أسيل العوضي... و عكفان الشوارب

نشر في 08-12-2010
آخر تحديث 08-12-2010 | 00:00
 سعد العجمي كوني أحد ناخبي الدائرة الخامسة ممن توجهوا في يوم صيفي حار لامست فيه درجة الحرارة الخمسين، إلى صناديق الاقتراع لأختار من يمثلني في مجلس الأمة، فإنني أرى اليوم أنه لو وضعت النائبة الفاضلة أسيل العوضي في ميزان السياسة، بمواقفها ومصالحها وترهيبها وترغيبها، ووفق مبدأ احترام عقول الناخبين، وحدها في كفة، والنواب خالد العدوة وسعدون حماد وغانم اللميع وسعد زنيفر ودليهي الهاجري بشواربهم ولحاهم وجميع ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة أيضاً في كفة أخرى، لرجحت كفة الدكتورة أسيل.

هناك ثلاثون نائباً تقريباً حضروا الجلسة الخاصة يوم الاثنين الماضي، لكنني اخترت الدكتورة أسيل من بينهم جميعا لأقارن بين موقفها ومواقف النواب الخمسة الذين تغيبوا عن الجلسة لسببين: الأول، أنها المرأة الوحيدة من الحضور. والثاني، من أجل التأكيد أن الشجاعة والثبات في الاستحقاقات المهمة لا علاقة لها بوجود شارب أو لحية في وجه المرء.

أنا في نهاية الأمر ناخب أدلى بصوته ولي كل الحق في محاسبة نواب الأمة، خصوصا ممثلي دائرتي الانتخابية، وإذا ما أجرينا حسبة بسيطة على عدد الأصوات في الانتخابات الماضية، فإن النواب الخمسة لم يتغيبوا فقط بل إن نصف ناخبي الدائرة الخامسة البالغ عددهم 110 آلاف ناخب قد غُيّبوا عن المساهمة في اتخاذ القرار.

الاستجوابات، والقوانين، والاقتراحات، أمور خلافية تخضع لقناعة النائب، إذا ما أحسنا الظن بالطبع، وبالتالي لم نقسُ على من اختلفنا معه من النواب في مثل تلك القضايا، رغم إدراكنا أن بعضهم يصوّت على عكس قناعاته، أما الدستور والحفاظ عليه فهو أمر متعلق بنا وحق مكتسب للجميع وليس للنواب فقط، من هنا فإن أي نائب يتنازل عن هذا المكتسب يجب أن يتم دحره ووقفه عند حده.

عندما حاولت الحكومة تعديل الدستور عام 81 قام أحد رموز الأسرة الحاكمة آنذاك بالذهاب إلى أحد نواب محافظة الأحمدي للضغط عليه من أجل التصويت مع تعديلات الحكومة التي كان أبرزها المادتين (108) و(110)، وقتها قال ذلك النائب الكبير السن القليل التعليم للشيخ «أنا حكومي ومع الحكومة في كل شيء أما الدستور فاسمحوا لي، لأن الدستور هو الذي جعلك تركب سيارتك وتحضر هنا إلى بيتي فكيف تريدني أن أفرط في هذا المكتسب».

على عكس ذلك تماماً جاء في هذا الزمن الأغبر الرديء اليوم الذي يصبح فيه تعديل الدستور أو تفريغه من محتواه في يد نواب مثل دليهي والعدوة وسعدون واللميع وزنيفر، وصدقوني يا ناخبي الدائرة الخامسة وغيرها من الدوائر أن هذه النوعية من النواب لا يوقفهم عند حدهم إلا المحاسبة العلنية في أي مكان ترونهم فيه، حتى لو وصل الأمر إلى طردهم من ديوانياتكم.

هل تقبلون أن تسفّه عقولكم؟ وهل ترضون أن تصبحوا عتبة يصل عبرها النواب إلى المجلس ومن بعدها يرمونكم؟ ترى من استغلكم لتنمية أرصدته؟ وأين هم عندما كانوا يقبّلون «خشومكم» أيام الانتخابات؟ وماذا عملوا بكم اليوم؟ لقد باعوكم وباعوا دستور عبدالله السالم في سوق النخاسة السياسية!

دعوني أضيّق الدائرة قليلاً وأحصر الموضوع فينا كناخبي الدائرة الخامسة، وأبدأ بنفسي تحديداً، وأنا من صوّت لخالد العدوة في الانتخابات الماضية. اليوم أقول إنك ياخالد لم تكن في مستوى ثقتي فيك كناخب ويحرم عليك الصوت مرة أخرى، أما دليهي الهاجري الذي تحالف مع العتبان الذين أوصلوه إلى الكرسي الأخضر فإن «عتيبة» ككتلة تصويتية في الدائرة مطالبة باتخاذ موقف حاسم معلن من دليهي لأن فيصل المسلم إذا أعدم سياسياً فسيكون ذنبه في رقابكم قبل رقبة دليهي.

على أي حال سبق أن اختلفنا واتفقنا مع الدكتورة أسيل، وهو ما سيحدث أيضا في المستقبل، لكنه اختلاف سياسي على القناعات وتقييم الأوضاع، أما في قضية الخضوع والخوف وتغيير الموقف بإشارة أو بـ»مسج» تليفوني، فإن النائبة العوضي محشومة عن مثل هذه الأمور، ولعل مهاجمتها من قبل النائب حسين القلاف ومطالبته بعدم التصويت لها يؤكد أنها في معسكر الأحرار والأشراف، وستكون صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة شاهداً على أن ممثلة الأمة بنت الكويت أسيل العوضي تقف مواقف يعجز عنها «عكفان الشوارب»، وهي من منظور سياسي بحت امرأة تعادل عشرين نائباً، خمسة منهم من دائرتي الانتخابية.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top