الأطفال والسمنة... تأثيرات صحيَّة ونفسيَّة

نشر في 17-03-2011 | 00:00
آخر تحديث 17-03-2011 | 00:00
السمنة إحدى المشاكل الصحية الرئيسة التي تشغل اهتمام مؤسسات الصحة العالمية والإقليمية والمحلية في الوقت الحالي، وينبه الخبراء والأطباء والمسؤولون إلى أنها في تزايد وانتشار سريعين، إذ أصبح ثمة وباء عالمي يطلق عليه وباء السمنة.

لا تقتصر السمنة على الكبار إنما تصيب الأطفال بمعدلات متزايدة ومزعجة في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء. وتعتبر سمنة الأطفال مشكلة خطيرة لأنها مرتبطة بمشاكل صحية وأمراض معقدة صعبة.

يصل معدّل إصابة الأطفال بالسمنة في الكويت إلى 40% وهو في ازدياد مستمرّ، وبنظرة سريعة إلى أي مدرسة أو مجمّع أو منتزه نرى أن أطفالنا ازدادت أحجامهم ومقاسات ملابسهم وقلّت حركتهم.

تعريفها

تعرف السمنة بأنها زيادة في مجموع نسبة الدهون الكلية التي تتكون نتيجة الفائض من الطعام المتناول وتخزّن في النسيج الدهني تحت الجلد، ما يؤدي إلى زيادة الوزن.

ويعتبر مؤشر كتلة الجسم

Body Mass Index (BMI)

أفضل الطرق لاحتساب نسبة الدهون في الجسم على أساس الطول والوزن، ويحتسب مؤشر كتلة الجسم بقسمة وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع طول الجسم بالمتر، ثم تقارن النتيجة بالجداول البيانية الخاصة بالعمر ونوع الجنس.

تصنّف منظمة الصحة العالمية الشخص زائد الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 25، السمين إذا كان المؤشر 30 وأكثر، ينطبق ذلك على الكبار والصغار.

كيف يزداد الوزن؟

تبدأ الخلايا الدهنية بزيادة عددها بعد السنة الأولى وحتى البلوغ. بعد البلوغ تزداد الخلايا الدهنية في الحجم لا العدد، إذ ثمة علاقة بين الخلايا الدهنية وزيادة الوزن، فعلى غرار أي نوع من الخلايا، تزداد الخلايا الدهنية وتنمو في مراحل النمو المختلفة وتتأثر بصورة مباشرة بنوع التغذية في الطفولة وطريقتها، لذلك يتعرّض الأطفال، الذين يحتوي غذاؤهم على كميات من السكريات، للسمنة أكثر من غيرهم عندما يصلون إلى مرحلة البلوغ، السبب في ذلك أنه كلما زادت السكّريات التي يتناولها الأطفال الرضع يحولها الكبد إلى دهون ثلاثية تخزّن فيها كميات من الدهون، بالتالي يزيد عدد الخلايا الدهنية لتخزين الدهون.

تكمن المشكلة في أن عدد الخلايا الدهنية لا ينقص أثناء الحمية أو حتى ممارسة الرياضة، لذلك يعاني هؤلاء الأطفال من سهولة اكتسابهم الوزن وإصابتهم بالسمنة. من المهم العناية بتغذيتهم والحرص على عدم زيادة وزنهم كي لا يزيد عدد الخلايا الدهنية.

كذلك تكمن المشكلة في أن الأهل لا يلاحظون إصابة أطفالهم بالسمنة إذا كانت الزيادة في حدود 10% أو حتى 20% وقد يلاحظونها ولكن يتجاهلونها، وبعد مرور ست سنوات على الأقل تبدأ ملاحظتهم واهتمامهم بالمشكلة، لكن تكون النسبة قد وصلت إلى 40% أو 50%.

تؤكد الدراسات أن الطفل المصاب بالسمنة يعاني منها في سن البلوغ أيضاً بنسبة ثلاثة أضعاف أكثر من الطفل غير السمين، والطفل الذي يعاني أهله من السمنة هو أكثر عرضة من غيره للإصابة بها. فإذا كان الأهل يعانون من السمنة تصل فرصة إصابة أبنائهم بها الى 80% أما إذا كان أحد الوالدين يعاني منها، فتنخفض فرصة إصابة الأبناء بها إلى 40% وإذا كان الوالدان يتمتعان بالرشاقة ولا يعاني أي منهما من السمنة فتنخفض النسبة إلى 7%.

أسبابها

- تداخلات الاستعداد الوراثي والسلوكيات الغذائية.

- الرضاعة الصناعية بدلاً من الرضاعة الطبيعية.

- الفطام المبكر وإدخال الأطعمة الصلبة إلى غذاء الطفل.

- اختلال التوازن بين الطاقة المتناولة والطاقة المبذولة.

- إهمال وجبة الإفطار.

- تناول الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية.

- الإكثار من تناول الوجبات السريعة.

- تناول الحلويات والسكّريات والشوكولا ورقائق البطاطا بين الوجبات.

- الإكثار من الأطعمة المقلية والمعجنات.

- الإكثار من المشروبات الغازية والعصائر المحلاة كالفيمتو والتانغ.

- فقدان اهتمام الوالدين وحنانهما.

- الإحساس بالفشل.

- مشاكل نفسية.

- الإدمان على الألعاب الإلكترونية ومشاهدة التلفاز.

- قلة الحركة والنشاط البدني.

- الإصابة بالأمراض والرقود فترة طويلة في الفراش أو الإصابة بكسور والتهابات.

قلة النوم

تسبب قلة النوم زيادة في الوزن لأن الأطفال المصابين بالسمنة تقلّ معدلات نومهم عن الأطفال أصحاب الوزن المعتدل بمدة تصل إلى حوالى 30 دقيقة يومياً.

ثبت علمياً أن هرمون النمو الذي ينتجه الجسم ليلاً، أثناء النوم، هو العامل الطبيعي الذي يقوم بعملية التنحيف، إذ يفقد الجسم، خلال النوم، جزءاً من الدهون، وهذه قدرة ذاتية في أجسامنا تعمل بصورة مبرمجة أثناء النوم.

ينشّط هرمون النمو عملية التحوّل الغذائي المهمة لتحرق جزيئات الدهون الثلاثية الموجودة في البطن والفخذين والآليتين. ويعتبر هرمون النمو هرمون الجهد لأنه وحده قادر على فتح الخلايا الدهنية في الجسم. لا يفقد الأشخاص المفرطون في السمنة أوزانهم أثناء فترة النوم لأن الغدة النخامية لديهم لا تنتج كميات كافية من هرمون النمو.

مشاكل ترافق سمنة الأطفال

تمثل السمنة مشكلة خطيرة بالنسبة إلى الأطفال لأنها مرتبطة بمشاكل وأمراض صحية ونفسية واجتماعية، من بينها:

- حدوث تشوهات قوامية في العمود الفقري وسقوط قوس القدم وتلاصق الفخذين واصطكاك الركبتين واعوجاج الساقين.

- مشاكل في الجهاز الحركي والعظمي والمفصلي كالضعف والهشاشة والتقوّس والخشونة وفقدان المرونة.

- مشاكل في الجهاز التنفسي كصعوبة التنفس والربو وتوقف التنفس أثناء النوم.

- أمراض الكبد.

- أمراض القلب وانسداد الشرايين والأوعية الدموية.

- ارتفاع ضغط الدم.

- ارتفاع الكولسترول.

- داء السكّري.

- داء النقرس.

- بعض أمراض السرطان مثل سرطان بطانة الرحم والقولون والثدي.

- بلوغ مبكر.

- ضعف الثقة بالنفس والإحباط.

- كآبة.

- عدم القدرة على تكوين علاقات وصداقات.

تأثير السمنة على التحصيل الدراسي

تؤثر السمنة على مستوى التحصيل الدراسي بصورة سلبية، فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال المصابين بالسمنة أقل قدرة على التركيز والتحصيل الدراسي والمشاركة في الأنشطة المدرسية المختلفة من أقرانهم الذين يتمتعون بأوزان طبيعية.

• قواعد يجب مراعاتها لمساعدة الطفل السمين على التخلص من السمنة

- الرضاعة الطبيعية للطفل وعدم فطامه مبكراً وتأخير إعطائه الأطعمة الصلبة.

- عدم إخضاعه لبرنامج غذائي لإنقاص الوزن (ريجيم) لأن الطفل ما زال في طور النمو.

- تعليمه العادات الغذائية السليمة وإعطاؤه معلومات وممارسات غذائية صحيحة كي يعرف ماذا يأكل ومتى يأكل والكمية التي يأكلها.

- تعويده على شرب عصائر طازجة بين الوجبات بدلاً من تناول البسكويت والشوكولا ورقائق البطاطا.

- تشجيعه على شرب الماء بدلاً من المياه الغازية والعصائر المحلاة.

- تنظيم طعامه بقطع الدهون والابتعاد عن الحليب ومنتجاته الكاملة الدسم واستبدالها بأخرى قليلة الدسم.

- توفير نظام غذائي يحتوي على الألياف والكالسيوم والبروتين والإكثار من الفواكه والخضار.

- البدء بتناول السلطة الخضراء لملء البطن قبل تناول الطعام.

- تقليل السكريات والمقليات.

- تناول الخبز الأسمر وخبز القمح الكامل واللحوم القليلة الدسم.

- تجنب الإفراط في الوجبة الواحدة وزيادة عدد الوجبات من ثلاث إلى خمس مع تقليل كمية الطعام في الوجبة الواحدة.

- استخدام أطباق صغيرة خلال تناول الطعام.

- تناول الطعام ببطء وعدم وضع كمية كبيرة في الفم والمضغ الجيد قبل البلع.

- عدم توفير الحلويات والسكريات ورقائق البطاطا والشوكولا بشكل دائم في المنزل.

- الإقلال من تناول الوجبات السريعة.

- عدم مكافأة الطفل بالطعام وعدم عقابه بالحرمان من الطعام.

- عدم السماح له بمشاهدة التلفاز وممارسة الألعاب الإلكترونية أكثر من ساعتين يومياً.

- تشجيعه على تكوين صداقات والمشاركة في الحياة الاجتماعية.

- تشجيعه على المشي بدلاً من ركوب الدراجة.

- تشجيعه على القيام بأعمال تحتاج إلى مجهود بدني.

ممارسة الرياضة

يجب تشجيع الطفل على ممارسة أنشطة رياضية محببة إليه يومياً لمدة تتراوح من 30 إلى 60 دقيقة. إذ يجمع العلماء والأطباء والباحثون على أهمية ممارسة الأنشطة البدنية المختلفة للحفاظ على الصحة والتمتع بقوام عضلي قوي متناسق والتخلص من السمنة والدهون في آن. ففي أثناء ممارسة النشاط الرياضي، تحرق خلايا العضلات المختلفة أكبر كمية من الدهون.

المشي والسباحة من بين أسهل الرياضات وأفضلها ويناسبان الأعمار كافة والظروف كلها.

عموماً، ننصح بممارسة الرياضة يومياً مع الأسرة والأصدقاء لتصبح عادة جماعية تساعد على التواصل وبناء علاقات سليمة واكتساب الصحة والرشاقة والتخلص من الوزن الزائد والدهون المتراكمة.

[email protected]

back to top