول. للوقاية من التوازن السلبي للنيتروجين وتجنّب فقده مع البول، ننصح بتناول كميات كافية من البروتينات، إذا كان ذلك لا يضرّ بالكليتين (لا زلال مع البول)، من مصادر نباتية كاللوبياء والفاصوليا والعدس والفول، والابتعاد عن المصادر الحيوانية مثل اللحوم الحمراء والبيض والقشدة والحليب ومنتجاته الكاملة الدسم.

[email protected]

back to top