... وللثورات معانٍ أخرى!

نشر في 14-05-2011
آخر تحديث 14-05-2011 | 00:00
 ناصر حضرم السهلي  أكاد أجزم أن أكثر كلمة نطقت بها ألسن العرب والعجم منذ بداية عامنا الحالي حتى الآن هي كلمة «ثورة»! فالعوالم الأخرى تتحدث عن الثورات في العالم العربي والنتائج المبهرة التي حصدتها! وأيضا تتحدث عن قوة هذه الشعوب الثائرة التي صمتت أعواما وأعواما حتى تكونت عندها قناعة بأن الشعوب الثائرة لا عضو في جسدها يسمى «لسان»!

 والآن تحررت ونطقت الألسنة، وبدأت الثورات تتلوها الثورات لتحصد رؤساء من أكثر رؤساء العالم دموية وقمعية! وأيضا جاءت المشاركة الإعلامية المكثفة من صحافة وكتاب للمقالات، والقنوات الإخبارية التي لها النصيب الأكبر والتي لقيت استحسان الشعوب الثائرة المكبوتة!

 والمهنية التي تمارسها بعض القنوات الإخبارية من اقتناص الأخبار واستباق الأحداث وصنع الثورات من أجل إعطاء جرعات حماسية للشعوب الثائرة وخداعها بأن الرأي الخارجي معها منقوصة، فالشعوب لا تعلم أن هذه الثورات ما هي إلا «أكل» يسد جوع أغلبية القنوات الإخبارية التي تصنع المعارضة والمعارضين!  لست إنسانا ثوريا ولا أتمنى أن تكون هناك ثورات تسبب دمار الإنسان والبلدان، ولكني إنسان واقعي، وأتمنى من كل رئيس جمهورية أن يبقى في منصبه المدة المحددة له دستوريا، هذا ما أتمناه والشعوب تتمناه!  ولكن الثورة التي أتمنى أن تحدث، وأتحسر إن لم تحدث هي ثورة «الأطفال»! ثورة «البراءة»! فماذا يريد الطفل من أبيه الذي أتى به إلى هذه الدنيا غير الحب سوى ألعاب حديثة ودمية وغيرها؟! فبعض الآباء يمتنع عن شراء هذه الأشياء وغيرها لطفله بحجة أنها تلهيه عن المدرسة وتضر بصحته! وهذه حجج واهية يريد الأب أن تكون باب هروبه من طفله! فالطفل في النهاية يلجأ إلى سلاحة التقليدي ذرف الدموع ولكن بلا جدوى!

 فيا أيها الأطفال إذا كنتم تريدون أن تطاعوا وتلبى جميع حاجياتكم، وتكون طلباتكم قيد التنفيذ فاستعينوا بالثورة واعتصموا في ساحات بيوتكم وارفعوا لافتات التنديد والوعيد على آبائكم، ولتكن عزيمتكم جبارة، فثورتكم البريئة سلاحكم الجديد، وفرصتكم الآن، فإن عامكم هذا هو عام الثورات!

... وفي النهاية لا تطبقوا كلامي يا أطفال «لأني أضحك معكم فقط»، وعليكم بالدموع فإن وقعها في القلب مباشرة، وأنتم أيها الآباء لا تكونوا قساة على أبنائكم فالألعاب لا تسلي الطفل فحسب بل تنمي مدركاته أيضا!

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top