قاسم هاشم لـ الجريدة.: المعارضة اللبنانية أنجزت خطة المواجهة... واستهداف المقاومة سيدفع ثمنه كل العرب

نشر في 02-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 02-12-2010 | 00:01
هو ابن مزارع شبعا، وقف في اليومين الماضيين عند "الوزاني" وراقب بلدة الغجر بالعين المجردة و"لم ير إسرائيل تنسحب"!، وهو عضو كتلة "التحرير والتنمية"، ويفترض به "مبدئيا" أن يكون عالما بتحرك رئيس المجلس النيابي ورئيس الكتلة نبيه بري، وهو يكشف، في هذا الإطار، عن حركة يقوم بها بري في السرّ تتجاوز كل ما يُحكى عنه في العلن! هو معارض شرس وعلى بينة بمرحلة ما بعد إعلان القرار الظني "رسميا"، ويتحدث عن خطة تبدأ بألف وفيها باء وجيم أعدتها المعارضة عند حلول لحظة الحسم!
"الجريدة" حاورت النائب في كتلتي "البعث" و"التنمية والتحرير" النيابيتين، وخرجت بيقين: دخل البلد ومن فيه دائرة الحسم! وفي ما يلي نص الحوار:
• في زحمة المانشيتات المثيرة للجدل، ما أكثر ما لفتك من عناوين عريضة في اليومين الماضيين؟

تركيزي انصبّ على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لباريس بعد ايران، ورحت أحلل ماذا يمكن ان تأتيه الزيارتان من ثمار ونتائج؟ فلبنان هو محور الزيارتين، ولابد ان تكون خلفيات القرار الظني والتداعيات محور التعاطي السياسي الاقليمي والدولي.

• هل صحيح ان نتائج لقاء طهران أثلجت قلوبكم؟

نأمل ان تثمر هذه الزيارة نتائج ايجابية ملموسة قريبا على مختلف المستويات، خصوصا ان هذه الزيارة اتت في توقيت مهم جدا للبنان والمنطقة، وتلت جملة تسريبات صدرت من هنا وهناك عن مضمون القرار الظني واقتراب موعد صدوره. فإيران، بلا شك، تلعب دورا اساسيا على الصعيد الاقليمي، ويمكن ان تلعب دورا اساسيا على صعيد تثبيت شبكة الأمان العربية.

• قد تكون رمزية اللقاء السياسية مهمة، لكن ماذا عن رمزية وجود ابن الشهيد والمطالب الاول والاساسي بمعرفة الحقيقة في ايران في هذا التوقيت بالذات؟

سعد الحريري هو رئيس حكومة بالدرجة الاولى، ولا يمكن شخصنة العلاقة. يفترض بنا النظر من مصلحة وطنية، من دون انكار خصوصية ان دولة الرئيس ابن الشهيد وولي الدم. وطبيعي ان تحمله هذه الازدواجية مسؤولية خاصة على المستويين الرسمي والشخصي. في كل حال لا يستطيع احد التنبؤ بتفاصيل اللقاءات الثنائية، لكن كل التسريبات التي خرجت اكدت تعاطي المسؤولين الايرانيين بشكل منفتح وايجابي.

• هل قدّم سعد الحريري تنازلات ما بإقدامه على هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات؟

ليس موضوع تنازلات. المسألة تتعلق بمصلحة لبنان، وكيف ينظر الى مصلحة البلد وتثمير رؤيته في لقاءات.

• يطالبه البعض، بعضكم في المعارضة بالتحديد، بالتنازل عما عمل له منذ أكثر من خمسة أعوام للكشف عن قتلة والده، وكأنكم في ذلك تقولون له: تنازل وانسى من قتل رفيق الحريري؟

مواجهة ما يحوط لبنان من أخطار ليس معناها معادلة نسيان رفيق الحريري او التنازل عن قضية العدالة مقابل اي شيء آخر. المسألة هي كيف نتوصل الى تحقيق العدالة من خلال كشف الحقيقة الكاملة والواضحة بدل استثمارها من قبل أصحاب الغايات خدمة لمشاريع ابعد من المصلحة الوطنية. كشف الحقيقة مطلب كل اللبنانيين بكل مكوناتهم، لكن سؤالنا: اي حقيقة؟ لن نقبل حقيقة بدأوا يستثمرونها تنفيذا لمشروع معين انطلق عام 2005، واستكمل مرحليا في 2006، ويريدون تتويجه عبر القرار الظني.

• لماذا لا تنتظرون، ما دمتم تريدون الحقيقة، صدور القرار الظني، وتواجهون عبر المحاكمات بما لديكم من دفاع واثباتات؟

التحقيق شابه كثير من الأخطاء والارتكابات من مساره الأول بدءا من شهود الزور، ولا يمكن الوصول الى حقيقة واضحة وصحيحة من دون البدء من هذه النقطة بالذات. هذا الموضوع لا يحتاج الى أدلة، وهو ادخل الشك الى كل المسار. لو انطلق التحقيق بمسار سليم لتجنبنا مسار التحقيق الاول، فضلا عن ان التحقيق لم يأخذ حتى هذه اللحظة بكل المعطيات والقرائن التي قدمت. ويفترض دحض كل ما تم تركيبه استنادا الى داتا المعلومات.

• فليتم دحض التركيبات إذا أمام المحكمة؟

لنكن واقعيين فكلنا يعلم وفق اي مصالح يتم تركيب المحاكم. وبعد ان كشفت عورات هذه المحاكم لم يعد ممكنا الركون اليها. نريد تصويب كل المسار. اصحاب المشروع الصهيوني وجدوا ضالتهم في هكذا محاكم. والقرار نعتبره صدر، ولعل ما جرى تسريبه اعلاميا عن فيلتمان وقوله: اتركوا لي الأمر وقبل الميلاد سيعلق رأس المقاومة على الشجرة، دليل على ان ما كتب قد كتب. القرارالظني اصبح شبه معلن.

• مادمتم تتعاملون مع الوقائع على اساس ان القرار الظني قد صدر، فكيف تطالبون الفريق الآخر بالتراجع؟

نتعاطى جميعنا مع ان ما تم اصداره هو مضمون القرار الظني. ويأخذ بهذا المعارض والمؤيد. القرار في حكم الصادر وإن لم يكن قد صدر رسميا بعد. ثمة رؤية معينة عند القيمين على ادارة المشروع، في ان يكون هناك جس نبض لمعرفة ردود الفعل.

• تتحدث عن معطيات قدمتها المعارضة وعن داتا معلومات ووثائق تملكها المعارضة وقدمت بعضها عبر الاعلام... ولعل سؤال الجمهور لكم: لماذا اخفيتم ما تملكون من معلومات كل هذه السنين؟

حين فشلت الاستنابات الاولى لشهود الزور جرى الانتقال الى التركيبات الجديدة واستدعى هذا معطيات جديدة.

• قدمتم معلومات تعود الى عام 1995... ألم تكن سورية وانتم حاكمون حينها؟

لا يهم من كان وعلى رأس أي جهاز كان او سلطة! ما يهمنا الآن ان هناك استباحة لقطاع معين شكل خطرا على لبنان وجعله مكشوفا.

• الاستباحة مردها الى تقصير... من هو المقصّر؟

ربما هناك تقصير. ولا يمكننا التلطي ونفي تسجيل تقصير، خصوصا اننا امام عدو نعرف اساليبه وآلياته في موضوع الجاسوسية والعمالة والخيانة.

• الا يتحمل "حزب الله" الجزء الاكبر من مسؤولية هذا التقصير، فهو يتصرف بشكل مقاومة، ويفترض بالمقاومة ان تكون اكثر حذرا لا ان يتمادى الخلل خلال وجودها؟

كان حزب الله الفريق الاكثر حذرا لهذه المسألة! لكن امكاناته يومها لم تكن كما هي اليوم.

• صدر القرار الظني اذا وإن لم يعلن بعد، فهل وضعتم خطة تنطلق ساعة يعلن رسميا؟

اعلنت المعارضة مرارا وتكرارا بلسان كل مكوناتها ان الفرصة مازالت مناسبة لدرء الخطر عن لبنان وتجنيبه اي منزلقات نتيجة صدور هذا القرار. هذا على المستوى الوطني اما على صعيد خطوات المعارضة فباتت جاهزة جدا، ولا يمكن الافصاح عنها في الوقت الحاضر. وضعنا خطة متكاملة لمواجهة كل مرحلة بمرحلتها، بدءا من اعلان القرار وما سيتبعه من تحركات داخلية وردات فعل. واكرر هنا ان لبنان يستطيع تجنب الازمة من خلال اتخاذ موقف وطني جامع.

• وكيف تتخذ الدولة موقفا جامعا واحدا والحكومة لا تلتئم وجلسات الحوار معلقة؟

موقف المعارضة واضح من الحكومة منذ البداية. لا كلام في غير ملف شهود الزور. اولوية هذا الملف تتعدى النقاش في اي ملف آخر. ماذا ينفعنا ان نناقش الوضع الاقتصادي ومواضيع اخرى حياتية آنية ونحن نعلم ان لبنان يتعرض لخطر قد يلتهم الأخضر واليابس! مسؤولية تعطيل الحكومة تقع على من يرفض مناقشة ملف شهود الزور على طاولة مجلس الوزراء. مفتاح الحل والربط هو ملف شهود الزور.

• يمكننا اذا ان نعلن في هذه اللحظة اننا بتنا في مرحلة اقتحام النيران التي ستلتهم الاخضر واليابس؟

المعارضة لن تتراجع عن موقفها. وكلنا يعول على المسعى العربي من خلال المبادرة السعودية - السورية، ويبدو ان الاتصالات مازالت فيها مستمرة رغم رهان بعض "قوى 14 آذار" على فشلها.

• لكن ينقل عن مسؤولين رفيعين في "حزب الله" قولهم ايضا إن هذا المسعى قد انتهى؟

اؤكد لكم ان المسعى مازال قائما والاتصالات ستستكمل خلال الايام القليلة المقبلة بوتيرة اكبر.

• تستمد تأكيدك من تفاؤل ام من معطيات؟

من الاثنين معا.

• بعيدا عن كليهما ماذا قد يعني سقوط المسعى؟

المبادرة تلقى دعما اقليميا عربيا وتركيا وايرانيا، وقد يكون هناك دعم اوروبي الى حد ما، لكن يبقى الدور الاميركي ونواياه يعرقل الامور.

• ازاء كل ما قلته نصرّ على ان نعرف خطوات المعارضة المقبلة؟

ستتخذ المعارضة خطواتها لحظة بلحظة. والخطة متكاملة ومشكلة من الف وباء وجيم... وكما واجهنا في 76 وعدنا وواجهنا في 2005 سنواجه بعد صدور القرار رسميا.

• هل لاحظتم تحركا عسكريا؟

الخطة مفتوحة على كل الاحتمالات، وستحدد نمطها الظروف والمعطيات. لكل مرحلة توجد خطة وبرمجة.

• نطلب من الجمهور اذا اخذ الحيطة والحذر بمجرد اعلان صدور القرار الظني رسميا؟

اللبنانيون في قلق دائم، وعلينا ألا نزيد من توترهم. وكل ما نطلبه منهم ان يرفعوا الصوت في وجه المسؤولين.

• انت ابن مزارع شبعا المطلة على منطقة الغجر... فكيف قرأت قرار اسرائيل الانسحاب من الغجر؟

نأمل وننتظر ونتمنى تحرير كل شبر من الاراضي اللبنانية، لكن ما حصل لا يعدو كونه مناورة اسرائيلية اتت في ظرف يحاول فيه العدو تحسين سمعته بعد ان شوهت نتيجة الممارسات العدوانية في فلسطين. مشكلتنا اننا لا نقرأ. أعلن العدو خطوته هذه تحت صيغة "مبدئي" لا "تنفيذي"! هو قال إن انسحابه مبدئي!

• بعيدا عن النظريات نريد ان نعرف ماذا في الواقع؟ هل حاولت الاقتراب من الغجر لتبيان الامر عن قرب؟

لم يتغير على الأرض شيء. وقفت في الوزاني قبالة الغجر ولم اجد اي تغيير على أرض الواقع.

• يبدو اننا دخلنا واقعيا مرحلة الحسم... ماذا عن العالم العربي في ظل المشهد المتوقع المقبل؟

يفترض ان يدرك العرب ان المصلحة الوطنية والقومية تحتم عليهم مساعدة لبنان للخروج من الأزمة، لأن النار لن توفر اي طرف منهم وستطالهم جميعهم. واستهداف المقاومة سيدفع ثمنه كل العرب. ولينظروا الى ما يحصل في العراق وعلى الاراضي الصهيونية وليأخذوا الدروس والعبر!

back to top