سانتا كاتالينا... ملتقى أوروبا وهوليوود القديمة
جزيرة سانتا كاتالينا، كاليفورنيا- لا يُعقل أن تكون هذه كاتالينا. كان لدي تصوّران لجزيرة سانتا كاتالينا التي إن صدّقت أغنية فرقة Four Preps التي حققت نجاحاً في عام 1958، تقع على بعد 26 ميلاً (نحو 42 كيلومتراً) بمحاذاة شاطئ لونغ بيتش.بدايةً، كنت أتخيّل أن كاتالينا أشبه بمدينة ملاهٍ أو شاطئ قديم وساحر إنما صغير. أمّا تصوّري الثاني فكان لمكان شبه وعر، مثل جزيرة أنجيل في خليج سان فرانسيسكو، فيه بضعة فنادق ومطاعم للدلالة على الحضارة. لكني لم أتوقّع أن أرى ما وقعت عليه عيناي حين رسا المركب في ميناء أفالون.كنت محقاً بشأن الجبال الوعرة الواقعة عن بعد، لكن أمامها بمحاذاة الشاطئ كانت تصطفّ خطوط من المباني التي تشبه بألوانها ونسقها بطاقة بريدية عن اليونان. كانت البلدة امتداداً طبيعياً لخليج المياه الصافية المليء بمئات القوارب. كان الطقس مشمساً والمكان ساحراً ونابضاً بالحياة. لكن لا بد من أن البلدة تستضيف مسابقات غولف جدّية على حدّ اعتقادي نظراً إلى وجود عربات غولف في جميع الأرجاء.
يعيش في أفالون نحو 85% من سكّان الجزيرة البالغ عددهم أربعة آلاف أو ما يقارب ذلك. يُشار إلى أن عدد المقيمين فيها يزداد بنسبة 50 في المئة تقريباً بفضل السيّاح والعمّال الموسميين الذين يسهرون على خدمتهم. أفالون جنّة مصغّرة مجاورة للبحر، حيث تتلاقى أوروبا وهوليوود القديمة بالأسلوب وكل شيء تقريباً يقع ضمن نطاق قريب إنما يتطلّب السير لمسافات طويلة، ومن هنا ضرورة عربات الغولف. يُسمَح للجميع في أفالون باستخدام عربة غولف واحدة، فالسيارات والشاحنات لن تُستقدَم إلى الجزيرة قبل 15 سنة، لأن الشوارع ضيّقة ويُمنع على المركبات السير في معظم قطاع الواجهة المائية الذي تنتشر فيه الحانات، المتاجر والمطاعم، ما يساعد على إبقاء الهواء منعشاً، والأصوات طبيعية، والمنطقة حيّة بالناس. تشتهر كاتالينا منذ زمن طويل بكونها المكان المناسب الذي يلوذ إليه سكّان هوليوود والأثرياء لتمضية عطلة نهاية الأسبوع، إرث تعتنقه الجزيرة إنما تسعى أيضاً إلى تمديده. فالرحلة التي كانت تستمر ليومين أو ثلاثة قد تُمدّد اليوم بسهولة إلى أسبوع (أو أكثر، إن أردت اكتشاف داخل الجزيرة، وربما مصادفة قطيع من الثيران). من جهتها، نظّمت شركة جزيرة سانتا كاتالينا التابعة لآل ريغلي، الذين كانوا يملكون بالأساس الجزيرة برمّتها، برامج محسّنة للسيّاح في العام الماضي. تتيح الشركة بالتالي متعةً كبيرة للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمّل تكلفة السفر إلى أوروبا، إذ تركّز اهتمامها على النشاطات والحياة الليلية أكثر مما يبدو ذلك ممكناً في بلدة بمثل هذا الصغر. ومن ضمن هذه النشاطات مغامرة مشوّقة على نظام النقل بواسطة الحبال الذي يمتد من الجبال إلى الشاطئ. تفتقر أفالون إلى الشطآن الرملية الطبيعية بالنظر إلى وقوعها في خليج محمي مواجه لليابسة. لكن ذلك ليس بمشكلة لأن أفالون أنشأت شاطئها الخاص الصديق للأطفال على طول الواجهة المائية. وبعيداً باتّجاه الشمال، أقامت الشركة نادي Descanso Beach Club الجديد الذي يضم أكواخاً خاصة على شاطئ رملي أبيض، وذلك وراء ما يُدعى «الكازينو» التاريخي الذي اكتشفت أنه يعني «مكان للتجمّع» بالإيطالية، وليس «المكان الفسيح الذي يخسر فيه المرء آلاف الدولارات». يستطيع المرء بالتالي إنهاء جولته على الحبل والسير لمسافة 90 متراً تقريباً وصولاً إلى كرسيّ طويل مخملي. كذلك، تقدّم الشركة جولات داخل الجزيرة ورحلات في المياه، بما فيها جولة Undersea Tour التي تصطحب السيّاح في شبه غواصة تحت المياه، الإبحار الجوي، جولة في أسفل قارب زجاجي، وبرنامج Flying Fish Boat Trip حيث يتّضح لنا بأن الأسماك تستطيع الطيران حقاً. وبدءاً من أغسطس (آب) الجاري، أصبح بإمكان الزوّار التجوّل في قاع المحيط في بزّة غطس ضمن برنامج Sea Trek Undersea Adventure. أمّا التحسينات الأخرى التي أجرتها الشركة فتتضمن تجديد فندق بافيليون، عبر توسيع قاعة الاستراحة والعشاء في الخارج وتزويدها بموقد. في ظلّ كثرة النشاطات التي يمكن ممارستها خلال سطوع الشمس، بدت نوعية حياة البلدة الصغيرة خلال الليل مفاجئة. تعمّ الموسيقى الحية الفضاء، وتنقسم بين غناء الهواة الصاخب وفرق العزف الحية. يُشار إلى أن سبنسر ديفيس الذي يشتهر بأغنية Gimmie Some Lovin يعيش في أفالون على ما يُفترض ويجلس من حين إلى آخر بين مختلف الفرق الموسيقية. يضم المكان أيضاً نوادي رقص مثل Chi Chi Club وحانات مشاكسة لإضفاء جوّ من السعادة والمرح. من جانب آخر، تضاهي المطاعم الحانات على الأقل من حيث الجودة والخدمة، فضلاً عن أن سكّان أفالون ودودون لا سيما عند التحدّث عن تاريخ الجزيرة. يجدر بالزوّار أيضاً تذوّق برغر لحم الثور في مطعم Avalon Grille الجديد، ويُنصَح بالاستمتاع بحلوى الـOreo المقلية. في النهاية، يُعتبر «الكازينو» مفخرة أفالون التاريخية. خلال عهد فرق العزف العظيمة، عزف أمثال بيني غودمان وكاونت باسي أمام آلاف الأشخاص في أكبر قاعة رقص دائرية في العالم. وفي الطابق السفلي، نجد مسرح أفالون الوحيد، الذي يضم 1184 مقعداً ويذكّر بالأيام التي عُرض فيها أول فيلم ناطق في العالم بعنوان The Jazz Singer. وحتّى الساعة، يُعرَض فيلم أسبوعياً ويتغيّر كل يوم جمعة. كانت جولة الكازينو الجزء الأكثر إمتاعاً في الرحلة. وفي ذلك الصدد، كانت الرحلة برمّتها ممتعة على نحو مفاجئ. في حال قرّرت الذهاب: ستصل إلى مطار «لونغ بيتش» ومن هناك ستقوم برحلة مكوكية سريعة على متن مركب كاتالينا (يصل سعر البطاقة ذهاباً وإياباً من ميناء لونغ بيتش الى 65 دولاراً أميركياً). ستقيم في فندق بافيليون، الواقع في 513 جادة كريسنت، هاتف 800-322-3434. تبدأ أسعار هذا الفندق المجدد في منتصف الأسبوع من 275 دولاراً في الليلة. ستتناول الطعام في Avalon Grille، الواقع في 423 جادة كريسنت، للاتصال: هاتف 310-510-7494، www.discovercatalina.com/#/avalon-grille/. يقدّم مزيجاً متنوعاً من الأطعمة بدءاً من برغر لحم الثور إلى سمك السيف وشرائح اللحم المشوي، فضلاً عن خليط رائع من المقبلات والحلوى. تجده في نادي Catalina Country Club، هاتف 310-510-7404. تستطيع القيام بجولة Zip Line Eco Tour ابتداءً من 89 دولاراً، Flying Fish Boat Trip ما بين 18 و24 دولاراً، Casino Walking Tour ما بين 14.25 و19 دولاراً، Sea Trek Undersea Adventure ما بين 69 و89 دولاراً، Undersea Tour ما بين 28 و41.75 دولاراً، و Glass Bottom Boat Tour ما بين 13.75 و18.50 دولاراً. للاتصال: هاتف 310-510-8687، www.VisitCatalinaIsland.com. أمّا الإبحار الجوي فتتراوح أسعاره من 35 إلى 50 دولاراً، للاتصال: هاتف 310-510-1777، www.parasailingcatalina.com. للمزيد من المعلومات: زر موقع www.VisitCatalinaIsland.com أو www.CatalinaChamber.com.