عيني على الكويت

نشر في 08-04-2011
آخر تحديث 08-04-2011 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي «عيني على الكويت» مما قد تؤول إليه الأحداث من تفرقة واصطفاف طائفي بات حديث الشارع، فالشرارة قد يطلقها خبيث، ليتلقفها الجاهل، فإن لم يوقفها العاقل في مهدها، فإنها ستصيب في مقتل... ومع هذا ستبقى الكويت في عيني كما هي في أعينكم. سنون عجاف مرت على العمل السياسي جراء تشويه منظم للديمقراطية قادته مجموعة متنوعة تضاربت أو تضادت مصالحها، لبست عباءة «الإصلاح» المزيفة، وحملت الشعارات الجميلة لكي تمرر أجندات الفساد بكل أشكاله حتى وصلت الحال بالمواطن إلى الترحم على أيام زمان، وكأن عقارب الزمن تمشي إلى الخلف أما المستقبل فمجهول أو أسود الهوية ولا مكان له.

هذا المستقبل المجهول بدأ من حلقته الأولى، وهو الناخب الذي اختار مرشحه بكل حرية... ولأحترم عقولكم فلنفترض أن المواطن لم يشارك في الفرعيات القبلية والحزبية والطائفية، ولم يكرر الاقتراع للأشخاص أنفسهم أكثر من مرة لتراه بعد ذلك يرفع راية الإصلاح، وهو يعلم مسبقا طبيعة من اختارهم عن طيب خاطر متنصلاً مما اقترف من سوء اختيار للمؤسسة التشريعية... فبعد هذا هل يتساءل عن سبب الفساد؟!

الحلقة الثانية بطلها النائب، حيث تبدأ من الجلسة الأولى «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق»... ليدخل دوامة الإغراء المادي الذي يسيل له اللعاب، فمن حافٍ يصبح ملآن، إلا من رحم ربي، «سنة أولى حب»... فكما قيل لكل قاعدة شواذ، أعتذر مرة أخرى عن ضرب هذا المثل لأن المفترض ألا يضرب في الجموع، لكنه المستقبل الأسود والفساد المنظم.

كنت مقرراً أن أترك مشهد النائب ليقيني بمعرفتكم لبواطن الأمور، لكن قضية توزيع المناصب من الصعوبة تسجيلها ضد مجهول، فـ»كوتا» المناصب لا يمكن إنكارها، حيث نرى المناصب القيادية- من وكلاء ووزراء- يستحوذ عليها نوابنا الأفاضل ويكون لهم نصيب الأسد فيها، وباستعراض الأسماء تنكشف خيوط المصالح وإضاعة الحقوق، لتترك الكفاءات «تتحلطم» على أسوار الواسطة... فهل عرفنا بعد ذلك لماذا المستقبل أسود؟

الحلقة الأخرى، هي حكومتنا العزيزة التي لم تنجح حتى في الخطوط العريضة للإصلاح؛ فلا خطة واضحة، ولا قرار تستمر عليه، فالتراجع سمة كل الحكومات المتعاقبة، فهي تصرح ولا تعمل، تقرر المواجهة لكن في كل مرة تنحني وتستقيل على خلفية الصوت العالي... فهل عرفنا بعد ذلك، لماذا المستقبل أسود؟

المعارضة بكل أنواعها نيابية كانت أم شعبية جزء أساس من الحراك السياسي، بل ضرورة لتمكين الديمقراطية من الوصول إلى أفضل صورها، فالعالم يتغير من حولنا بسرعة كبيرة، فلم يعد دور المواطن التفرج على الحدث بل المشاركة الفعلية فيه، لكننا في الكويت انجررنا كثيرا وراء الأحداث العربية وبالتحديد ما دار في مملكة البحرين، حيث غاب صوت العقل ليظهر صوت لم نعتد سماعه صاخباً مؤذياً للحمة الوطنية.

«عيني على الكويت» مما قد تؤول إليه الأحداث من تفرقة واصطفاف طائفي بات حديث الشارع، فالشرارة قد يطلقها خبيث، ليتلقفها الجاهل، فإن لم يوقفها العاقل في مهدها، فإنها ستصيب في مقتل... ومع هذا ستبقى الكويت في عيني كما هي في أعينكم.

ودمتم سالمين.

back to top