القوام الجميل والسليم... حلم الجميع

نشر في 13-03-2011 | 00:00
آخر تحديث 13-03-2011 | 00:00
القوام الجميل السليم مطلب أساسي وضروري للتمتع بحياة صحيّة ولممارسة الأعباء الحياتية اليومية من دون صعوبات بدنية أو صحية أو فيزيولوجية، فهو يعزّز القدرة الوظيفية لأجهزة الجسم الحيوية ويقلّل المشاكل الصحيّة والأمراض الناتجة من وجود انحرافات أو تشوّهات قوامية تصيب الجهاز العصبي والعظمي والعضلي.

للقوام السليم علاقة إيجابية بمجالات حيوية للإنسان مثل الصحة البدنية، الشخصية السوية، الناحية النفسية، النجاح الاجتماعي، التفوّق الدراسي والحياتي، التمتّع بممارسة الأنشطة الرياضية والترويحية والترفيهية.

يرتبط جمال القوام بصحّته وسلامته، فلا يمكن وصفه بالجميل في حال عجزه عن القيام بالوظائف الطبيعية والعمليات الفيزيولوجية الحيوية الخاصة بالتنفّس والدورة الدموية والهضم والإخراج.

القوام السليم

يعني احتفاظ الجسم بانحناءات العمود الفقري الطبيعية مع الحفاظ على التوازن بين العضلات الموجودة على جانبي الجسم والقوة المبذولة لهذه العضلات وقوة الجاذبية الأرضية.

تظهر حركات الشخص الذي يتمتّع بقوام سليم، نتيجة الاتزان العظمي والعضلي لأعضاء الجسم المختلفة، في أحسن صورة لها مع بذل أقلّ مجهود ممكن لأدائها. يحفظ القوام السليم الاتزان لثقل الجسم في الأوضاع والحركات كافة مثل الجلوس والوقوف والمشي وغيرها.

يتطلّب القوام السليم أن تكون أجزاء الجسم مرتبة فوق بعضها البعض في وضع عمودي، فالرأس والرقبة والجذع والحوض والرجلان والقدمان يحمل كل منها الآخر في شكل متوازن مع عمل الأربطة والعضلات وأجهزة الجسم المختلفة.

في القوام السليم يكون الرأس مستقيماً فوق الصدر والفخذين والقدمين، الصدر إلى الأمام وإلى أعلى، البطن إلى الداخل ومسطحة، انحناء الظهر طبيعي. بينما في القوام غير السليم يكون الرأس إلى الأمام، الصدر مسطح، البطن مرتخية، انحناء الظهر مبالغ فيه.

القوام غير السليم

ينتج من زيادة أو نقصان في انحناءات العمود الفقري الطبيعية التي يتّصف بها القوام السليم. قد تفقد الزيادة أو النقصان في جزء واحد من انحناءات العمود الفقري الجسم توازنه، ما يدفع باقي أجزاء العمود الفقري إلى اتخاذ أوضاع مختلفة غير طبيعية لتحافظ على توازن الجسم، لذا يظهر القوام بشكل غير متناسق نتيجة الانقباض في مجموعات عضلية يقابلها طول وارتخاء في مجموعات عضلية مقابلة لها. وقد يسبّب القوام غير السليم عدم ثقة بالنفس أو اكتئاباً.

تعود زيادة أو نقصان الانحناءات الطبيعية في الجسم إلى عوامل عدة منها:

- عوامل وراثية.

- أسباب خلقية تولد مع الشخص.

- عادات حياتية خاطئة.

- اتخاذ أوضاع خاطئة عند ممارسة بعض المهن والأعمال.

- أسباب مرضية كأمراض الأمعاء الداخلية.

- أسباب ناتجة من حوادث تصيب العضلات والعظام.

- أسباب نفسية.

للحصول على قوام سليم، يجب الحرص على اتخاذ أوضاع سليمة أثناء الوقوف والجلوس والانحناء والحركة، وهي لا تعكس ميكانيكية جيدة للجسم فحسب إنما تحسّن النفسية بشكل واضح. من هنا يجب أن يكون الجذع منتصباً أثناء الوقوف والرأس مرتفعاً والمنكبان إلى أعلى، الجلوس مع استقامة الظهر والمشي بخطوات قصيرة ومريحة.

يعتمد القوام السليم الجيّد المعتدل على طريقة المشي والجلوس والنوم والعادات الحياتية اليومية المتبعة. قديماً، كان الإنسان يقضي معظم وقته في الحركة والوقوف ويمشي ويركض بشكل مستقيم وقامة منتصبة. أما اليوم في عصر التكنولوجيا فيقضي الإنسان معظم وقته جالساً في أوضاع غير سليمة.

وضع الوقوف الصحيح

أن تكون القامة منتصبة بمرونة من دون تصلّب أو شد زائد للعضلات، بحيث يكون الجسم مستقيماً من دون توتر أو تصلّب أثناء الوقوف، قائماً تماماً ومقاوماً للجاذبية الأرضية في نقاط تأثيرها كافة.

خلال الوقوف تتباعد القدمان قليلاً مع اتجاه الأصابع إلى الأمام ويكون الرأس إلى أعلى، الذقن والنظر إلى الأمام، الأكتاف مفرودة والصدر مرتفعاً قليلاً والبطن مسطّحة.

وضع الجلوس الصحيح

أن يكون الظهر مستقيماً وملاصقاً لظهر الكرسي، أن يكون الجلوس على طول الفخذ، أن تظل القدمان مستقيمتين على سطح الأرض، أن تكون ثمة زاوية قائمة عند مفصل الفخذ وعند مفصل الركبة وعند مفصل رسغ القدم، أن يكون الرأس والرقبة والجذع في وضع الوقوف نفسه، أن تكون العضلات مرتخية من دون تشنّج.

وضع المشي الصحيح

أن تكون حركة المشي من الخلف إلى الأمام وحركة الذراعين والرجلين انسيابية من مفصل الكتفين ومفصل الحوض على التوالي، أن يلامس كعب القدم المتقدمة سطح الأرض أولاً قبل أن ينتقل وزن الجسم من القدم الخلفية بالدفع من الأصابع.

يعزّز الصحة العامة

يعزز القوام السليم القدرة الوظيفية لأجهزة الجسم الحيوية ويقلل من الإجهاد ويؤخر التعب ويحسّن المظهر الخارجي ويظهر تأثيره كالتالي:

- يرفع من كفاءة عمل المفاصل والعضلات سواء من الناحية الوظيفية أو الميكانيكية.

- يرفع من كفاءة الأجهزة الحيوية، ذلك أن وجود تحدّب في الظهر، مثلاً، أو استدارة المنكبين يقلل من كفاءة الجهاز التنفسي.

- يحافظ على قوة عضلات البطن ما يساعد المعدة في الحفاظ على وضعها فتؤدي وظائفها بكفاءة من دون ترهّل الأحشاء أو البطن.

- تأخذ حركة الحجاب الحاجز مداها الطبيعي فتعمل الرئتان بكفاءة عالية.

- يمنع الإصابة ببعض الأمراض كآلام أسفل الظهر التي يسببها ضعف عضلات الظهر. وقد أثبتت الدراسات أن القوام غير السليم يؤدي إلى الإجهاد السريع ويضعف مناعة الجسم ويصيب بالصداع والإمساك والقلق والتوتر.

- للقوام علاقة قوية بالمهارات الحركية الرياضية، إذ يشكّل الأداء الرياضي تعبيراً ميكانيكياً عن خصائص الجسم السليم.

نقاط مهمة للحفاظ على قوام جميل سليم

- رفع الرأس وسحب البطن إلى الداخل أثناء الوقوف.

- الانتظام في ممارسة تمارين لتقوية عضلات الظهر والبطن ومنع بروز البطن وآلام أسفل الظهر.

- ممارسة تمارين للرقبة لتقويتها ومنع حدوث تقلّصات أو ضعف فيها.

- عدم إحناء الظهر أثناء رفع الأشياء، خصوصاً الثقيلة بل الجلوس على الركبتين ثم الرفع.

- اتخاذ الوضع الصحيح، أثناء الدراسة والقراءة والكتابة، بالجلوس على كرسي مريح بارتفاع مناسب لطول الجسم بحيث تلامس القدمان الأرض، وأن يكون ارتفاع الطاولة مناسباً ويسمح براحة الرقبة وعدم انحنائها إلى الأسفل للقراءة أو الكتابة.

- اتباع الطريقة السليمة في الجلوس على المكتب.

- التأكد من وضع القدم السليم، كونها أساس القوام في تعديل الوضعية، فاذا كانت ثمة تشوهات فيها أو كان الحذاء غير صحي، كأن يكون ضيقاً أو واسعاً، يؤثر ذلك على وضع الجسم كاملاً لما للقدم من دور في اتزان المفاصل المختلفة كالرقبة والظهر، باعتبار أن هذه المناطق متّصلة ببعضها البعض.

- تجنّب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي لتأثيرها السيئ على العمود الفقري، ويفضّل ارتداء الحذاء الذي يحتوي انحناءات ويكون على شكل القدم الطبيعية.

- الحفاظ على الوزن الطبيعي لعدم إرهاق أنسجة الجسم وأعضائه الحيوية.

- الإكثار من الحركة وممارسة الأنشطة الرياضية.

عضلات أساسية تحفظ الجسم في شكله السليم

يضم الجسم مجموعات عضلية أساسية تحفظه في شكله السليم ووضعه المناسب في حالتي الثبات والحركة. تعمل هذه العضلات باستمرار ضد الجاذبية الأرضية لذلك تكون في حالة انقباض مستمرّ، أي تحتفظ بالنغمة العضلية في أحسن صورة لها، سواء عند ثبات الجسم أو الحركة.

كذلك، تساعد هذه العضلات العمود الفقري على الاحتفاظ بانحناءاته الطبيعية عن طريق حفظ أجزاء الجسم المختلفة في مواضعها الطبيعية، بفعل القوة الناتجة من انقباض هذه العضلات وتغلّبها على قوة الجاذبية الأرضية.

لذلك، مهم جداً إبقاء هذه العضلات قوية لتقوم بعملها في إبقاء الجسم وأجزائه المختلفة في وضع صحيح، ولتحتفظ بنغمة عضلية قوية تمكّنها من القيام بعملها من دون ظهور التعب عليها.

العضلات الأساسية التي تحافظ على الجسم في شكله السليم

- عضلات الرقبة الخلفية والجانبية: تحافظ على وضع الرقبة وتمنع سقوطها إلى الأمام وعلى الجانب.

- العضلات المقربة للوحين: تحافظ على الكتفين ووضعهما الطبيعي وتمنع سقوطهما إلى الأمام.

- العضلة المستقيمة الظهرية وعضلات البطن: تعمل في وضع متقابل وفي توازن مستمر للحفاظ على توازن الجسم.

- العضلة المستقيمة الظهرية: تعمل على فرد الجذع وعدم سقوطه.

- العضلة الآلية العظمى: تعمل على فرد مفصل الفخذ.

- العضلة ذات الأربعة رؤوس الفخذية: تحافظ على وضع الركبة في وضع الفرد.

- عضلات الساق الأمامية وعضلات الساق الخلفية: تحافظ على الساق في وضعها الطبيعي.

- عضلات قوس القدم: تحافظ على قوس القدم في وضعه الطبيعي مع تثبيته ومنعه من السقوط.

يتوقف وضع الجسم واحتفاظ العمود الفقري بانحناءاته الطبيعية على كفاءة عمل هذه العضلات في مجموعاتها المختلفة واحتفاظها بنغمة عضلية قوية تمكّنها من التغلب على قوة الجاذبية الأرضية مع عدم ظهور أو تأخير ظاهرة التعب لهذه العضلات.

[email protected]

back to top