قوات درع الجزيرة... الاستقرار مسؤولية جماعية والأمن كلٌّ لا يتجزأ شاركت في حربي تحرير الكويت والعراق
تعتبر مهمة قوات درع الجزيرة الأساسية حماية أمن الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي من أي عدوان خارجي، ونظراً إلى ما حدث في أغسطس عام 1990، ونتيجة لعنصر المفاجأة، لم تقم قوة «درع الجزيرة» بأية فعالية في صد الهجوم العراقي على الكويت، وهذا بدوره يلقي ظلالاً قاتمة على فعالية هذه القوة في التدخل السريع لأي طارئ يهدد استقرار دولة أو دول من المجلس التعاون. ولهذا جاء الطلب البحريني والتلبية الخليجية جراء ما تشهده مملكة البحرين من أوضاع داخلية مضطربة وغير مستقرة تهدد الأمن الداخلي مع توارد أخبار عن اكتشاف يد خارجية تحرك الشارع البحريني نحو الفوضى والانفلات في أتون صراع مذهبي مدمر.الخلفية التاريخية
شُكِّلت قوات دفاع «درع الجزيرة» بعد حوالي خمس سنوات من قيام مجلس التعاون الخليجي، فبينما تم التصديق على إقامة مجلس التعاون الخليجي في عام 1981، كرد فعل رئيس لدرء الأخطار الناجمة عن اشتعال الحرب العراقية - الإيرانية، وتهديدات الثورة الإيرانية لدول الخليج، فإن قوات دفاع «درع الجزيرة» أُقر إنشاؤها عام 1986، بعد اجتياح القوات الإيرانية لمنطقة الفاو العراقية أثناء الحرب، علاوة على تصاعد التهديدات على الحدود اليمنية - السعودية.تتألف قوات «درع الجزيرة» من فرقة مشاة آلية بكل إسنادها وهي «المشاة والمدرعات والمدفعية وعناصر الدعم القتالي» وكان تعدادها يقدر بحوالي 5 آلاف جندي من عناصر دول مجلس التعاون الست، وتزايد عدد أفراد تلك القوات بعد ذلك حتى وصل إلى حوالي عشرة آلاف مقاتل. وقد أقر رؤساء أركان دول مجلس التعاون الخليجي - بعد توقيع معاهدة الدفاع المشترك عام 2000 - زيادتها إلى 18 ألفاً كمرحلة أولى، كما أن قادة دول المجلس عندما أقروا الاتفاقية وافقوا على خطة طموحة، لتصل حجم هذه القوات إلى مئة ألف على المدى البعيد، وعلى أن تتشكل القوة من أبناء الدول الخليجية، ولا تعتمد على جنود أجانب. وفي عام 2010 تجاوزت القوات الثلاثين ألف عسكري من الضباط والجنود، بينهم نحو 21 ألف مقاتل. الاتفاقية الدفاعيةتم توقيع اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من قبل أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في الدورة الحادية والعشرين للمجلس الأعلى، التي عقدت في مملكة البحرين بتاريخ 31 ديسمبر 2000، وقد جاءت الاتفاقية تتويجاً لسنوات من التعاون العسكري وبلورة لأطر ومنطلقات أهدافه، وتأكيداً لعزم دول المجلس على الدفاع الجماعي ضد أي خطر يهدد كلّاً منها، كما تضمنت الاتفاقية إنشاء مجلس للدفاع المشترك ولجنة عسكرية عليا تنبثق عنه، وتم وضع الأنظمة الخاصة بكل منهما وآلية عمله.مشاركات القواتالبداية كانت في حرب تحرير الكويت عام 1991، ثم حرب تحرير العراق في عام 2003 حيث قرر وزراء الدفاع والخارجية لدول مجلس التعاون في اجتماع عقدوه في جدة نقل قوات درع الجزيرة إلى الكويت أثناء حرب العراق بناء علي طلب الكويت التي اتخذت إجراءات احترازية. وأخيراً، في الاضطرابات الأمنية في البحرين في مارس 2011 وخلال اضطرابات أمنية شهدتها المملكة حيث طلبت البحرين الاستعانة بقوات درع الجزيرة لتأمين المنشآت الاستراتيجية.