شادية... قمر لا يغيب (9) عماد حمدي أنقذها فوقعت في حبّه
لم تكن شادية قد أكملت تعليمها، غير أن عملها السينمائي والإذاعي كمطربة، ساعدها في تكوين ملكة أدبية وفنية تتذوق من خلالها أدوارها وألحانها، لا سيما أنها بدأت تتلمذ على يد كبار المخرجين ومشاهير الشعراء والملحنين، فضلاً عن «فلتر» خاص لم يكن ليترك دوراً أو أغنية لشادية من دون أن تمرّ من خلاله ويبدي رأيه، وهو والدها المهندس شاكر.من المؤكد أن ثمة عوامل ساعدت شادية في الانطلاق نحو النجومية إلى أن أصبحت إحدى أبرز نجمات ذلك الوقت، بل أكثرهن تنوعاً سواء في الغناء أو في التمثيل الذي امتاز نشاطها فيه بتنوع كبير بين الكوميديا والأفلام الخفيفة والتراجيدية والاجتماعية وحتى الميلودراما، وهذا ما ظهر في الأفلام الثلاثة التي ختمت بها العام 1949، عندما رشّحها السيناريست يوسف جوهر للمرة الثالثة لتشارك في بطولة فيلمه «نادية» مع المخرج فطين عبد الوهاب، فوقفت للمرة الأولى أمام إحدى رائدات السينما عزيزة أمير، منتجة الفيلم وبطلته، معهما الفنان محمود ذو الفقار والوجه الجديد شكري سرحان.
نجحت شادية بشكل غير عادي في تلك التوليفة الميلودرامية، ولفتت المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار الذي تعاون مع الكاتب يوسف جوهر والفنان محمد فوزي، في تجربة من إنتاجه بعنوان «صاحبة الملاليم»، فازدادت من خلاله مساحة حضور شادية كممثلة ومطربة أمام محمد فوزي، الذي امتلك مفاتيح صوتها مثلما امتلك أدواتها كممثلة.وقبل نهاية 1949 عادت من جديد إلى مكتشفها حلمي رفلة وقدمت معه الكوميديا الاستعراضية «ليلة العيد» كتابة أنور وجدي، في أول بطولة مطلقة لها أمام إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو، فوصلت إلى مرتبة النجوم في السينما.الدونجوان ونجمة المستقبلأكثر ما أحزن شادية آنذاك فشل زواج شقيقتها عفاف الثاني، غير أن هذا الطلاق لم يؤثر على العلاقة بينها وبين كمال الشناوي، بل على العكس استمرت العلاقة الإنسانية والفنية بينهما، وما أن انتهى المخرج حلمي رفلة من تصوير فيلم «البطل» (بداية 1950) سيناريو وحوار أبو السعود الإبياري، شريك النجم إسماعيل ياسين الفني، وشارك في بطولته أنور وجدي أمام شادية، حتى التقطها المخرج حسن الإمام ليجمع بين شادية وكمال الشناوي في فيلم «ساعة لقلبك» عن قصة للمخرج هنري بركات، حوار أبو السعود الإبياري، فكان أول لقاء ضمهما معاً كثنائي رومنسي على الشاشة، على رغم مشاركة الفنانة منى ابنة منتجة الفيلم آسيا، إلا أن شادية كانت البطلة الأولى وسبق اسمها الجميع.أثناء التصوير تعددت لقاءات شادية وكمال الشناوي، سواء في البلاتوه أو خارجه، أو في «بيت الفن» مساء عندما لم يكن هناك تصوير، وكانت أحاديثهما تنحصر في مناقشات حول شؤون السينما وشجونها وحول دورها في الفيلم، بل غالبية هذه اللقاءات سواء في الأستوديو أو حتى في «بيت الفن»، كانت بحضور أحد اثنين، إما المهندس شاكر والد شادية، أو شقيقها طاهر شاكر، الذي أصبح ملازماً لها في كل مكان، ومع ذلك لم يسلما من الإشاعات، وانتشرت الأقاويل التي تؤكد وجود علاقة حب جديدة بين «دونجوان» السينما وبين نجمة المستقبل، غير أنهما كانا آخر من يعلم بها، على رغم التلميحات والهمسات والغمز في الوسط الفني والصحافي لدى رؤيتهما معاً.فتاة أحلام الشبابلم يكن كمال الشناوي في هذه المرحلة أو غيرها، يفكّر بشادية كحبيبة أو زوجة، لأنه كان يراها النصف الناجح المكمّل له على الشاشة، فقد كان لها حضور قوي ومؤثر على الشاشة وأصبحت، عبر الأفلام التي قدمتها، فتاة أحلام الشباب، وكان كمال من الذكاء بحيث يستغلّ مشاركته لهذه الموهبة لتكتمل نجوميته. هذا ما كان يدور في ذهنه من ناحية شادية.عزز هذ الأمر اللقاء بين كمال الشناوي والراقصة هاجر حمدي في «بيت الفن» بعد فراق استمرّ عاماً ونصف العام فأعاد وصل ما انقطع، وكأنه لم يمرّ يوم على حبهما القديم قبل زواجه من عفاف شاكر، وتعددت اللقاءات، وبعد أيام فاتح هاجر حمدي برغبته في الزواج منها:• إيه رأيك يا هاجر... تتجوزيني؟- ياااه... أخيراً قلتها بعد سنة ونص.• معلش معلش... أنت عارفه الظروف اللي حصلت والجواز والطلاق.- ماهو ده اللي أنا بستغرب له... أنا كنت حاسة إني أنا اللي...• مش مهم... اللي حصل حصل... بس لو موافقة نتجوز فوراً.- طبعاً مفيش كلام... موافقة.• بس أنا ليّ شرط صغير. - شرط... شرط إيه؟!• تعتزلي الرقص نهائي... نظرت إليه هاجر بدهشة ورجعت برأسها إلى الخلف وصمتت لحظات، وهو ينظر إليها في ترقب، حتى ابتسمت وقالت:- موافقة... أعتزل الرقص... بس التمثيل لا!• ممثلة على عيني وراسي... لكن رقص لا.كان خبر زواج كمال الشناوي مفاجأة للجميع إلا شادية، لأنها كانت تعلم بأمر حبه لهاجر بعدما فاتحها بذلك أثناء عملهما معاً في الفيلم، والأهم أن الخبر أخرس الألسنة والإشاعات التي أكدت قرب زواج كمال من شادية وليس من هاجر.نار الإشاعاتعلى رغم الحراسة العائلية التي كانت تحيط بشادية سواء داخل البلاتوهات أو حتى في اجتماعاتها أو مقابلاتها الفنية، أو عندما تخرج للتنزه، إلا إنها اكتوت بنار إشاعات الوسط الفني التي استمرّت تطاولها وكمال حتى بعد زواجه من هاجر، مؤكدة أن ثمة قصة حب بينهما، وكلما التقت شادية وكمال في عمل فني جديد، زادت الإشاعات وتوقعت قرب انفصاله عن زوجته هاجر وزواجه من نصفه الفني شادية، خصوصاً بعد نجاح فيلميهما «ساعة لقلبك» و{في الهوا سوا» (1951)، للمخرج يوسف معلوف، شارك في البطولة إسماعيل ياسين الذي أصبح الشريك الثالث لهما في تلك المرحلة، مع أن شادية، قبل هذا الفيلم وبين إبريل (نيسان) 1950 وإبريل 1951، قدمت ستة أفلام كان نصيب كمال الشناوي منها فيلماً واحداً هو «ظلموني الناس»، الذي شاركت فيه للمرة الأولى مع النجمة الكبيرة فاتن حمامة وأخرجه حسن الإمام، بينما كان نصيب عماد حمدي فيلمين: «مشغول بغيري» و»سماعة التلفون»، مع ذلك لم تتحدث الإشاعات عن علاقة بين شادية وعماد، إنما عن شادية وكمال الشناوي، ربما لأن الجمهور اقتنع بصدق مشاعر الثنائي على الشاشة.نموذج للفتياتمنذ بداية الخمسينيات استطاعت شادية وضع اسمها في المقدمة سواء بين المطربات أم الممثلات، فمنحها الجمهور كل الحب، وباتت نموذجاً لكل شابة مصرية، تقلد البنات تسريحة شعرها وحركاتها وطريقة كلامها بل وملابسها، لكن شادية لم تكن ذلك فحسب، كل شيء عندها كان محسوباً بدقة، في الفن خصوصاً، أما حياتها الشخصية فكانت صفحات متعاقبة من الحبّ والألم. مع أنها كانت تمثل أدوار الحب والغرام على الشاشة، إلا أنها كانت تعيش بكيانها كله لعملها وأسرتها، ولا تعرف شيئاً في الدنيا سوى البيت والأستوديو، تتنقل بينهما في حراسة والديها أو شقيقها الأكبر طاهر ولم ينشغل قلبها بأمر خارج نجاحها أو سعادة أسرتها.فمنذ اللقاء الأول الذي تم بين شادية وعماد حمدي في فيلم «أزهار وأشواك» (1946)، مرت ستة أعوام كاملة سارت فيها شادية بموهبتها في طريق النجاح، من دون أن تستند على أحد سوى صوتها وموهبتها في التمثيل، إلى أن عاودت اللقاء به خلال العام 1951 في ثلاثة أفلام: {مشغول بغيري}، «سماعة التلفون»، «أشكي لمين»، وكان حمدي آنذاك فتى الشاشة الأول، أدت شادية معه دور العاشقة وتضمن الفيلم مشاهد رومنسية جمعتهما معاً، مع أن حمدي كان في الحادية والأربعين من عمره، أي يكبرها بضعف عمرها تقريباً، ما جعل الإشاعات تبتعد عنه وتقترن باسم كمال الشناوي.ثورة يوليوحققت شادية رواجاً فنياً وتجارياً لافتاً منذ مطلع الخمسينيات، ما أثار تساؤلات حول صعودها بسرعة وبهذه القوة، لعل الإجابة جاءت مع ثورة 23 يوليو 1952 التي أحدثت تغييرات جذرية في المجتمع المصري، كان أبرزها تطلع أبناء الطبقة الكادحة والمتوسطة إلى حياة أفضل، بعدما أتيحت لهم فرصة التعليم والمشاركة في الحياة العامة، وكانت أدوار شادية آنذاك قادرة على إشباع رغبات بنات جيلها من هذه الطبقة المتطلعات إلى حياة أفضل، كذلك كانت شادية ـ على مشارف العشرين من عمرها ـ بجمالها وصوتها الرقيق وخفة روحها نموذجاً لفتاة أحلام شباب الخمسينيات بأكمله، ما يفسر لماذا كان المنتجون والمخرجون يصرّون على تقديمها في أدوار الفتاة الشقية الدلوعة التي تستحوذ على اهتمام الجميع، أو البسيطة المنكسرة التي ظلمتها الأيام وجار عليها أقرب الأقربين، وإن فرض عليها ذلك أداء نمطياً لا يختلف من دور إلى آخر، غير أنها استطاعت التفاعل مع الأحداث. بعد أقل من خمسة أشهر على قيام الثورة، وفي ديسمبر 1952 قدمت مع الفنان حسين صدقي فيلم «يسقط الاستعمار»، تعبيراً عن مساندة الثورة ورفض الاستعمار. بين 1952 و1953 عاودت تقديم نوعية الأدوار التي اشتهرت بها، وشاركت في عشرة أفلام تدور كلها في فلك الفتاة الشقية الدلوعة الرومنسية، المغلوبة على أمرها، حتى كان اللقاء الحاسم قبيل نهاية 1953 مع الفنان عماد حمدي في فيلم «أقوى من الحب»، للمخرج يوسف معلوف، الذي غيّر كثيراً في شادية الفنانة والإنسانة.شرارة الحبثمة عوامل جمعت بين شادية وعماد حمدي، ورشحتهما لارتباط قوي أهمها: التوافق في شخصية كل منهما، التي تميزت بغربتها عن الوسط السينمائي، إذ كانت أخلاق حمدي كأخلاق الفرسان، يندر وجودها بين الممثلين ونجوم السينما: هادئ، وديع، يتميز بالرزانة والوقار، جاد لا يعرف التهريج، لا يحب الصخب ويبتعد عنه، إذا كان في مكان لا يشعر الحاضرون بوجوده وينسحب بسرعة، يتمتع بالرجولة والشهامة.كذلك، كانت شادية تعيش حياتها بين أسرتها، مستقرة هادئة، لا ترى منها إلا صفات الفتاة المهذبة، تحافظ على سمعتها في الوسط الفني ولا تسير إلا ومعها حارس من أسرتها.بدأت شادية العمل مع عماد حمدي في فيلم «أقوى من الحب»، وكان يتضمن مشهداً يفترض أن تجلس فيه شادية على حافة ترعة وتغني أغنية «كسفتيني يا سنارة» بينما تصطاد السمك، وأثناء اندماجها في الغناء والتصوير، انزلقت قدمها في الحقيقة ـ وليس ضمن مشاهد الفيلم ـ وسقطت في الترعة، فأسرع حمدي وقفز في الترعة بملابسه، وأخرجها إلى الشاطئ، ووضع الجاكيت التي كان يرتديها على جسمها المرتعش من شدة البرد، وأسرع إلى أحد المقاهي القريبة وأحضر لها كوب «يانسون» ساخناً.تركت هذه اللمحة الإنسانية أثراً في نفس شادية، ولفتها هذا الاندفاع من حمدي، وشعرت به يتسلل إلى قلبها وعقلها، وفي مساء اليوم نفسه اتصل بها هاتفياً ليطمئن عليها:• مساء الخير... مدموازيل شادية؟- أيوه أنا شادية... أهلاً وسهلاً.• أنا عماد حمدي.- طبعا عارفه... إنت صوتك ماركة مسجلة يا أستاذ.• أحنا مش قولنا خلاص هنبطل حكاية أستاذ دي... - ماهو إنت كمان لسه بتقول مدموازيل.• أبداً... أنا بس كنت عامل حسابي أن حد تاني هو اللي هيرد.- خلاص... نبقى خالصين.• أنا كنت عاوز أطمئن عليك... عاملة إيه دلوقت؟- الحمد لله... أحسن كتير... البركة في الجاكيت واليانسون.. لولاهما كان زماني دلوقت ميتة.• ألف بعد الشر عنك... أنا عايزك ترتاحي على الآخر لحد ما تبقي تمام...- أيوه بس التصوير هيتعطل كده.• يا ستي يتعطل علشان خاطرك... عموماً عايزك تطمني... أنا اتفقت مع الأستاذ يوسف معلوف أني هصور في الفترة دي كل المشاهد الخاصة بيا لوحدي اللي إنت مش فيها... مع أنها هتبقى مشاهد وحشة قوي من غيرك.ضحكت شادية ثم صمتت لحظة وقالت:- الكلام ده مجاملة... ولا؟...• ولا.بعد المكالمة أحست شادية بشعور غريب نحو حمدي، وبأنه يبادلها الشعور نفسه.قطار الرحمة والحبلدى قيام الثورة كان الضابط وجيه أباظة يشغل منصب مدير الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، وكانت له أفكار ورؤى في ترسيخ كل ما من شأنه جمع المواطنين والالتفاف حول الحدث الذي غيّر موازين التاريخ والجغرافيا في المنطقة، ألا وهو ثورة 23 يوليو سنة 1952، ما جعله يقترح ما يطلق عليه «قطار الرحمة»، يخرج من القاهرة حاملاً نجوم السينما والغناء ليطوف أرجاء مصر شمالا وجنوباً وشرقاً وغرباً، للتعريف بالثورة وأهدافها، حتى يلتف الشعب حولها ويساندها.انطلق القطار وضم ممثلين ومطربين وكتاباً ومخرجين، فالتقت شادية بحمدي في القطار المتجه من القاهرة إلى الصعيد، وأمضيا معاً سبعة عشر يوماً ذهاباً وإياباً بين القاهرة وأسوان، وكانت فرصة سانحة، لا سيما مع جو الصفاء الذي ساد الرحلة، ليفاتح كل منهما الآخر بحقيقة شعوره نحوه، حتى إذا انتهت رحلة القطار، كان الحب قد أصبح عقداً رسمياً بينهما.انتهت الرحلة واحتفالات الثورة وحفلات التحرير، ولم يعد ثمة سبب للقائهما معاً مجدداً، في ظل الحراسة التي تتحرك وسطها شادية في كل مكان، بالإضافة إلى أن الفيلم الجديد “آثار على الرمال” الذي سيصوره حمدي لا تشاركه فيه شادية، بل فاتن حمامة ويستلزم فترة تصوير طويلة في مدينة الإسكندرية، فاضطر للسفر إلى الإسكندرية لتصوير المشاهد الخارجية. وأمضى فيها 23 يوماً، مرت عليه طويلة ثقيلة، فعمد إلى كتابة رسائل يومية إلى شادية ليطمئن عليها ويعرف أخبارها ويحكي لها جديد أخباره.للمرة الأولى في حياتها كتبت شادية رسالة احتوت كل ما يعتمر في قلبها من مشاعر حبّ نحو حمدي الذي انتظر رسالتها بلهفة، وراح ـ مثل التلامذة ـ يخفي الرسالة في مكان أمين بعيداً عن نظر زوجته الممثلة فتحية شريف، التي بدأ يترامى إلى سمعها أن زوجها يعيش قصة حب جديدة، فحارت بين الشك واليقين، خصوصاً بعدما نشرت مجلة “الفن” خبراً تكهنت فيه بقرب زواج شادية من حمدي، فما كان من هذا الأخير إلا أن سارع إلى تكذيب الخبر فور عودته إلى القاهرة، بل ورصد مبلغ ألف جنيه سيدفعه للمجلة إذا تحقق ذلك الخبر، في محاولة منه لصرف نظر زوجته عن التفكير في الأمر. غير أن الهمسات كانت تتردد بقوة في الوسط الفني الذي كانت فتحية شريف جزءاً منه، حول علاقة الحب بين شادية وحمدي، حتى وقع خلاف بين الزوجين ترك على إثره حمدي بيت الزوجية.زواج شادية وعماد حمديفي تلك الأثناء سافرت شادية إلى الإسكندرية للاستجمام والراحة من عناء العمل وهرباً من الإشاعات أيضاً، وفضلت أن تقيم في أحد الفنادق ولم تنزل في شقة شقيقتها الكبرى سعاد شاكر التي كانت تمضي إجازة الصيف مع زوجها هناك، وكانت على علم بعلاقة الحبّ بين شقيقتها وبين الفنان عماد حمدي، مع أنها عارضتها لسبب وحيد هو أن الأخير متزوج وله ولد من زوجته فتحية شريف يدعى نادر وكان في عامه الثالث.لم يعد حمدي يستطيع الابتعاد عن شادية أو يقاوم حبها المتدفق في قلبه، وما إن عرف أنها سافرت إلى الإسكندرية حتى لحق بها فوراً، وكان زوج سعاد، أحد أشد المعجبين بفن حمدي وبشخصه أيضاً، وعندما علم بوجوده في الإسكندرية استدعاه وشادية إلى شقته وأحضر المأذون وأتم زواجهما وأمضيا شهر العسل في الإسكندرية على شاطئ جليم الذي كان شاهداً على حب أسعد زوجين في العالم.