اللهم إني صائم
أناشد المواطنين الكرام الانصياع لرغبات الحكومة والعزوف عن شراء المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها، وأقول لهم اكتفوا في رمضان بكوب لبن وتمرة واحدة حتى تصحوا، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صوموا تصحوا»... فشكراً للتجار شديدي الإيمان والحكومة الواعية التي ترعى مصالحنا على أكمل وجه. في الوقت الذي نستقبل فيه شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركة نجد بعضاً من شريحة التجار، أعزهم الله، وبعض رؤساء الشركات الحكومية، أدامهم الله، وبعض الوزراء، حفظهم الله، يحاولون قدر جهدهم مساعدة الناس بشرائحهم كافة من مواطنين ومقيمين على الصوم ابتغاء مرضاة الله.وككل عام وربما في هذا العام بشكل أكبر وملموس ومع وجود الأزمة الاقتصادية، نجد أسعار السلع الأساسية وحتى التكميلية والترفيهية زادت، وتضاعفت بشكل يحرّض على الصوم ليس لشهر رمضان فقط وإنما الصوم لفترات أطول، وهذا هو المطلوب حتى نزداد إيماناً وورعاً وتقرباً إلى المولى عز وجل.ليس هذا فحسب، بل إن التجار والمسؤولين في الدولة اتفقوا أيضاً على مساعدة الناس على التخلي عن العادات السيئة، وأبرزها العزائم والولائم التي تقام في هذا الشهر الفضيل، وأصبح من يفكر مجرد تفكير في العزائم والولائم عليه أن يستغني عن راتبه لأشهر قادمة، فبعد أزمة المواشي التي تناولتها صحيفة زميلة بإسهاب وعمق، وبعد أن ارتفع سعر الخروف بشكل غير مسبوق، أصبح علينا الاستغناء عن تلك العادات التي تضر الجسم وتزيد الشحم وتتسبب في أمراض القلب والسمنة والسكر وغيرها.لاشك في أن التجار والحكومة لديهم وازع ديني وطني كبير، ويخشون على صحتنا أكثر من أنفسنا، فالزيت والطحين والدجاج والبيض والحلويات واللقيمات كلها تسبب تلك الأمراض الخطيرة، فضلاً عن القاتل الصامت وهو مرض الضغط... فشكراً لهؤلاء التجار، وشكراً لتلك الحكومة اليقظة التي تراقب عن كثب وتخالف التجار الذين لا يسعون إلى مصلحة الوطن والمواطن. ومن خلال هذا المقال يسرني أن أناشد المواطنين الكرام الانصياع لرغبات الحكومة والعزوف عن شراء هذه المواد الغذائية الضارة، وأقول لهم إن الحكومة والتجار «أبخص وأخبر منا»، وهم يخشون علينا أكثر مما يخشون على أبنائهم وشركاتهم، فاعزفوا عن شراء هذه السلع الغذائية الضارة، واكتفوا في رمضان بكوب لبن وتمرة واحدة حتى تصحوا، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صوموا تصحوا»... «فشكراً كبيرة» للتجار شديدي الإيمان والحكومة الواعية التي ترعى مصالحنا على أكمل وجه.السؤال الذي يخطر ببالي حالياً... هو ماذا نحن فاعلون؟ وماذا سيفعل التجار والحكومة إذا لم يلتزم الناس لدينا بتوجهات الحكومة والتجار، والتفوا على نصائحهم وذهبوا يومياً بصحبة عائلاتهم إلى المساجد لمشاركة المساكين طعام الإفطار الذي يقدمه المحسنون والجمعيات الخيرية؟ وماذا لو وجدنا المواطن الكويتي يفترش الأرض في ساحة المسجد مع المساكين من الوافدين، من أجل الحصول على وجبة طعام الإفطار دون مقابل؟من المؤكد أن هذا ما يسعى إليه التجار والحكومة على اعتبار اننا جميعا مسلمون، ولابد أن يشارك المواطن الكويتي المساكين من الوافدين في كل شيء، لكن المرعب أن تتحول موائد الإفطار الرمضاني المجانية إلى موائد إفطار جماعي للمواطنين، ولاشك أن أحد عباقرة المجلس وقتها سينادي بتكويت الموائد الرمضانية، وتطبيق سياسة الإحلال لتخفيف العبء عن المواطن.هل هذا ما تسعى إليه الحكومة الموقرة بمساعدة تجار جشعين؟ اللهم إني صائم.