عبدالكريم السعيد... أي مشعل للنور قد انطفأ؟!

نشر في 30-04-2011 | 00:00
آخر تحديث 30-04-2011 | 00:00
 محمد خليفة العنجري رحل عنّا يوم الاثنين الماضي عبدالكريم عبدالله السعيد, رجل يصعب وجود مثيل له هذه الأيام، فهو رجل السياسة والدين والاقتصاد, ورجل وطني علّمنا الوطنية ومعانيها وأبعادها.

ضحّى بصحته ووقته من أجل قول كلمة الحق، وهو الذي في يقينه أنه راحل عن هذه الدنيا، إلا أنه أبى إلا أن يستمر بعمله من أجل الوطن فحارب المرض في السياسة كما في المستشفى.

كم هي لحظات صعبة وأنا أتحدث عنك، فكنت لا أكاد أفارقك في الفترة الأخيرة من حياتك, وكنت تصطحبني معك في العمل وفي أوقات فراغك، فمازلت أحتفظ بجدول أعمالك التي كنت تنوي العمل فيها، لقد أمضيت طيلة الليالي العشر الأخيرة معك في المستشفى، كنت لا تشتكي ولا تلعن المرض، بل استمررت في صراعك مع المرض الخبيث، وأنت تحمد الله على ما ابتلاك به.

كنت أكظم الحزن بداخلي كلما رأيتك تتألم وأكذب عليك من أجل ألا تعلم بحزني, وأتحدث معك في الذكريات الجميلة التي قضيناها معاً.

صراعك مع المرض استمر ست سنوات، فكنت تحفظ القرآن، وتتواصل مع الجميع، فلم تخذل ولا تتردد من أجل مساعدة أي كان، وكنت تقول لي إننا مجرد عابرين في هذه الحياة، فيجب علينا أن نعمل صادقين حينما نقف أمام الله.

«أبا عبدالله» كم هي لحظة مؤلمة وصعبة حينما أتحدث عنك اليوم, فأنت الذي كنا ننتظره يتحدث فيعم السكون في الدواوين وفي المنزل، فلا صوت يعلو على صوتك، ولا فكر يضاهي فكرك, فكنت تناقش الساسة ورجال الدين ورجال الأعمال، فينبهرون من فكرك العظيم وشخصيتك الجذابة... «أبا عبدالله» كل من تحدث معك أحبك... لأنك كنت طيب المعشر والقلب معاً.

«الدكتور عبدالكريم السعيد»... لقد علمتني الثقافة والدين، وكيف أعمل بصدق وأمانة من أجل إثبات نفسي في العمل, كان منزلك مفتوحاً لي كلما وددت أن أراك وأتحدث إليك, فكنت العون والصاحب والمعلم... كنت تقول لي دوما إن التنمية الحقيقية هي في بناء الإنسان فلابد من تعليم جيد وصحة جيدة، وتضرب لنا الأمثلة في دول متخلفة أصبحت متقدمة.

خطفك الموت وتوقفت مسيرتك في الحياة، لكن ستبقى ذكراك ووصاياك في قلوبنا... وسنعمل جاهدين من أجل أن نحقق ما كنت تريده من تقدم من أجل الكويت وشعبها... عبدالكريم عبدالله السعيد حان وقت الرحيل في الدرب الموحش، فأنت السابق لهذا الدرب، ونحن اللاحقون إليه.

عبدالكريم عبدالله السعيد أي مشعل للفكر قد انطفأ؟! وأي قلب توقف عن الخفقان؟! رحمك الله وإلى جنات الخلد يا «أبا عبدالله».

* ابن أختك

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top