في غاليري ربيز في بيروت... جميل ملاعب يحاكي الأمس والغد

نشر في 06-02-2011 | 00:00
آخر تحديث 06-02-2011 | 00:00
من 23 فبراير (شباط) الجاري إلى 23 مارس (آذار) المقبل، يُقيم الفنان التشكيلي اللبناني جميل ملاعب معرضه الأخير بعنوان «الحاضر بين الأمس والغد» في «غاليري جانين ربيز» في بيروت.

«هذه رسائلي الراهنة في تظهير معالم صورتي التي آخذها من عناصر الحياة لأعيدها طبيعة بشرية مكثّفة أقدمها إلى مجهول، ستصله حتماً. إنها وصيتي ورمز عبوري على جسر الحياة إلى بوابة الفرح»... هكذا يصف جميل ملاعب لوحاته وكأنها دعوة إلى عبورٍ بطله الأمل بامتياز، عبور إلى جديد، إلى قديم، إلى ذاكرة، إلى حلم، إلى سماء... ولكل ناظر عبوره الخاص...

الواضح من خلال اللوحات، أن ملاعب المولود في بيصور في لبنان عام 1948 لا ولن ينفك يؤكد أنه حين يمارس، في مساحة البياض، تشكيل عوالمه بشخصياتها وأماكنها، لا يستعين بذات أنانية مشوّهة تطيح بفكر الآخر وتفرض عليه خصوصيتها، بل العكس. فذات الفنان معمّمة غير منحازة تتلمس نفسها وتكتب مفرداتها البصرية من خلال عيني المتلقي.

يذكر ملاعب: «صورتي تتدخل في صنعها ألوف العناصر والمعادلات والتأثرات. دراسات، تواريخ، مدارس، تجارب، مواد، رحلات، تراث ومعاصرة»... فالصدى الحياتي واضح في اللوحات، صدى متحرّر من تقاليد المدارس وصرامتها وفي الوقت نفسه متمهّل في القفز على القيم والموروثات الفنيّة، صدى خطّته ريشة ترسم الريف بحداثته وبمدنيته، والمدينة بخطواتها نحو مدن أخرى تتلاقى معها ربما أو تتصادم.

ملاعب، الذي بدأ مسيرته الفنية بالنحت، مهمته، كما يقول، أن يعرف تماماً ماذا وكيف ولماذا يرسم، وهذا ما لا يبحث عنه بعض تشكيليين أميين لصوص، دخلوا عالم اللوحة غصباً وافتضّوا بياضها البكر.

«ليس هناك لوح في السماء مكتوب عليه قدري ومستقبلي. أنا الذي سوف أمد يدي وأرسم صورة الزمن الذي يسيل»، في «عربيات، نساء، استراحة الحصادين، طبيعة ميتة، الينبوع، ذكريات البحيرة...»، تلك لوحات تبرز فيها مرآة حاضر ملاعب، وبصمات حريته كما يوضح، فرسوماته بوابة خاطره، وسجله المباشر الذي فيه قد يضيف أمراً ما أو يلغيه أو يواصل مذهباً ما في تارخ الرسم.

يستعين الفنان في لوحاته الأخيرة بقوة السعادة وشطارة المخيلة التي تخون حواسها لترى أعمق وأبعد وتدحض الأفكار الجاهزة، الحداثية منها والتقليدية... فحاضره خبرة ألوان يخال الرائي، كما في معارض ملاعب الفائتة، أن الريشة أخفقت في بعضها، وجديدها اليوم أنها تفرد صفوها ونقاءها على الأمس والغد.

أبطال ملاعب الذين عهدناهم في المعارض السابقة، الفردية والجماعية، في بيروت، الجزائر، نيويورك، جنيف، فرنسا، أبو ظبي... ما زالوا مستمرين، فالمرأة والرجل والطفل والطبيعة والطير والنبات والحيوان والبحر جنوده وأصدقاؤه الدائمون...

back to top