تألق سوسن بدر وغياب روبي يطغيان على العرض الأول لـ «الشوق»

نشر في 07-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 07-12-2010 | 00:01
الفيلم العربي الوحيد ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي
طغى تألق الممثلة المصرية سوسن بدر وغياب روبي على كواليس العرض الأول للفيلم المصري «الشوق»، خلال عرضه ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي.

عرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أمس الأول فيلم "الشوق" للمخرج خالد الحجر الذي يُعدّ الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي التي تضم 16 فيلما.

وحضر العرض عدد كبير من الصحافيين والنقاد، إضافة إلى منتج الفيلم اللبناني محمد ياسين ومؤلفه وأحد أبطاله سيد رجب، مع باقي الأبطال سوسن بدر ومحمد رمضان ودعاء طعيمة وميريهان شقيقة الفنانة روبي التي غابت عن العرض ومثلها الممثل أحمد عزمي.

وكشف المخرج خالد الحجر عن سرّ غياب بطلة الفيلم روبي، قائلا إنها تعرضت مؤخرا لوعكة صحية الزمتها الفراش حاليا، مما منعها من حضور العرض الذي كانت حريصة على حضوره منذ تحدد موعده على حد قوله.

وتمتد أحداث الفيلم على مدار 130 دقيقة تم تصوير معظمها في منطقة "اللبان" الشعبية في مدينة الإسكندرية، وتدور الأحداث حول عائلة مكونة من أب وأم وفتاتين وطفل يعيشون في حارة فقيرة، ليكشف الكثير من مساوئ الفقر الذي يؤدي إلى تدمير الأسرة بالكامل، بدءا من موت الطفل بسبب عدم القدرة على علاجه، ثم تحول الأم إلى متسولة قبل أن تتحول الفتاتان إلى بائعتي هوى.

ويقدم الفيلم صورة بانورامية لمجموعة من العائلات الفقيرة التي يتسبب الفقر في تفتتها جميعا، بينما تُعد العائلة الرئيسية نموذجا للمصير المظلم الذي يواجهه الملايين من المصريين، في ظل غياب أو عدم تطبيق أنظمة اجتماعية بينها التأمين الصحي ودعم البطالة والتعليم الإلزامي.

واستهجن عدد كبير ممن حضروا الفيلم "السوداوية" الزائدة التي يطرحها دون أن يقدم بارقة أمل، بينما عبروا في ندوة أعقبت العرض عن مدى إعجابهم بالسيناريو المتقن والتصوير الواقعي للأحداث ولحياة البسطاء في المناطق الشعبية، لكن الثناء الأكبر نالته شخصية "الأم" التي قدمتها الفنانة سوسن بدر.

وقال المخرج خالد الحجر في الندوة إن الفيلم بدأ كفكرة قبل ثلاث سنوات، وقوبل بمعوقات إنتاجية كبيرة، لأنه قصة سينمائية صعبة، حتى تحمس له المنتج محمد ياسين ليخرج إلى النور أخيرا، ويمثل مصر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيرا إلى أن الفيلم مرشح للعرض في عدد كبير من المهرجانات الدولية.

وفي رد على سؤال عن طول مدة الفيلم، قال المخرج إن أحداث أي فيلم تفرض نفسها "هناك أفلام تقتصر مدة عرضها على 90 دقيقة، وأفلام تحتاج إلى أكثر من ذلك، وفيلمي الأخير (قبلات مسروقة) مدته 120 دقيقة، وهناك أفلام عالمية تجاوزت مدتها 170 دقيقة، ولم يفسد ذلك على الجمهور متعة المشاهدة، ولم يمنعها من أن تكون أفلاما تجارية ناجحة".

وأضاف أنه قدم سابقا أفلاما مدتها أقل وفيها الكثير من الأحداث السريعة والمتلاحقة، لكن طبيعة الفيلم هذه المرة تفرض نفسها على الإيقاع السينمائي، مشيرا إلى أنه كان يقصد تطويل بعض الأحداث، لأنها مؤثرة بقوة في ما بعدها من تفاصيل، خاصة مشاهد مرض الطفل التي أدت إلى الوفاة ومشاهد تسوّل الأم التي كانت سببا في غيابها عن المنزل، وبالتالي سقوط الفتاتين في براثن الدعارة.

وعن الشبه بين دورها في الفيلم ودورها في مسلسل "الرحايا" قالت الفنانة سوسن بدر إن الدورين مختلفان تماما، حيث إن الشخصية في المسلسل صعيدية وفي الفيلم إسكندرانية وبينهما الكثير من الاختلاف في الملابس والملامح وأسلوب الكلام والحركة، لكن ربما تتفقان في أنهما تدوران حول سيدة قوية مسيطرة على من حولها حتى أنها تلقى في كلا العملين نهاية تناسب الشر الكامن داخلها. وفي ما يخص تعمده إظهار الشخصية الذكورية الضعيفة في الفيلم قال مؤلفه سيد رجب إنه كان يدرك جيدا خلال الكتابة فكرة أنه يقدم فيلما لجمهور يعيش في مجتمع ذكوري ويرفض إظهار قوة الشخصية النسائية، لكن الواقع أيضا يؤكد تسلط المرأة وتجبرها في المجتمعات الفقيرة، خاصة لو كانت تملك مصدرا للكسب كما هو حال الأم في فيلم "الشوق".

وأضاف رجب أنه لم يقدم كل الشخصيات الرجالية منكسرة بدليل قدرة الشابين محمد رمضان وأحمد عزمي على رفض الانكسار والخضوع لسطوة النساء، حيث قرر الأول منذ البداية مغادرة الحارة والبحث عن مستقبل أفضل، بينما رفض الثاني إهانة أم حبيبته له، وقرر أن يهجرها نهائيا حفاظا على كرامته.

(القاهرة - د ب أ)

back to top