خذ وخل: حيتان البحر والبر!

نشر في 13-12-2010
آخر تحديث 13-12-2010 | 00:01
الحق أن بليتنا نحن العرب لا تكمن في الحيتان البحرية بل في الحيتان البرية، التي تعيث في فضاء العروبة، حرمنة ونهبا للمال العام، وتبيع للبشر أطعمة فاسدة ضارة قد تكون مميتة! ومن كثرة تواتر حالات المصادرة للأطعمة الفاسدة، حري بالحكومات اليعربية إنشاء محطات لغسيل المعدة العربية تلحق بمحطات البنزين والمدارس والمعاهد والجامعات وغيرها من المرافق التي يفترس بها العرب طعامهم، ويكرعون شرابهم، ويجترون النميمة.
 سليمان الفهد • لأول مرة أشعر بأن الجهل ممكن أن يتحول إلى مزية وفضيلة، تتسبب في إنقاذ حياة المرء الجاهل بالسباحة، الذي كان بمنأى عن خطر "الحيتان" القاتلة، التي هاجمت السياح في شواطئ "شرم الشيخ" وكادت تقوض الموسم السياحي في فضائها البهي الساحر! وقد تباينت آراء الخبراء بشأن حضور الحيتان في هذه الشواطئ، على أنها عادة ما تكون موجودة في عرض البحر، وتنأى بنفسها عن الاقتراب من سيف البحر وشواطئه.

 والحق أنه لا يعنيني في هذا السياق، الخوض في الأسباب العديدة المبررة لوجود هذه الحيتان اللهم ذلك الرأي النكتة القائل إنها عملية "للموساد" الذي وجهها "لشرم" لشرذمة السياح، ولتقويض الموسم السياحي الشتوي، المتكئ على تكالب مريدي السباحة والغوص، من كل أنحاء العالم ذي الشتاء البارد جدا! وكعادة المصريين في مجابهة التحديات بـ"النكتة لوجيا" الطافحة بالسخرية اللاذعة، شرعوا في "النميمة" عن ذلك "القرش" كما ينعتونه في مصر المحروسة، والذي اعترف جهارا بذنبه، قبل أن يبتلى بـ"الخازوق" المحرض له على الاعتراف بفعلته توسلا للنجاة من التحقيق والاستجواب على الطريقة العربية إياها!

• والحق أن وصم الحيتان البحرية بتهمة وسبة العمالة لإسرائيل، ما هي إلا إشاعة خارجة من رحم "الموساد" في سياق الحرب النفسية التي تشنها الأخيرة لغرض في نفس كوهين!

ومن نافل القول التنويه بانتشار الإشاعة لدى المؤمنين بنظرية المؤامرة المضفية على الأعداء "عبقرية" إعجازية تمكنهم من تحريك الحيتان البحرية بجهاز "الريموت"، صوب الشواطئ المصرية فضلا عن أن تهمة الحيتان بالعمالة، تنطوي على محاولة باتت فلكلورية تتبدى في التملص من المسؤولية ووضع اللوم على أعداء الوطن، والإمبريالية العالمية والاستكبار والاستحمار، والذين يمتطونه كلما ضاقت بهم السبل، ولحسن حظ الحيتان فإنهم لم يتهموا بالاختلال العقلي، والهروب من مستشفى الطب النفسي، والحق أن بليتنا- نحن العرب- لا تكمن في الحيتان البحرية بل في الحيتان البرية، التي تعيث في فضاء العروبة، حرمنة ونهبا للمال العام، وتبيع للبشر أطعمة فاسدة ضارة قد تكون مميتة! ومن كثرة تواتر حالات المصادرة للأطعمة الفاسدة, حري بالحكومات اليعربية إنشاء محطات لغسيل المعدة العربية تلحق بمحطات البنزين والمدارس والمعاهد والجامعات وغيرها من المرافق التي يفترس بها العرب طعامهم، ويكرعون شرابهم، ويجترون النميمة... و"الحش" في تجار الأطعمة الفاسدة، والمنتمين- بالضرورة- إلى فصيلة الحيتان البشرية التي تعيث فساداً وإفساداً في الأرض "اللي بتتكلم عربي" جهاراً نهاراً وعلى عينك يا فاسد! والحيتان البرية اليعربية متهمة بالعمالة لبلادها ومواطنيها وسكانها! وليست مشبوهة كالحيتان البحرية، ولله الحمد!

ولعلنا لا نغالي إذا أشرنا إلى أن مسلسل الأطعمة، الذي تشهده بلادنا، بتواتر يثير العجب العجاب، من جراء اكتشافه اليوم لا أمس! لاسيما أن جريمة تسويق الأطعمة الفاسدة، تستهدف حياة المواطنين والسكان كافة، فهل يكون العقاب مضاهيا لفداحة ومضار الجريمة؟! لنثبت لأنفسنا وللعالم الذي يتفرج علينا أننا قادرون على مجابهة حيتان البحر والبر سواء!

back to top