سيول الفهد!

نشر في 19-12-2010
آخر تحديث 19-12-2010 | 00:00
 عبدالله المسفر ربما لم نشهد فرحة في الكويت منذ التحرير كمثل التي فرحناها عندما فزنا بكأس الخليج الأخيرة بهدف لن ننساه للاعب وليد علي، وفي أثناء مباريات كأس الخليج الأخيرة هذه في اليمن كنا جميعا نتابع بشغف أحداث المباريات خصوصاً الأخيرتين مع العراق والسعودية ونسينا تماماً كل الهموم والمشاكل إلى أن أسعدنا أبناء منتخب الكويت بالفوز بالكأس المستحقة التي جاءت في وقت مناسب جداً، ليخرجنا بعض الشيء من الهموم والحزن والمشاكل والعواصف السياسية.

في مسيرات الكويتيين فرحاً بالكأس شاهدنا ملحمة في حب الكويت اجتمع فيها كل الكويتيين على الحب والولاء لهذا الوطن وهؤلاء اللاعبين الأبطال، سنّة وشيعة حضرا وبدوا حتى الوافدون أنفسهم سعدوا بسعادة البلد الذي يعيشون فيه وعبروا عن فرحتهم كما لو كانوا كويتيين، والمجتمع كله أصبح في سلام ووئام وسعادة لأيام عدة، ولكن سرعان ما تلاشت مع الأسف!

لقد كنا متعطشين في هذه الدورة الأخيرة للفوز وبعد سنوات عجاف وصلت إلى 12 سنة متواصلة، والكويت بعيدة عن هذه الكأس التي كانت دائما في أحضانها، وهي الأكثر حصولاً عليها- 9 مرات سابقة- وكأن الكأس العاشرة أبت وتمنّعت أن تأتي إلينا نهائياً إلى أن هبطت الأمطار لتروي عطشنا الكروي الذي كاد أن يفتك بالتاريخ الكويتي الكروي الطويل والمشرف.

ولاشك أن المشاكل الإدارية للمنتخب والاتحاد وللأندية والوسط الكروي كلها لها دور في تراجع مستوانا في السنوات الماضية إلى أن جاء الشيخ طلال الفهد ليضبط الأوضاع داخل المنتخب رغم كل المشاكل المحيطة، ويضبط إيقاع اللاعبين، ويخلق بينهم والمدرب والإداريين والفنيين حالة من العزف الجماعي المتناغم الحاصد للبطولات والكؤوس... وكأنما هو المايسترو الذي يوجه الفرقة لعزف أعذب الألحان.

وقبل أيام جاء القضاء الكويتي الذي لا يشكك كائن من كان في نزاهته ليسطر حكماً تاريخياً ومهماً في رأييّ في هذه المرحلة، وهو الفصل في النزاع الحاصل على رئاسة نادي القادسية، ويقول القضاء كلمته، ليصبح الفهد رئيساً للنادي بشكل نهائي ورسمي وشرعي، وأصدر القضاء حكمه بعودة الأندية المنحلة ملغيا أي شك في شرعية وجود الشيخ طلال الفهد رئيساً للاتحاد الكويتي لكرة القدم... الأمر الذي يقضي على طموحات المنافسين وغاياتهم.

والآن ما أريد قوله أن يلتف الجميع حول هذا الرجل من كان ضده ومن معه لنحقق لكويتنا الكثير ونترك هذه الخلافات جانباً... كفانا ما يحدث على الساحة السياسية وليضع الجميع أيديهم في يد الشيخ طلال لننهض من جديد ونحقق الآمال والأحلام التي طالما انتظرناها، والدليل الفرحة الهستيرية التي فرحناها عندما جاءت الكأس الخليجية العاشرة لأحضان الكويتيين.

الشيخ طلال الفهد رجل صاحب إنجازات يتعامل مع المواقف بشكل محنك ويبدع حتى وهو تحت الضغوط، وكما شاهدنا برغم كل تلك المشاكل أمطر علينا ببطولة غرب آسيا التي حصل عليها المنتخب الكويتي الرديف... ومن ثم أعاد لنا هيبتنا الخليجية، والآن أمامنا بطولة كأس آسيا، وأصبح لزاماً علينا جميعا أن نتكاتف، وأن تتلاشى كل المشاكل وتزول كل الضغائن ليطغى حب الكويت فوق السطح ويصبح هو السمة الرئيسة لكل الكويتيين.

الشيخ طلال الفهد أفاض علينا بإنجازاته، وطموحاته لا تنتهي، ولو أتيحت له الفرصة لأتحفنا بسيول من الإنجازات الكروية المهمة، وكيف لا وهو ابن الشهيد فهد الأحمد أبرز من قاد الكرة الكويتية وحقق لها الإنجازات، وهو الذي أوصلنا إلى كأس العالم في مرة وحيدة لم تتكرر من بعده، وعشنا في عهده عصرنا الذهبي... والشيخ طلال هو أهل لأن يعيدنا إلى هذا العصر، فاتركوه يعمل بل ساعدوه من أجل الكويت يا أهل الكويت.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top