"الأوقاف": بدء أعمال الملتقى الثاني لتنادي الحضارات
وكيل وزارة الأوقاف يؤكد لدى افتتاحه الملتقى الثاني لتنادي الحضارات، أن "ما يشهده العالم من صراعات وحروب واحتكاك حضاري سلبي قائم على الكراهية والعنف والتشويه والإساءة الدينية والإقصاء يعد حجة قوية على حتمية الحوار الحضاري وضرورته الواقعية".
أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح ان "الاستقرار والتنمية والحضارة لا تصح الا بتوطيد أركان التعايش والتفاهم والحوار بين الشعوب والحضارات"، مشيرا الى ان "ما يشهده العالم من صراعات وحروب واحتكاك حضاري سلبي قائم على الكراهية والعنف والتشويه والإساءة الدينية والإقصاء يعد حجة قوية على حتمية الحوار الحضاري وضرورته الواقعية".
وأضاف الفلاح لدى افتتاحه الملتقى الثاني لتنادي الحضارات تحت شعار (احترام الأديان والرموز الدينية من أسس الحوار الحضاري)، الذي نظمته الوزارة ممثلة بقطاع العلاقات الخارجية مساء اول امس في المعهد العربي للتخطيط، أن "مشاكل الإساءة الى الأديان ورموزها تشكل الزيت الذي يؤجج نيران الصراع في العديد من المناطق والمواقع"، مشددا على "ضرورة تجاوز مرحلة الاقناع والاقتناع بأهمية الحوار بين الشعوب والحضارات الى مرحلة صياغة المشاريع العملية الداعمة والانخراط في الانجازات المشتركة وتوسيع آليات التواصل بين الحضارات لتشمل مختلف المؤسسات والميادين، خصوصا أن الحوار ليس مقتصرا على فئة من النخب السياسية أو الطبقة الاكاديمية وإن كانوا هم ركيزته، إلا أنه يبقى هو مستقبل مختلف الشعوب والأديان والطوائف والمذاهب والحضارات لأنه ضمان امانها ومحقق تعايشها وسبيل سلامها".احترام الأديانوأشار إلى "أهمية احترام الأديان والرموز من خلال السلوكيات التي تتناقلها وسائل الاعلام تجاه الأديان ورموزها ممثلة في السخرية الفنية بها وإهانة كتبها المقدسة والإساءة إلى أتباعها، والتجاهل الذي يخيم على العديد من مراكز القرار الفكري والإعلامي، من غير ادراك لخطورة ذلك على واقع التواصل الحضاري والعلاقات الانسانية بين الشعوب والامم"، محذرا من "الإيهام بأن الصراعات مصدرها اختلاف الاديان والمعتقدات فهي تكون في الأصل قبلية مثلما هي الحال في العديد من البلدان كما هو حاصل في نيجيريا، إذ تتطور الخلافات ويقحم العنصر الديني فيها ويصور في وسائل الاعلام وكأنه مصدر الصراع"، لافتا إلى "اهتمام وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بأخذ زمام المبادرة لإغناء مثل تلك المواضيع وتقديم المقترحات القابلة للتحول إلى مشاريع عملية قادرة على رفع قواعد الحوار الحضاري البناء". نصوص واضحةمن جانبه، قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المساعد لشؤون العلاقات الخارجية والحج د. مطلق القراوي ان "النصوص المؤسسة لنظرة المسلمين إلى الأديان الاخرى ورموزها تؤول الى آيات القرآن الكريم وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا يدل على أن تلك الرؤية لم تترك لاجتهادات المجتهدين وتأويلات المؤولين، إنما هي نصوص محكمة واضحة في معانيها ودلالاتها وأحكامها"، مبينا ان "القرآن الكريم حين تحدث عن النبوات السابقة، أوجب الإيمان بكل الأنبياء، وجعل شمول الإيمان بهم مقوماً من مقومات العقيدة الإسلامية".وتابع ان "اختيار موضوع احترام الأديان ورموزها من أسس التواصل الحضاري يؤكد أن العالم معني بالشروع في مراجعات فكرية وثقافية وسياسية، وليس ذلك ممكناً إلا إذا أخذ أهل العلم والفكر زمام المبادرة، وعملوا على رصد الأسباب النفسية والدينية والتاريخية التي تقف وراء مختلف أنواع الإساءة التي تأخذ مظاهر متعددة، من تجسيد ساخر لصور الأنبياء الى احتقار الكتب المقدسة وغيرها من الأسباب التي تتنافى مع مبادئ العقلانية والتسامح والقبول بالآخر، والتي تقضي على فرص مد جسور التواصل والتعاون وتحقيق السلام العلمي المنشود".صورة عدائيةبدوره، قال مدير عام مركز التفاهم المسيحي الاسلامي د.جون اسبسيتو ان "الاسلام كدين والمسلمين كانوا مغيبين ولا يملكون دورا واضحا في النظام التعليمي الامريكي، لا سيما ان الحكومة لم تعمل على تدريبهم ودمجهم في المجتمع ولم تفكر باعطائنا كشعب امريكي فكرة عن ديانتهم في تلك الفترة"، مشيرا إلى "الاهتمام المتزايد من الجانب الامريكي بتثقيف بل وادراج الاسلام كمنهج للدراسة بين صفوف الجامعيين وموظفي الخارجية الامريكية للوصول إلى مبدا التحاور والتعايش مع تلك الفئة الكبيرة التي زاد وضعها سوءا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إذ استغلت بعض الحكومات الغربية تلك الأحداث لتكوين صورة عدائية للإسلام لدى مواطنيهم".